Masaha | مساحة

أعمال الرعاية والمجتمع

احتلت أعمال الرعاية جزءاً كبيراً من الجهود والطاقات النسوية خلال العقود الماضية. وبالرغم من ذلك،...

The text of the episode

لينا: حنا بنحتسب بس يللي ساهم بالمصاري، بالفلوس، المعيل. بينما بمعظم الحالات، النساء يللي قضوا 10 20 25 30 40 سنة ساهموا بوقتهم وجهدهم ولولا منن لما استمرت العيلة وما فاتوا الولاد ع المدارس والرجل ما كان قدر راح ع شغله. كل هالجهد يللي بياخد وقت عدا عن الارهاق وعدا عن انه العمل الرعائي ما فيو سن تقاعد، وما فيو حماية اجتماعية، وما فيو تعويضات بعد التقاعد

كل هيدا ما بتحتسبو قوانين الاحوال الشخصية بس يجي وقت الطلاق، يُعتبر انه بس يلي اسهم بالعيلة هو الرجل. 
 

المذيعة: أعمال الرعاية، سواء المدفوعة أو غير المدفوعة، من الأمور يلي إهمالها أو عدمه عم يحدد شكل العمل اللائق لكتير من الناس. 

 

أعمال الرعاية، احتلت جزء كبير من الجهود والطاقات النسوية خلال العقود الماضية، مع هيك، النساء هن يلي عم بقومو بمعظم الأعمال غير المدفوعة الأجر لليوم، بينما الرجال بتولو معظم العمل المأجور والمنتج. في المجتمعات الرأسمالية، بنلاقي العمل الإنجابي للمرأة في أسفل الهرم ، والعمل الإنتاجي للرجل في الوسط

 والجزء العلوي بحتلو مالكي وسائل الإنتاج.

 

ومع تزايد السكان، وارتفاع أعداد المسنين والمسنات، واستمرار الصعوبات والحواجز يلي بتمنع وبتحد من دخول المرأة لسوق العمل، نحنا بحاجة لإجراءات عاجلة بتنظم أعمال الرعاية وهاي الإجراءات هي ضمن مسؤولية كل حد... الحكومات  والجهات الموظفة والنقابات والمجتمع المدني والأفراد.

 

بالنسبة للخبيرات وللخبراء، وفيما يتعلق بأعمال الرعاية المدفوعة، إذا ما عالجنا المشاكل يلي عم بواجها قطاع الرعاية، رح يصير عنا أزمة إقليمية وعالمية غير مستدامة ورح يزيد من حالة عدم المساواة بين الجنسين. 

 

وهاد هو بالظبط يلي رح نحكي عنو في هاي الحلقة من بودكاست مساحة، واللي هو بودكاست (أسبوعي) بنحاور فيه مجموعة من النساء من لبنان والأردن والجزائر وتونس ومصر وغيرها من البلدان العربية وبنخلقلهم المساحة لحتى يناقشوا مع بعض ومعنا، من منظور نسوي الاستراتيجيات والحلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية يللي عم بنواجهها اليوم.

 

شو يعني أعمال الرعاية المدفوعة وغير مدفوعة الأجر، ومين هم الأفراد يلي بشتغلو بهدا المجال وليش هم مستغلين، وشو لازم نعمل لحتى نحد من هاد الاستغلال. 

كل هاي اسئلة طرحتها على لينا أبو حبيب من لبنان يلي هي ضيفتي في هاي الحلقة. 

 

لينا: أنا لينا أبو حبيب، وأنا المديرة التنفيذية لشراكة النساء للتعلم، هي مركزها السكرتارية تبعها بواشنطن، انما هي شراكة من 20 مؤسسة نسوية مستقلة في بلدان من الجنوب. أنا بشتغل جغرافيًا من لبنان باستضافة الشريك اللبناني لشراكة النساء بالتعلم ياللي هو مجموعة الابحاث والتدريب للعمل التنموي.

المذيعة: لينا صارلها منخرطة في العمل النسوي من التمانينات، واشتغلت في منظمة اوكسفام بريطانيا وبمجموعة الابحاث والتدريب للعمل التنموي وبعدين بشراكة النساء للتعلم. 

خبرتها الأساسية بتتركز على  تطوير منظومة النوع الاجتماعي والمساواة على أرض الواقع وبرضو العمل عليها من الجانب البحثي والجانب اللي إله علاقة بتغيير نمط العلاقات بين الناس.

أول سؤال طلبت من لينا انها تجاوبني عليه هو شو يعني أعمال رعاية.

 

لينا: يعتبر العمل الرعائي اي عمل يقوم فيه انسان لخدمة انسان اخر او لخدمة المجتمع او لخدمة البيئة. اشكاله مثلًا، العمل التربوي ضمن العائلة، التنضيف، الاكل والشرب، كل هالاعمال يللي بتخلي الوحدة اصغر وحدة بالمجتمع يللي بنسميها الاسرة، شو ما كان شكلها، تستمر. كل شي يللي بيخلي مجموعة تستمر ، كل شي يللي بيخلي البيئة كمان تستمر.

 

المذيعة: وأعمال الرعاية هاي بتنقسم لمدفوعة الأجر و  غير مدفوعة الأجر.

 

أعمال الرعاية مدفوعة الأجر  ندرج تحتها التمريض، والتعليم والطب والرعاية الشخصية التي تعنى برعاية الكبار في العمر والمعاقين، وطبعاً فيه كمان العاملين في المنازل. 

 

أما أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، ففي منها الرعاية المباشرة والشخصية مثل تغذية طفل أو رعاية شريك مريض؛ وفي أنشطة الرعاية غير المباشرة، مثل الطبخ والتنظيف.

 

 وكل ما بلشنا نقدر نفهم شو هي أعمال الرعاية، مين بقوم فيها، وشو ظروف العمل يلي بتعرضولها، كل ما منبلش نفهم أكثر جوهر عدم  المساواة ما بين الرجل والمرأة.

 

لينا: ببين هالشي انه كتير سهل وكتير بسيط كمفهوم إنما اذا فكرنا بهالاعمال مين بيعملها وضمن اي اطار بيعملها وشو مردودها للشخص اللي بيعملها بيبين معنا انه أولًا، معظم الاوقات تقوم بها النساء والفتيات. تانيًا، معظم هالاعمال متوقعة من النساء والفتيات، متوقعة اجتماعيًا وبالنظام المفاهيمي متوقع انه النساء تعملها.

وبنلاقي ايضًا انه هي غير مدفوعة وبالتالي طبعًا رح يجي كتير يقولك ولكن مردودها المحبة وما بعرف شو، هيدا كله كلام.
 

المذيعة: إذا منطلع على الأرقام  منلاحظ إنو في أي بلد حول العالم، الرجل ما بعمل قد يلي بتعملو المرأة من أعمال الرعاية الغير مدفوعة و هدا الشي أنا بلاقي مخيف ومحبط جداً. 

عالمياً تكرس المرأة في المتوسط ​​3.2 أضعاف الوقت الذي يكرسه الرجال في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر

 

وإذا بدنا نطلع على العالم العربي، بتقول الدراسات إنه المرأة تكرس ٣٢٩ دقيقة في اليوم لأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، في حين بخصص الرجل نسبة ضئيلة من هدا الوقت واللي بتوصل ل ٧٠ دقيقة في اليوم.

أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر بتشكل عامل رئيسي في تحديد ما إذا كانت المرأة رح تنخرط في سوق العمل وتبقى فيه. ولما تكون أعمال الرعاية بدها جهد بدني ونفسي كبير وبتتطلب وقت، مش بس رح تقلل فرصة عمل المرأة في المحيط العام  رح تعوق كمان فرصها للحصول على حقوق اقتصادية أوسع وللحصول على مختلف الخدمات الأساسية
 

لينا: نحنا بنحتسب بس يللي ساهم بالمصاري، بالفلوس، المعيل. بينما بمعظم الحالات، النساء يللي قضوا 10 20 25 30 40 سنة ساهموا بوقتهم وجهدهم ولولا منن لما استمرت العيلة وما فاتوا الولاد ع المدارس والرجل ما كان قدر راح ع شغله. كل هالجهد يللي بياخد وقت وبياخد جهد جسدي وبياخد إله ثمن صحي، ويللي بيمنع النساء من انه يعملوا شي تاني لأنه بدهن يقضوا وقتهم بالعيلة، عدا عن الارهاق وعدا عن انه العمل الرعائي ما فيو سن تقاعد، وما فيو حماية اجتماعية، وما فيو تعويضات بعد التقاعد

كل هيدا ما بتحتسبو قوانين الاحوال الشخصية بس يجي وقت الطلاق، يُعتبر انه بس يلي اسهم بالعيلة هو الرجل. 

 

المذيعة: إذاً شو بكون صار بهاي الحالة؟ النساء لا يزال متوقع منهم انهم يحملوا وينجبوا بحجة انه هدا الواجب، ولكن لما ييجي الوقت انه حدا يعوضهم على كل هالسنين من العمل الانجابي، بصير عملهم وانجابهم غير معترف فيه. 

يلي لينا عم تحكيه هو إنو عنا مشكلة جذرية إلها علاقة بإنو قوانين الأحوال الشخصية و قوانين العمل، قائمة على أساس ذكوري، على أساس إنه الأعمال الي بقوم فيها الرجل مقيمة مادياً ومحسوبة بكل الحسابات الاقتصادية بينما الأعمال الي بتقوم فيها المرأة غير مرئية وقيمتها ما بتتاخد بالإعتبار بأي حسابات. 

 

في ظاهرة كمان منشوفها في أعمال الرعاية المدفوعة الأجر، وهي إنو في الغالب، أعمال الرعاية يلي بتقوم فيها المرأة بكون الدفع فيها أقل أو درجة المسؤولية أوالسلطة أقل، بس لما يدخل رجل على المهنة نفسها، بتكون أجرته أعلى ومسؤوليته أكبر. 

لينا أعطتنا مثال بسيط هون: 

لينا: لاحظي مثلًا مهنة التمريض، 

اول نقيب لنقابة الممرضات اجى رجل، يعني لا شي مضحك. بس صار في هرمية بقلب المهنة وبس صار في ، بتعرفي مهنة النقيب شغلة سياسية تمثيلية فيها كتير سلطة، سبحان الله، ما لاقوا بين آلاف الممرضات النساء إلا ممرض رجل يجيبوه. ف بس تتشوفي انه العمل الرعائي إله علاقة كمان بيتحول لشي مثمن وعنده أهمية بالمجتمع عندما ينتقل إلى الذكور، بيصفي شي كتير مهم.

 

المذيعة: لينا كمان حكت عن شغلة اسمها المسؤولية المعنوية يلي المرأة بتتحملها كمان فوق أعمال الرعاية غير المدفوعة يلي بتقوم فيها... 

 

لينا: يعني حتى لما الرجل بيساعد بالعمل الرعائي تبقى المسؤولية المعنوية لكل شي عند النساء، يعني هني بدهن ينتبهوا انه هالعمل الرعائي صار متل ما لازم، المتابعة انعملت. وهيدي فكرة العبء المعنوي.. يعني عندك العمل الرعائي وعندك العبء المعنوي تبعه، اتنيناتن عند النساء، مش بس العمل الرعائي.

 

المذيعة: طيب شو بالنسبة لأعمال الرعاية المدفوعة؟ معظم العاملين فيها هم برضو نساء طبعاً. وبكتير من الأحيان هم نساء مهاجرين، عم بعملو في الإقتصاد غير الرسمي، أو ضمن ظروف عمل سيئة جداً وبأجور منخفضة.   

طلبت من لينا تحكيلي أكثر...

 

لينا: بما انه في تقاطع بين عدة عوامل يللي هو النوع الاجتماعي، الطبقة الاجتماعية، الاثنية العرق، انت بتستعيني بمن هم تحت بآخر الهرم، نساء فقيرات من بلدان فقيرة ومن عرق مختلف. ف نقطة البداية هي نقطة استغلال. العمل الرعائي يللي مسند لهذه الفئات صحيح انه مدفوع انما هو رخيص بشكل انه معظم الطبقات الاجتماعية ممكن تتحملو.

يعني انت بتعرفي انه يمكن العمل المضني يللي بيعملوه الخادمات، وكلنا بنعرف اوضاعهن في المنطقة العربية وكلنا بنعرف الاستغلال وكلنا بنعرف حالات الانتحار وكلنا بنعرف كل الممارسات العنفية يللي بتصير عليهن، وكلنا بنعرف ايضًا انه في كتير اوقات ما بياخدوا مصاري، تحجب عنهم رواتبهم القليلة يللي ما بتطلع فوق ال 100 او 150 دولار لمئات ساعات العمل بالشهر

ف يعني هيدا شي واضح عنا لسوء الحظ، اشتهرنا فيه بالمنطقة العربية، اذلال نساء المهاجرات، استغلالن، تعنيفهن. ولكن خليني آخد الحالات يللي أقل استغلالًا من الاخرى، الشخص او السيدة العاملة يمكن عم تاخد أجرتها، ما زلتي بنفس المنظومة، عمل رعائي غير مقيم يعني كيف فينا نفكر انه 100 او 150 دولار بالشهر بيوزاي جهد وارهاق 300 ساعة شغل بدون اي ضمانات اجتماعية او صحية، بدون علاقة عالقليلة محترمة مع الشخص؟

 

المذيعة: العمال المهاجرين في بلادنا، وأنا ما عم بحكي عن البريطانيين والأمريكان والفرنسيين يلي يشتغلو في منطقتنا، أنا عم بحكي عن العمال يلي بيجو من دول الجنوب والدول الفقيرة... كلهم ظروف عملهم، عمالاً وعاملات، صعبة كتير ولأنو كمان أغلب البلدان في المنطقة مش موقعة على إتفاقية حقوق المهاجرين والمهاجرات، بنلاقي فيه فوقية في التعامل معهم وفيه انتهاك متكرر لحقوقهم.    

يعني العرق والفقر بلعب دور كبير، بس برضو النساء منلاقيهم بعانو بدرجة أكبر من الرجال. ليش؟ رح أخلي لينا تحكي أكثر. 

 

لينا: بينما عمال المهاجرين الرجال بيشتغلوا بالحيز العام ، يعني بالاعمار بمحطات البنزين بالتنضيف، إنما بالشركات العاملات المهاجرات هني بالحيز الخاص. ف هني نقطة البداية انه هني غير مرئيات آساسًا. 

فهني بالتالي بيتعرضوا لاستغلال لإنن نساء فقيرات من عرق معين، بيتعرضوا لاستغلال لإنه هني أضعف حلقة بكل هالشي، ولأنه هني صوتن منو موجود، وبنفس الوقت يتعرضن للاستغلال والتعنيف الجنسي يللي هو خاص فيهن كنساء وكفتيات. 
 

المذيعة: بالنسبة للينا، من ناحية العمال والعاملات الأجانب ومعاملتهم، بلدانا فاقدة انسانيتها تماماً. وهالقطاع غير المنظم يللي بيستباح فيه أرواح وأجساد النساء العاملات داخل المنازل، هو من أكبر قضايا انتهاكات حقوق النساء في بلدانا. 

 

وهون بكفي بس، نذكر من غير ما ندخل بتفاصيل، الممارسات اللي إلها علاقة بحجب الاجر، اخد جواز السفر، الضرب، الاغتصاب التحرش الجنسي، المئات يللي بالسجون، والعشرات يللي انتحروا. كل هدا موثق ولكن نقطة البداية هي العنصرية يللي معظم الناس بتمارسها.

 

سألنا لينا شو رأيها بنظام الكفالة يلي دايماً منسمع إنو في محاولات لإصلاحه وإنو لازم يتم تعديله ويلي تم انتقاده من قبل كتير من منظمات حقوق الإنسان لأنو بسمح لصاحب العمل إنو ياخد جواز سفر العامل أو العاملة وينتهك  حقوقهم بدون أي محاسبة قانونية.

 

لينا: بالبداية، نظام الكفالة هو نظام عبودية، يعني هو نظام بيعتبر انه في شخص غير كامل، ما في ياخد مسؤولية نفسه وبالتالي بدو يجي شخص تاني ياخد مسؤوليته. 

أنا بالنسبة لإلي، نظام الكفالة لا يمكن اصلاحه، يجب الغاؤه، الفكرة متل كإنك عم تقولي هل يمكن اصلاح العبودية؟ تصير أخف؟ يصير 3 جلدات بالنهار مش 5. مستحيل! مش مفروض نحنا نقبل بشي اسمه نظام كفالة، هيدا ما إله علاقة مش بس بحقوق الانسان، ما إله علاقة بالانسانية. يعني وكأنا نشرعن ونقونن العبودية بس، عم نعملا بشكل مكتوب وقانوني.
 

المذيعة: يلي عم تحي عنو لينا هون بتعلق بفهم اسمو سلسلة أعمال الرعاية العالمية، يلي بتضمن ترك كتير من النساء الفقيرات لعائلاتهم وحياتهم عشان يشتغلو بمجال الرعاية عند عائلات أكتر ثراءً. وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكبر مساهم في سلسلة أعمال الرعاية العالمية، حيث   

منظمة العمل الدولية، بتقدر إنو 2.1 مليون شخص بشتغلو في الأعمال المنزلية في منطقتنا.

أعمال الرعاية المدفوعة وغير المدفوعة زي ما حكيت قبل، بتقوم فيها النساء في الغالب وفي أي بلد في العالم. طيب ليش النساء، هاد هو سؤالي... ليش المرأة دايماً هي المتوقع منها انها تنظف البيت، وتطبخ، وتترك عملها لتدير بالها على الأطفال وعلى المريض وعلى المسن... 

 

لينا: انا ما بفتكر بصراحة انه في اي حدا بيقوم وبيقول انا طموحي اليوم مسّح البيت، أو أنا طموحي اليوم أعمل مقلوبة، أو انا طموحي اليوم غيّر حفاضات. هيدا العمل هو عمل إلزامي واجباري، ولكن تحتى اذا بدك تحلّي الاشي بنحطه بهيدا الاطار تبع القدسية والمحبة والتفاني وكل هالاشيا الوجدانية اللي ما إلا عازة.

ليش النساء تقوم بهالعمل؟ لأنه هيدا مرتبط بنظرتنا الدونية لإلهن، العمل الرعائي المدفوع أو الغير مدفوع هو عمل عبودية، هو خدمة شخص آخر إما بدون مقابل، أو بمقابل زهيد لأنه انت كإمرأة هيدا متوقع منك اجتماعيًا. 

ماكنة للانجاب، وماكنة أخرى لتحمل تبعيات هذا الانجاب. 
 

المذيعة: أوجه عدم المساواة بين الجنسين يلي عم منشوفها في المنزل وفي العمل، جذورها موجودة في التمثيل الجندري للأدوار الإنتاجية والتناسلية... وهاد التمثيل الجندري موجود في كل محل، على اختلاف الثقافات والسياقات الاجتماعية والاقتصادية.

يعني بكل بساطة، نموذج الأسرة يلي عنا ياه هلا ويلي بتمثل في كون المعيل "ذكر"، موجود داخل نسيج المجتمع، وبضل دور المرأة كراعية للأسرة، شغلة محورية ضمن هالنسيج. 
 

لينا: هلق ايمتا يتغير الوضع؟ طبعًا لا يمكن إلغاء العمل الرعائي، لأنه كلنا بنموت. يتغير هذا الوضع عندما نستطيع أن نُغيّر شغلتين: أولًا، اعادة توزيع العمل الرعائي، يعني أن لا يصبح عبء فقط على فئة، لأنه هالفئة هي فئة نساء، وتاني شي، عندما يصبح إله قيمة، وبقيمة أعني قيمة معنوية، قيمة اجتماعية وقيمة مادية أيضًا.

يعني وقت يجي وقت الطلاق ينقال انه هيدا الشخص الزوج او الزوجة قدموا هالقد من العمل الرعائي، وبالمقابل هالقد بيطلعلن تعويض بوقت الطلاق. 

تيصير هالشي شو بده يصير قبله؟ نبلش نفكر انه كل منظومة العلاقات الاجتماعية هي منظومة قمعية، هي تأتي من النظام الباطرياركي الذكوري. يعني خليني اوصل لدرجة انه قول اذا بدك زعزعة النظام الذكوري تبدأ بتغيير الأدوار والمسؤوليات في العمل الرعائي.

 

المذيعة: يلي حكته لينا بيتفق معه كتير من الخبيرات والخبراء والباحثات والباحثين... واتيارات الحركة النسوية المختلفة برضو بتقول إنو مش ممكن نحرز أي تقدم ملموس في تحقيق المساواة بين الجنسين في العمل، إذا ما عالجنا حالة عدم المساواة في أعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر. وهاد الشي بصير من خلال الاعتراف بهذه الأعمال ك"أعمال" أولاً، وإعادة التوزيع للعمل غير مدفوع الأجر بين النساء والرجال ثانياً، وكمان بين الأسر والدولة، لأنو الدولة عندها مسؤولية كبيرة هون. . 
 

لينا: التجربة فرجت انه كل ما الدولة تقلص خدماتها وتقلص من مسؤولياتها تجاه المواطنين والمواطنات، كل ما العبء بيوقع على النساء. يعني كل ما صار نظام التعليمي أسوأ، كل ما صار النظام الصحي أسوأ، كل ما صار عالم العمل صعب جدًا، كل ما صار العبء على النساء،  

 

المذيعة: الرعاية المقدمة من الدولة هي وحدة من هاي الحلول وبتضمن إنو الدولة تقوم بهاي المسؤولية من خلال توفير الخدمات العامة والبنية التحتية والحماية الاجتماعية وتعزيز المسؤولية المشتركة بين الرجل والمرأة. 

تعد خدمات الرعاية المتوافرة بسهولة وبأسعار معقولة من الأمور الأساسية يلي لازم الدولة تشتغل عليها سواء كان على مستوى الأطفال أو المسنين أو ذوي الإعاقة. بس برضو كمان لازم هاي الخدمات، ترافقها جهود لتحسين البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والطاقة... لأنو الأبحاث ورجت إنو تحسين البنية التحتية العامة يساعد في تقليل  الوقت يلي بقضيه الفرد على أعمال الرعاية. 

 

و دور الحكومات كمان بتمثل بإصلاح قوانين الأحوال الشخصية لأنها برأي لينا بتشكل نقطة البداية لوين بتنشئ مشكلة انعدام المساواة، وطبعاً إصلاح قوانين العمل. فالمرأة لازم تاخد كافة حقوقها في العمل متلها متل الرجل ولازم يصير في إعتراف بقيمة وأهمية أعمال الرعاية من خلال تغيير القوانين وتعديلها. هدا مسؤولية الدولة، بس برضو مؤسسات المجتمع المدني والإعلام بلعبو دور بالحديث عن هاي القضايا وجذب الانتباه إلها. 

 

أي حد عم يسمعني وعايش تجارب وحاسس بعمق المشكلة، ممكن يقول هاد الشي مستحيل وصعب كتير بس في الحقيقة في تغير عم بصير هلا، في تغيير بتفكيرنا وبوعينا، وهاد التغيير مش رايح أي محل وعم بكبر، وعم بأدي لتغيير على أرض الواقع في بلدانا. 

 

لينا: التدخلات اللي قامت فيها الحركات النسوية والحركات الحقوقية كانت على عدة مستويات، كلا وصلت لنفس الشي،  تغيير هندسة العلاقات الاجتماعية، يللي هي علاقات ذكورية وهرمية. في كتير منا لا يؤمن بقى بنموذج العائلة كما هو، لا يؤمن بالهرمية في النوع الاجتماعي، ولا يؤمن عن حجب الحقوق عن فئة من الناس 

وبالتالي، برأيي فيه أربع اشيا عم بتصير بمنطقتنا العربية يللي عم بتغير الموازين: أولًا، المفاهيم النسوية يللي قائمة على المساواة، يللي قائمة على التعدد، يللي قائمة على احترام الآخر. تانيًا، حركة ال LGBTQI يللي قائمة على الحرية للجميع والحرية الجنسية واحترام كل

الحركة التالتة هي الوعي الاكثر بالقضايا البيئية بمنطقتنا والجرائم البيئية اللي عم بتصير. والحركة الرابعة يللي هي فعلًا الوقوف بوجه قمع الحريات الفردية. هالاربع حركات صار كتير صعب اعادتها الى الوراء. 

وانا برأيي، هالتغيير حاصل لا محال. يعني ممكن يقمعوا، ممكن يكبوا الناس بالحبوسة ممكن يعملوا اللي بدهن، انما من الصعب ترجعي الساعة للوراء هلق.

 

المذيعة: لينا قالتلنا انها متفائلة لأنها عم بتسمع اصوات جديدة ما كانت تسمعها من قبل، عم تسمع أصوات صار عندها دراية أكتر بتحليل المشاكل من منظور نسوي. وبالتالي هالأصوات ما عم تقبل كل هالتبعات لمشاكل ما خلقتها المرأة. 

 

التغيير مش مستحيل والأدوات والتجارب موجودة. في المغرب مثلاً سنة 2014، صار في إصلاحات لقوانين الاحوال الشخصية، وأهم أوجه الاصلاح كانت تقييم أعمال الرعاية للنساء واحتسابها في وقت احتساب شو بيطلع لكل واحد عند الطلاق. يعني الشغلة مش مستحيلة. كمان بالمغرب تم احتساب أعمال الرعاية من خلال دراسات لميزانية الوقت. يعني حتى الأدوات موجودة، ما علينا نخترع شي، علينا فقط إنو نعترف انه في اجحاف كبير وقع على النساء والفتيات وحرمهم من فرص بالحياة كتير مهمة، ووضعهم بوضع متدني لفترات طويلة، وهو العمل الانجابي والرعائي الالزامي وغير المدفوع وغير المثمن.

في نهاية المطاف، هو من مصلحة الكل إنو يكون في ظروف عمل لائقة وتعويض عادل لأعمال الرعاية، ولحتى يصير هاد الشي بدنا إصلاح وبدنا سياسات تحويلية بتضمن إنه مستقبل العمل يكون قائم على العدالة الإجتماعية والمساواة بين الجميع.

 

هالحلقة من إعداد حنين الشاعر، مونتاج تيسير قباني، تحرير صابرين طه وتقديمي أنا (أدخل الإسم). شارك في إنتاج الحلقة راما العريان

Listen to the program on podcast apps