Masaha | مساحة

ما الذي يقف بين المرأة وسوق العمل؟

هناك أسباب كثيرة لعدم دخول المرأة سوق العمل وأهمها الصعوبات التي قد تتعرض لها خلال عملية الإنتاج...

The text of the episode

غادة: وجه البطالة في مصر هو وجه امراة شابة متعلمة تبحث عن عمل

دالندا: "مازلنا ننظر للمرأة ليس فقط ككفاءة إنما أيضا كجسد يمكن استهلاكه."
 

وفاء: وحكيت عن الابادة الرمزية للمرأة في الكتب المدرسية،

أنا ركزت ع اللغة العربية وركزت ع التربية الاجتماعية، ف فيه اقصاء إلها بالنصوص الادبية مثلا، اقصاء إلها انها تكون عالمة، كاتبة، باحثة، مخترعة، اقصاء تام. ف تترنح صورة المرأة والفتيات ما بين الابادة الرمزية والتهميش.

المذيعة: في العالم العربي هلا، معدلات عمالة المرأة مش عم تكون بالمستوى المطلوب. 

وفقاً لصندوق النقد الدولي، النساء في المنطقة العربية عندهم أدنى معدلات للمشاركة في القوى العاملة بالمقارنة مع باقي العالم. وعلى الرغم من إنه النساء متعلمات يشكل جيد نسبياً  إلا إنه امرأة واحدة من بين كل أربعة فقط ببلادنا منخرطة في سوق العمل. 

عدم دخول المرأة لسوق العمل إلو أسباب كتيرة - في حواجز أمام انخراطها في سوق العمل واللي جزء منها متعلق بالسياسات والقوانين وجزء تاني متعلق بطريقة تفكير المجتمع وثقافته.

يلي عم تسمعوني هلا... يمكن يكون عندكم فكرة عن بعض هاي الحواجز ويمكن، إذا كنتوا نساء، تكونوا شخصياً تعرضتوا لبعضها، بشكل مباشر، بس أنا قبل ما أبلش تسجيل هاي الحلقة، في كتير أشياء كنت ما بعرفها سواء على صعيد القوانين يلي بتحد من دور المرأة أو السياسات الاقتصادية والمؤسسية  المتبعة في بعض البلدان. وكان بدي أعرف كمان، هل الحواجز يلي بتواجهها النساء متشابهة بين كل البلدان العربية وقديش هالحواجز بتختلف بناءً على خلفية المرأة، سواء كان تعليمها أو مكان سكنها أو طبقتها الإجتماعية، بالإضافة لطبيعة عملها.

رح نحكي كل هاي الأمور اليوم بشكل مفصل مع ضيفات هاي الحلقة من مساحة - واللي هو بودكاست (أسبوعي) بنحاور فيه مجموعة من النساء من لبنان والأردن والجزائر وتونس ومصر وغيرها من البلدان العربية وبنخلقلهم المساحة لحتى يناقشوا مع بعض ومعنا... من منظور نسوي… الاستراتيجيات والحلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية يللي عم بنواجهها اليوم.

في هاي الحلقة رح نحكي مع وفاء الخضرا من الأردن، دالندا لارغاش من تونس، و  الدكتورة غادة برسوم من مصر… 

رح أخليهم يعرفو عن حالهم أكتر هلا. 
 

وفاء: اسمي وفاء الخضرا، وانا اكاديمية ناشطة، عميدة كلية اللغات والاتصال في الجامعة الامريكية وعضو في المجلس الاعلى التنفيذي لتطوير المناهج وعضو في المركز الوطني لحقوق الانسان.
 

المذيعة: وفاء عندها خبرة واسعة في دراسات الجندر وتحليل الخطاب، وبتقدم خدمات استشارية حول دراسات الجندر والنظريات النسوية للعديد من المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية.

ضيفتي التانية.... هي....  دلندا من تونس 

دالندا: أنا اسمي دالندا لارغاش، أستاذة جامعية. دكتورا في التاريخ والدراسات الجندرية وأدرّس في جامعة منوبة في تونس.

المذيعة: بالإضافة إلى كونها ناشطة في المجتمع المدني وناشطة في حقوق الإنسان والقضايا النسوية، دلندا برضو كانت تدير مركز للأبحاث والدراسات تحت إشراف وزارة المرأة وهو يعنى بقضايا المرأة وثقافة المساواة.

ضيفتي الثالثة هي غادة برسوم من مصر.

غادة: انا رئيس قسم السياسات العامة والادارة العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. 

المذيعة: الدكتورة غادة عندها أكثر من 25 سنة من الخبرة في مجال  الأبحاث المتعلقة بعمالة المرأة. بدأت خبرتها تزيد بهالمجال لما كتبت رسالة الماجستير تبعتها عن عمالة المرأة والمشاكل اللي بتواجه الخريجات في الحصول على عمل. 

بعد ما عرفتكم بضيفاتي بهالحلقة، رح أبلش الحكي من تونس، بلد قدر إنو ياخد خطوات كبيرة ومعتبرة في مجال المشاركة الاقتصادية للمرأة في السنوات الأخيرة. 

سألت دلندا ليش برأيها هالتغير كله صار. 

دالندا: بورقيبة كانت عنده نظرة شمولية للارتقاء بالمجتمع التونسي. وأول القوانين الريادية كان قانون مجلة الأحوال الشخصية، هذا كان قبل الدستور تعمل، كان يعرف أنه بدون تحرير المرأة واعطائها المكانة التي تستحق لا يمكن أن نحرر المجتمع ونرتقي به. كيف هذا؟ أول أساس هو فتح المدرسة أمام البنات كما للذكور فكان التعليم الإجباري. كذلك الشغل والشغل تدريجا. لكن حاجة هامة أخرى هي أنه تحكم المرأة التونسية في النسل. في نسلها في ولاداتها وكانت تونس مش ريادية ربما الوحيدة في سنوات الستين في فترة مبكرة. راهي تونس, المرأة التونسية إلى اليوم عندها، ولو أنه اليوم في شيء ما من معناها من الضعف، ولكن من سنوات الستني السبعة وستين، حق الإجهاض. 

المذيعة: يلي عم تحكي عنو دلندا هون هو تشريع الإجهاض لجميع النساء وبدون شروط في تونس واللي تم عام ١٩٧٣ كجزء من استراتيجية أوسع لتعزيز حقوق المرأة.

دالندا: المرأة التونسية بالتدرّج حسنت وضعها القانوني وبدأت تأخذ شيئا فشيئا، لم نصل بعد للمساواة الكلية ونحن نأكمل ونعمل على، ليس الأمل برك (فقط). لكن المسيرة تقدمنا فيها أشواط قبل الثورة لكن الدستور الجديد هو دعم مسار المساواة.

المذيعة: شفنا تغطية إعلامية واسعة مؤخراً عن الإجراءات يلي إتخذتها تونس لتعطي المرأة حقوقها فشفنا التعديلات يلي صارت على قوانين العنف والجهود يلي عم تنحط إتجاه  تحقيق المساواة في قوانين الميراث كمان... 

كلها أمور إيجابية ومهمة، بس هي الحلقة عم نحكي فيها عن المشاركة الاقتصادية للمرأة، فطلبنا من دالندا تحكيلنا عنها أكثر.


 

دالندا: نسبة المشاركة الاقتصادية، 27 بالمئة، وهو ضعيف مقارنة بقدرات المرأة التونسية. لو كان نقارنوها بنسبة النساء التونسيات المتخرجات من الجامعة. المتخرجات من الجامعة التونسية هو 64 بالمية هم نساء بنات، ونجي نلقاو نسبة الانخراط في الدورة الاقتصادية 27 بالمية فقط. إذن مازال، هي أقل من المنشود. لأنه المرأة التونسية متعلمة جدا وهي متحررة أيضا، كل القيود القانونية تجاوزناها، على الأقل أغلبها أقول.

المذيعة: البطالة بين النساء أسبابها كتيرة، وعدم توافر فرص العمل هو سبب واحد، بس في غيره...

 

حكينا مع عدة نساء تونسيات كجزء من بودكاست مساحة، وكان في نظرة مشتركة عند أغلبهم وهي إنو في تونس، أحد الحواجز الرئيسية،  ما بين المرأة والمساواة هو طريقة تفكير المجتمع المحيط فيهم وكيف بميز ما بين المرأة والرجل…

 وبشكل طبيعي، هاد الاشي برضو بأثر على أديش النساء عم بقبلو على العمل.   

 

بس في نقطة مهمة أشارت إليها دالندا ولي هي أديش تغيير القوانين وتعديلها لصالح المرأة، عم بنعكس ايجابياً على عقلية المجتمعات. 

دالندا: العوائق بالأساس اجتماعية، أي الثقافة المجتمعية هي أكثر من القانون. القانون في تونس متقدم على ثقافة المجتمع والعقلية. القانون في تونس منذ الاستقلال كان محرك للتحول المجتمعي ولكن هذا التحول كان بطيء، بطيء، لأنه القانون كان يتحرك أكثر. بالطبيعة ثقافة المجتمع، أنا أتحدث عن الثقافة بصفة شمولية ولكن كي ندخلولها سنجد، نجدها متفاوتة بين المجموعات بين الجهات بين الأفراد.
 

المذيعة: في كتير بلدان في المنطقة العربية لسه قدامها الطريق طويل والحواجز  اللي بتواجهها المرأة مش بس حواجز ثقافية أو فكرية...المرأة بتواجه قيود قانونية ومؤسسية كتيرة فيما يتعلق بقدرتها على التنقل أو الحصول على بطاقة هوية أو تسجيل عمل تجاري أو حتى قبول وظيفة.

نحنا عنا أدنى معدلات العمالة وأعلى معدلات البطالة بين الخريجات بالمقارنة مع باقي العالم... بالرغم من إنو أعداد الخريجات عم بتساوي وفي بعض الأحيان عم بتفوق أعداد الخريجين. 

الدكتورة غادة رسمت الصورة بوضوح لما حكت عن وجه البطالة في مصر...
 

غادة: يعني انت لو بصيتي في حاجة احنا عارفينها مهمة قوي، وجه البطالة في مصر هو وجه امرأة شابة، مش وجه شاب. يعني لما يتكلموا "التعطل بين الشباب" يروح الصحفي حاطت جنب صورة لمة التعطل بين الشباب صورة ايه؟ صورة شاب، شباب واقفين في طابور.
 

بس الحقيقة لا، الحقيقة انه احنا مثلًا في آخر بيانات حللناها كان عدد المتعطلين حوالي 2 مليون شاب وشابة. 1.3 منهم اناث، و0.7 منهم ... الضعف تقريبًا بالزبط. ف وجه البطالة في مصر هو وجه امراة شابة متعلمة تبحث عن عمل.

 

المذيعة: دلندا حكتلنا إنو ما في شي بمنع إنو المرأة تعمل على صعيد القوانين في تونس وإنه وضع  المرأة التونسية متقدم نسبياً، بالمقارنة مع باقي النساء عربياً، بس الحاجز الأكبر يلي بوقف بوجه المرأة لحتى تنخرط في العمل في تونس هو طريقة تفكير المجتمع ونظرته إلها. 

كيف منقدر نغير وجهات نظر المجتمع والممارسات يلي عم بتعزز عدم المساواة؟ الممارسات يلي تجاوزتها بعض القوانين؟ من وين من بلش؟

وهل الشي نفسه بنطبق على بلدان زي الأردن ومصر؟  

 

العوامل كتيرة ومعقدة وبتختلف من بلد للثانية بس يمكن كلها بتبلش بالتعليم وبعدين بتتفرع للقوانين والثقافة يلي بتفضل عمالة الرجل عن المرأة في عالم الإقتصاد فيه عم بتراجع والفرص عموماً قليلة. 

 

 وقبل ما أدخل بتفاصيل متعلقة بنسب التعليم والمقارنة ما بين تعليم المرأة وتعليم الرجل على المستوى الجامعي، لا بد من إنو نوقف عند التعليم المدرسي، وتحديداً المناهج المدرسية يلي بتلعب دور كبير في تثقيف الطلاب والطالبات حول المساواة وبالتالي لازم تكون الأساس في أي تغيير مجتمعي إيجابي بدنا ياه يصر.

 

في الأردن مثلاً عم نسمع كتير عن إصلاح المناهج الدراسية يلي بتعزز صور وأدوار نمطية للمرأة وما بتشجع مشاركتها الاقتصادية.

 

وفاء بحكم انها اشتغلت كتير في مجال إصلاح التعليم والمناهج المدرسية في الأردن، حكت عن ظاهرة اسمها الإبادة الرمزية للمرأة في الكتب الدراسية. 


 

وفاء: لاحظت انه اما فيه ابادة رمزية للمرأة في التاريخ الاسلامي وتاريخ تأسيس الامارة في الاردن مش موجودة نهائيًا، أو في تهميش إلها وهو بالتاريخ الحديث، تاريخ الاردن المعاصر ما في ابادة رمزية لأنه صرنا نشوفها، بس ايش تهميش كبير.

وبعدين فيه لاحظت في اقصاء تام إلها في النصوص الادبية لأنه أنا ركزت ع اللغة العربية وركزت ع التربية الاجتماعية، مثلا، اقصاء إلها انها تكون عالمة، كاتبة، باحثة، مخترعة، اقصاء تام. ف تترنح صورة المرأة والفتيات ما بين الابادة الرمزية والتهميش.

المذيعة: فإذاً بالنسبة لوفاء لازم نبلش من المدرسة، من الكتب المدرسية، ومش بس هيك ، لأ، كمان خلال الانشطة داخل الغرف الصفية، وخارج الغرف الصفية، ومن خلال الانشطة اللامنهجية. لازم كلها تضّمّن  مفاهيم المساواة والعدالة وتكون جزء من كل المواد، وفي كل المساقات.

وفاء بلشت الشغل بهدا المجال سنة ال-2013 وهلق شو صار؟ 

 

وفاء: نشوف شو صار، أول اشي صار عنا مركز تنفيذي ومجلس أعلى لتطوير المناهج وهو مستقل استقلال تام عن اي مؤسسة وبتاخد فقط المعايير العلمية الاكاديمية الموضوعية في كيف تصيغ الاطار العام اللي اشترك فيه ، يعني انا بشوفه مشروع وطني، اشترك فيه اعداد هائلة من قادة الفكر، باحثين، المفكرين، الخبراء، الناشطين وغيرهم، حتى يحطوا الاطار العام.

 

المذيعة: وهذا الاطار العام ودوه لدور نشر عم بيعملوا الكتب المدرسية الحالية، واللي  رح تطلع خلال هاي السنة والسنة القادمة. 
 

وفاء: بدك جيل لجيلين حتى تصيري تشوفي التغيير. إذًا معناته لما نشتغل صح فيه تغيير، المهم انه نشتغل صح، المهم انه انظم كمان حراكنا. يعني انا بتذكر ب 2013 لما بديت اشتغل ع المناهج، وصلت لمرحلة قلت أنا صح أكاديمية بكتب ابحاث بس أبحاثي ما بدي اياها تضلها فقط أبحاث تُنشر في مجلات علمية واكاديمية، مين بده يقرأها؟

حولتها لحملة، والحملة اشترك معي أصحاب العلاقة، من طلبة ومدرسين ومعلمين ومعلمات وغيرهم معنيين بالتعليم كشأن عام، وضلينا نشتغل مع بعض وسوينا وبهدوء، ووصلنا وين ما احنا هون، ليش؟ لأنه كمان احنا عنا الارادة السياسية، بس كان اللي بينقصنا انه كيف الارادة السياسية تصير ارادة تشغيلية وإرادة عمل. 

المذيعة: بعد ما حكينا عن التعليم المدرسي، انتقلنا بالحديث للتعليم العالي. 

نحنا منسمع دايماً إنو ما في مساواة في التعليم في المنطقة العربية. بس الأبحاث بالحقيقة بتشير لعكس هيك .

في الأردن مثلاً نسبة النساء الملتحقات  بالتعليم العالي هي أكبر من نسبة الرجال بنفس السياق. بس بالمقابل بتوصل نسبة البطالة بين الخريجات ل 50% مقارنةً بنسبة البطالة بين الخريجين واللي بتوصل ل-25% 

سألت الدكتورة غادة إذا كانت الحالة نفسها في مصر. 
 

غادة: احنا عندنا في العالم العربي، مش بس في مصر حاجة بيسموها gender paradox ، يعني ايه؟ يعني معضلة او لغز. ايه اللغز دا؟ ان انت حصل عندك الستات اتعلموا وبقوا... حتى في التعليم العالي في بلاد عربية التعليم العالي بين الاناث اعلى من الذكور.
 

في مصر احنا عند "باريتي" باريتي يعني تقريبًا قد بعض. كويس جدًا ممتاز. طب ازاي ما بنشوفش نفس الستات اللي اتعلموا بيروحوش مش موجودين في سوق العمل؟ هي مجموعة مشاكل، اول مشكلة انه التعليم اللي بناخده مع الاسف لا يتماشى مع احتياجات سوق العمل. ف دي اول مشكلة.  احنا قلنا انه بالنسبة والاناث هي مشكلة، بس لأنه الرجالة لازم يشتغلوا ، الستات دايمًا مع الولاد في البطالة.

 

المذيعة: دالندا  بتوافق غادة بكلامها وحكتلنا كمان انه النساء بيختاروا تخصصات مختلفة عن اللي بختاروها الرجال وانه هالحكي بأثر إلى حد ما على فرصهن في العمل. 
 

دالندا: الشعب اللي تدريجيا ما تفتحش برشا على سوق الشغل تلقى فيها أكثر بنات. كأنه الاختصاصات اللي مرتبطة بأدوار المرأة، نحط بين ظفرين "الأدوار الطبيعية" هناك نجد أكثر نسبة من النساء، ولكن فما لازمنا نكون واقعيين وpositive فمّا tendence اللي قاعدة تتدعم في تونس ولو معناها مش بالتساوي إنه اليوم ناخذو نسبة هامة جدا وهي في ارتفاع متاع البنات اللي في شعبة التقني واللي تختص في اختصاصات بعد البكالوريا من بعد اختصاصات اللي كانت عشرين سنة أو ثلاثين سنة محصورة في الذكور. الهندسة انفتحت المهندسة الميكانيك، هندسة الطيران.


 

المذيعة: كل الضيفات يلي حكينا معهم قالوا نفس الشي؛ انه فيه  مساواة في التعليم، ومزبوط انه التخصصات يلي عم تختارها النساء، متل تخصصات الآداب واللغات، ما بتساعدهم في الحصول على عمل ملائم... ولكن عم بنشوف فيه تصاعد بأعداد النساء يلي عم بدخلو بتخصصات كانت تاريخياً محصورة على الرجال فقط… متل التخصصات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.  

 

إذاً لما نشوف المزيد من هدول النساء عم يدخلوا بهيك تخصصات عليها طلب اكتر في السوق، بالتالي احنا عم منزيد من فرصهم في الحصول على العمل. بس التعليم هو جانب واحد فقط. في لسا أمور كتيرة بتحكم دخول المرأة لسوق العمل…

 وفاء والدكتورة غادة حكولي عن صعوبة التنقل ما بين الأطراف البعيدة ومراكز العمل كحاجز رئيسي ورح أوقف عند النقطة يلي حكت عنها الدكتورة غادة هون... 
 

غادة: اول ما بتتجوز ما بتسكنش في قلب القاهرة، او مش بتسكن في قلب المدينة، بتسكن دايمًا على الاطراف، الاطراف ما فيهاش شغل، ف بقى المشوار لما كانت قبل ما تتجوز كان المشوا بياخد نص ساعة تروح الشغل بقى بياخد ساعتين عشان تروح الشغل.
 

نبتدي نحسبها، ساعتين رايح وساعتين جاي. وبعدين البيت عندها مسؤوليات بيت، وبعدين المرتب مش كفاية، مش مكفي المواصلات دي كلها. ف قرار انها تقعد بيكون قرار اقتصادي والقرار اقتصادي مدروس انها تقرر انها تقعد.

المذيعة: غادة بتعتقد كمان إنه  ظروف العمل بتدخّل مرات بقرار المرأة انها تشتغل  أو لأ. 
 

غادة: مثلًا انا كنت بعمل مقابلات مع بائعات سمك، هي بتبتدي يومها قبل صلاة الفجر، بتروح تاخد السمك من بتاع السمك الجملة وتفضل قاعدة في السوق اليوم كله ولو ما عليها شغل في السوق تلف لحد ما يخلص السمك وتمشي، ممكن ترجع بيتها المغرب، ممكن ترجع بعد كده. هل دي ظروف عمل انت تحبيها؟ انت ما تحبيهاش. ف مش كل العمل بيسموه empowering ، مش كل العمل يدفع للأمام.

 

ف دي اول حاجة بنقولها، إن مش احسن حاجة ان انت تشتغلي، ان في ظروف والست اللي ما بتشتغلش في الوظائف دي أحسنلها انها قادرة تقدر، عندها القدرة انها ترفض الوظائف دي. ف عمالة المرأة مش هدف في  حد ذاته، ما نقدرش نبص عليه انه هدف في حد ذاته. 

 

المذيعة: هون بدي أوقف عند نقطة مهمة بتحكي عنها النظريات النسوية، وهي زيادة إعتماد الأنظمة الرأسمالية والنيوليبرالية على عمالة المرأة وخاصة الأعمال يلي أجورها منخفضة  بدون ما عم تعمل شي لحتى تحمي المرأة من الإستغلال يلي عم تتعرضلو، سواء كان إنخفاض الأجور أو إنعدام الأمن الوظيفي أو تدني مستويات المعيشة أو الزيادة الحادة في ساعات العمل.  

 

بالنسبة للنظريات النسوية ، الأنظمة النيوليبرالية، فعلياً، عم بتعيد كتابة معاني مفاهيم زي تمكين المرأة، وعم بتخليها مرتبطة إرتباط جذري بكسب المال، بدون ما تضمن أي تحسن في حياتها.  وهالشي لازم يتغير، والتغير لازم يبدا بمجتمع أوعى وهالوعي لازم يترجم لجهود بتمنع الإستغلال. 

 

في حلقة تانية من مساحة، رح نحكي عن موضوع مهم كتير وهو أعمال الرعاية المدفوعة والغير مدفوعة يلي بتقوم فيها بشكل أساسي المرأة. بس ما بنقدر نحكي عن الحواجز يلي بتعيق دخول المرأة لسوق العمل، بدون ما نحكي ولو بشكل ملخص، عن أدوار الرعاية المتوقع من المرأة انها تأديها في المنزل ويلي بتحد من قدرتها على انها تدخل وتضل وتكبر في سوق العمل. 
 

دالندا: فتجد المرأة في بعض الأحيان عندها يوم بثلاث أيام، هي تشتغل في المكتب أو في المدرسة، تشتغل في البيت، تشتغل كمدرسة لأنها تدرس أولادها وتخرج إلى السوق تتبضع لأنه اليوم سوسيولوجيا اللي تغير على الأقل، قبل كانت المرأة ما تخرجش من البيت وما تشتغلش وما تقومش بالتبضع فهي أعباء. فتجد المرأة مرهفة.
 

المذيعة: غادة برضو حكت عن نفس النقطة وقالت إنه كتير من  النساء في مصر بفضلو يعملوا في القطاع الحكومي لأن بضمنلهم خدمات أكتر، زي دور الحضانة وأمور أساسية مثل إجازة الأمومة، أكتر من القطاع الخاص. 

هادا الشي بنطبق على كتير من البلدان العربية، يلي القطاع الخاص فيها مش منظم ومش مراقب زي ما لازم. فبتلاقي التمييز ضد المرأة هناك أقوى... بتلاقي في فرق بين الأجر يلي بتاخدو المرأة والأجر يلي باخدو الرجل، وفرص تقدم المرأة في العمل وترقيها أوطى كتير من الرجل. 

بشكل عام، أشكال التمييز المختلفة يلي بتتعرضلها المرأة قبل ما تتوظف وخلال المقابلات للعمل كتيرة، وموجودة في القطاعين العام والخاص ولونو بدرجات مختلفة. 

 

كلنا منعرف، إذا كنت إمرأة، أي جهة رح تاخد بعين الإعتبار مجموعة من المعايير قبل ما توظفك: بسألونا إذا إحنا متزوجين، مرتبطين، خاطبين، عنا أولاد، عم منفكر نجيب أولاد... 

 

في بلدان زي الصين وبريطانيا وأميركا وغيرها كتير، هيك اسئلة قانونياً غير مسموحة، تحديداً عشان هيك أسباب… تحديداً لأنو الإجابة عليها بأي حالة رح يأثر على قرار توظيفك وترقيتك. 

دالندا: عند المقابلة من أجل الحصول على شغل أو شي امرأة حامل، هذا التمييز ضدها واضح خاصة بالنسبة للقطاع الخاص لأنه ينظر فيها ستلد ستأخذ عطلة إجازة أمومة رضاعة إذن هذايا تمييز. لكن حتى الرجال ينجمو يقع عليهم تمييز جهوي، تمييز فئوي. لكن الفئوي والجهوي يلتقي فيه النساء والرجال. لكن التمييز الخاص بالنساء هو أنها حامل، أنها جميلة أو لا، معناها مظهرها، لأنه دايما يفكرو فيها بش نقدموها كجسد/ فينظر إليها مش كعقل/ كفاءة. معناها مازلنا ننظر للمرأة ليس فقط ككفاءة إنما أيضا كجسد يمكن استهلاكه.
 

غادة: هو طبعًا احنا معندناش حرج من ان احنا نقول هذه الوظيفة للذكور فقط. في بعض الدول لو كتبتي هذه الوظيفة للذكور فقط ف دا تمييز والشركة اوta الهيئة اللي بتقول كدة تُقاضى. ف احنا معندناش حرج في كلام كتير. اه في وظائف بيقولوا انها للذكور فقط وفي وظائف بيقولوا للاناث فقط. 
 

المذيعة: في حاجة واضحة عنا لتغيير جذري، بتقلب الطريقة يلي منشوف فيها المرأة ودورها في المجتمع. 

وهالتغيير لابد من إنو يبلش بتغيير القوانين وتعديلها بطريقة بتضمن حقوق المرأة في العمل وبتمنع استغلالها: لا بد من وجود قوانين بتمنع الإعلانات الوظيفية يلي بتميز بين المرأة والرجل، ولا بد من قوانين بتضمن التساوي في الأجور. 

خلينا نبلش بأبسط الأمور ورح أعطيكم مثال: ليش في بعض البلدان العربية زي الأردن، بسمح قانون الأحوال الشخصية لأحد الوالدين أو الزوج بمنع المرأة من العمل إذا اعتبر إنو عملها رح يضر وحدة الأسرة. والمرأة ما بتقدر تعترض على قرار زوجها إلا إذا طلبت شرط في عقد الزواج إنو زوجها ما بقدر يمنعها من العمل؟
 

شو يلي ممكن ينعمل لحتى نواجه بعض هي الحواجز يلي بتواجها المرأة؟ 

وفاء: أنا بآمن انه لازم يبقى أي خطة بدها تطلع فيها الدولة لازم اولًا يتوفر فيها الآتي: أولًا، لازم تبقى تقاطعية، تقاطع مع كل القطاعات الموجودة من عامة وخاصة، من وزارات لمجالس لقطاع خاص لبلديات لمحافظات، ف هاي التقطاعية هي اللي بتصير تسمحلك انك تدخلي بحوار وطني مهم
 

المذيعة: بالنسبة لوفاء، التقاطعات مهمة لأنها بتأدي للنقاش والحوار والعصف الذهني وبتبني الوجود الارادي لكل شخص بالمجتمع انه يبقى كمان  معني بالشأن العام ومعني بالتغيير والتحويل. 

بس الأهم من هيك إنو أي إستراتيجية بتنجم عن هاي الجهود، لازم يكون في إلها خطة تشغيلية محكمة ولازم برضو يكون في جهة مراقبة ومتابعة. 
 

وفاء: وحتى يصير كل هاد لازم يبقى عندك بنية تشريعية قوية قانونية حقوقية متينة متجذرة اللي هي تقدر تعطي هذا الثقل القانوني انه كل هاي الخطط التشغيلية عم تشتغل صح وفيه حس معين من المسؤولية والمسائلة على كل المؤسسات اذا ما مشيوا فيها.
 

المذيعة: بالنسبة لتونس وبرأي دلندا، مشاركة المرأة في مجال السياسة هي واحدة من  أهم الأمور اللي لازم نركز عليها.

ومع إنه القانون بسمح للمرأة انها تدخل في المجال السياسي زي ما بعتيها الحرية بالعمل، يللي مش  مساعدها هو ثقافة المجتمع متل ما حكت دلندا في بداية الحلقة. ليش؟ لأنو بالنسبة لكتير من الناس، السياسة بس للرجل أما المرأة فتعتبر دخيلة عليها .  
 

دالندا: انظري الى الحكومات المتعاقبة، كمن مرأة؟ هل أن الكفاءات النسائية ناقصة؟ لا. عندما نقول، تقول الأحزاب لم تقترح. والأحزاب شكوني قيادتها؟ رجال. فالسياسة مازالت بيد الرجال وهنا لأنه السياسة هي السلطة والقضية هي قضية سلطة.

طالما السياسة لم تفتح أبوابها للنساء كما للرجال، ستبقى العملية دائما مشدودة إلى الوراء. لأنّ السياسة هي المتحكمة. والسياسة هي مشدودة في يد، إذن التصور الذكوري الذي مازال هو يقود المجتمع. 

 

المذيعة: لما سألنا دالندا من هي الجهات يلي مسؤولة عن إحراز التقدم، كان جوابها هو المجتمع المدني الواعي لأنو حالياً للأسف المرأة والمساواة مش على أجندة الأحزاب السياسية، أو حتى لو كانت على أجندتهم، فهي بتضلها عامل مكمل أو جانبي من أولوياتهم. 

وعشان هيك كمان كتير مهم إنو المرأة تحتل مواقع صنع القرار سواء كان في الأحزاب أو النقابات أو المجتمع المدني وغيرو، لأنو في نهايت اليوم هي يلي بتعرف أكتر من أي حد تاني شو الصعوبات والحواجز وهي يلي بتقدر تعيد صياغة الأولويات وتدفع بمشاركة المرأة الإقتصادية للأمام. 

 

دالندا: المجتمع المدني المؤمن يعني مكونات المجتمع المدني الحاملة لقضية المساواة والدفاع عنها بكل الوسائل ي متقدمة عن الأحزاب. الأحزاب السياسية، جرت جرا. 

تقدمنا احنا بش مانكونش سلبيين، تقدمنا ووضعنا قانون انتخابي المناصفة في التشريعية، المناصفة العمودية. لذلك وصلنا في بعض الانتخابات الأخيرة إلى تقريبا النصف، 47 بالمئة من المستشارين البلديين نساء. لكن هذيا لأنه القانون. فالقانون هو ضروري هو المحرك بالنسبة لمجتمعاتنا لا يمكننا أن نقول ستتحول بطبيعتها
 

المذيعة: سألت ضيفاتي مين البلدان يلي ممكن نتعلم من تجاربها إذا بدنا نحرز مزيد  من التقدم وليش. غادة حكتلي عن تجارب المغرب وتونس. 
 

غادة: المغرب عندها تجربة انا بحس انها من التجارب الرائدة ، اللي هي تجربة تسجيل الاعمال، المغرب عملت حاجة انك بتروحي تسجلي البزنس بتاعك، بدل ما تروحي بقى وتروحي تفتحي سجل تجاري ومش عارفة ايه، لأ تروحي تسجلي البزنس بتاعك ع الانترنت، وهيديكي تسجليه لحد معين من الدخل، بيديكي سماح ضريبي.

بس بيديكي فرصة انك توثقي عملك، وتعملي لنفسك تأمينات، وتعملي... ف دي من التجارب الجديدة في المغرب لسة مشفناش نتائجها ايه لأنها لسة تجربة جديدة. في فرص كتير للتعلم، دي واحدة منهم، بس فعلا في فرص كتير قوي للتعلم.

المذيعة: وبالنسبة لدالندا من تونس، كتير مهم إنو مهما تقدمنا، ما ننسى إنو التراجع وارد بالنسبة للمرأة. 
 

دالندا: نتعلمو أكثر من أخواتنا المصريات على اكا المثابرة في النضال. لأنه بش نقولو عليش؟ عليش هام جدا بالنسبة لينا. لأنه لا يجب أن نقول احنا وصلنا. معناها التراجع دائما وارد بالنسبة للنساء، دائما نكون متنبهات مستيقظات. المكاسب ما هيش، المكاسب تفتك، المكاسب لولا أن نكون دائما حولها ومتشبثين فيها يمكن التراجع فيها خاصة احنا منطقتنا فيها تعيش ومهددة بأصوات وأفكار وتوجهات أقل ما يقال فيها أنها لا تتماشى ولا تتقبل أن تكون المرأة فاعلة وقادرة مثل الرجل، فبالتالي حقوق المرأة ليس بتاتا في الميزان بالنسبة ليهم. 

المذيعة: هيك منكون وصلنا لنهاية هاي الحلقة من بودكاست مساحة.

 يمكن كلنا كنساء وبعض الرجال يلي عم يسمعوني هلا، بنعرف الحواجز يلي حكو عنها ضيفات مساحة  منيح - إن كانت تعقيدات فرص العمل والتمييز يلي بتتعرضله المرأة لما تحاول تتوظف أو الألف دور ودور يلي متوقع من المرأة انها تلعبه في حياتها ويلي مرتبط مباشرة بالأدوار النمطية يلي بيفرضها المجتمع عليها... طبعاً هاي شوي من الحواجز ومش كلها... 

وعلى الرغم من إني بآمن إنه الحواجز مش رح تتكسر بين يوم وليلة، يلي ببعث فيي الأمل بآخر النهار هو وجود نساء مثل يلي حكينا معهم اليوم وغيرهم كتير من النساء والرجال يلي عم يسعوا كل يوم لحتى نقدر شوي شوي نوصل للمساواة يلي بستاهلها الجميع، نساء ورجالاً . 

في الحلقة الجاي رح أحكي مع ضيفات جداد عن التمييز يلي بتواجهه المرأة في حال قدرت تنخرط في سوق العمل وعن العقبات الي بتوقف قدامها بس مش قدام زملائها الرجال. تابعوني  لتعرفو أكثر.  

 

هالحلقة من إعداد حنين الشاعر، مونتاج تيسير قباني، تحرير صارين طه وتقديمي أنا ميس العلمي. شارك في إنتاج الحلقة كل من مي عباس، فرات حطاب، سوسن زايدة ومحمود خواجا. 

Listen to the program on podcast apps