The Parliament | البرلمان

العنف الأسري في حظر التجول

نستعرض في الحلقة السابعة في الموسم الثالث من بودكاست «البرلمان» تداعيات العنف الذي تتعرض له المرأة،...

نص الحلقة

لبنى امراة متزوجة، عمرها الان 40 سنة، تزوجت بسن 23 وعانت من عنف أسري من ناحية الأهل وبعدين انتقلت لمرحلة الزوج، 

لبنى: ممكن ليلتين، مع دوش مي باردة، يعني كل لحظة، مش كل لحظة، كل 3-4 ساعات، حسب فضاوة الأب يفوت معاه البربيش ويفتح المي الباردة، يجلدنا تحت المي الباردة.. طبعًا احنا عائلة كثير منغلقة، ما بنشوف حدا، يعني بيتنا كان مضافة، آه الناس بتشوفنا بس احنا ما بنحب نشوف حدا، لأنه دائمًا فيه تعرض للعنف اللفظي أمام الناس، وممكن انه يوصل للعنف اللي هو الضرب أمام الناس، ف صار عنا ضعف شخصية في شخصيتنا انه بدناش نقابل هذا البني آدم لأنه اتبهدلنا أمامه، انضربنا أمامه 


لبنى وهو اسم مستعار احنا اخترناه للحفاظ على خصوصيتها وامنها الشخصي، بتشرح انه سبب العنف كان وجود تمييز بين الذكر والأنثى عند الأهل، الأب والأم كتير بيحبوا الولد دون عن البنات، يعني البنت ممكن إنها تولع حالها زي الشمعة عشان تضوي لإخوانها

لبنى: أشكال العنف كانت كتيرة، الأب كتير كان قاسي، قاسي جدًا، الله يسامحه ويهديه، كافة أشكال الضرب، الحبس بالحمام، طبعًا موافقة الأم، الأم هي اللي تحكي علينا شو عملنا أو ما عملنا، عشان الأخ يجي بآخر النهار نترجاه يطلعنا من الحبس اللي احنا فيه عشان نصير نحب بعض، عشان يصير أخونا رجل، وفعلًا يجي آخر النهار تحكيلنا الأم ترجوه عشان يحكي لأبوكم يطلعكم من اللي انتو فيه، ويجي الأخ الكبير نترجاه ويطلعنا من اللي احنا فيه.


رح نحاول بهالحلقة السابعة من الموسم الثالث من بودكاست البرلمان  نستعرض تداعيات العنف الي بتتعرضله المرأة ، بس واحنا بنسمع قصة لبنى وآراء المختصين وأعداد حالات العنف خلال فترة الحظربسبب جائحة كورونا في الاردن

لبنى: من المواقف اللي ما بنساها اني بالليل منظفة البيت عشان الصبح أضلني نايمة، أصحى على أذان الفجر ببربيش ع راسي، خبط ع راسي، وصحيت زي المجنونة. بعدين عنّا الضرب لما بدك تنضربي ممنوع تتحركي، بتنعاد من الاول، مثلًا إلك 10 برابيش، اضطريتي واتحركتي، بيعيد العشرة من الأول. ف عاد ما بنسى هاي البرابيش اللي اكلتها ع راسي.


اما بمرحلة التعليم بتحكي لبنى انه كان التعليم مخصص للذكر دون البنت. واجهت صعوبة، لمّا بديت تدرس وخطبت، وكانت مقررة انه أول ما تخلص الكلية تكمل جامعة ... تزوجت ونجحت بالشامل معدل عالي، لكن ...

لبنى: ونجحت واجيت بدي اسجل جامعة وطلعلي إني أسجل بجامعة حكومية، أول الناس وقفولي زوجي "ما عنا نسوان يتعلمن"، مشت هالايام وما رضي يخليني أدرس، حكيت مش مشكلة فش إلنا حق، هسة بدي أزعل ع حق التعليم!! مش مشكلة! اتفقت أنا واياه، اجتنا شرا لقطعة أرض، اتفقت أنا واياه اني أبيع الذهب مقابل يسجل الأرض باسمي، وحكالي ماشي وكان كلام رجال، وكونه زوجي رجل من رجال الدين بيخاف الله، اللي بده مسألة فقهية بيلجأله، وكان بوجود أبوي انه يابا هي بدي أبيع ذهبي وأشتري الأرض ويسجلها باسمي


العنف الي تعرضتله لبنى ما توقف على الجسدي ، تزوجت لبنى في سن 23 والان مضى على زواجها 18 سنة، بتحكيلنا عن اولى معانتها الي كانت بحب لاكمال جامعتها لكن ما تمكنت فققرت تشتري ارض وتسجلها باسمها

لبنى: صار هاللي صار من 18 سنة تقريبًا وللآن ولبكرة بيحكيلي الذهب مش إلك، الذهب أنا جبته، الذهب من حقي أنا، وضلت المشاكل عليها سنة ورا سنة، يعني ع مستوى جاب سكينة بده يطعن حاله، اجيت أتناول السكينة منه اصبعي راح ما يروح، تخيط اصبعي، وكله ليش؟ ليش بحكيله الأرض من حقي! راحت عليّ دراستي مشان الأرض، حكالي ما إلك اشي باسمك، ما في نسوان بيتسجل اشي باسمهم، ما عنا نسوان يتعلمن، يعني زيي زي ايش بدي احكيلك! زي اللي...، بلا مؤاخذة يعني، زي الدابة صرت بس أكل وشرب وشغل.


موضوع العنف مستمر سواء الجسدي او النفسي، حتى بعد الزواج .. المؤلم انه لبنى بتوضح كيف موضوع العنف بصير مقبول

لبنى:  والله بيصير عادي، شوفي ليش، لأنه احنا تربينا ببيت كله، بيت ما بيحب الأنثى نهائي، ف عاد لما تتزوجي وزوجك بده يدللك بتحسي انك ما بتستحقي هذا الدلال، انت انخلقتي للضرب وللإهانة، بدك ترجعي للضرب وللإهانة، عاد وضع طبيعي انك تتقبلي هذا العنف، بس ما تتقبلي الدلال. عادي أنا تقبلت العنف، ما كان عندي ولا مشكلة وكنت أحارب، انه انا الوحيد اللي حكيتلك لا اله الا الله بخاف من ربنا، وأبوي ما تتصوري كم بحسبله حساب، يعني بخاف منه وبحترمه، الله يسامحه ويهديه. ف عاد وضع طبيعي اني تقبلت العنف، ما كان عندي ولا مشكلة، كنت أحس حالي إني بستحق هذا العنف، بستحق هذا الضرب لأني أنا كنت دايمًا أنضرب، أنجلد

لكن السؤال المهم ايضا هل العنف ممكن يكون اله تداعيات على تربية الاطفال بعد ذلك ...والي بتجاوب عليه لبنى

لبنى: ممكن ابني الكبير لمّا خلفته حسيت بهذا الشعور، انه ذكر لازم ادعس عليه، لازم أدعس عليه، مش زي ما أهلي عملوا، الذكر لازم نرفعه والأنثى لازم يندعس عليها. حاولت إني أغير المفهوم هذا بتصرف تصرفته غلط، وانا بعرف انه هذا التصرف غلط، آه والله كنت أضربه بسبب وبدون. ولما كنت بدار عمي كثر ما بيكرهوا جوزي، ما بيحبوه أصلًا، أي اشي يعملوا الولد يفسدوله، الأب يضربه وأنا أضرب، بدي أربّي، الولد مش لازم يطلع هيك، والله كنت أضربه بسبب وبدون

العنف الاسري خلال فترة حظر التجوال الي استمرت اكثر من شهر ونصف في الاردن زادت نسبتهفي أول شهر من الحظر 33% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي بنصريح من محمود الفايز مدير إدارة حماية الاسرة في مديرية الامن العام  لقناة المملكة


وإدارة حماية الأسرة هي دائرة تابعة لمديرية الأمن العام وبتقوم بتلقى شكاوى العنف الأسري.
ووفقا لبياناتها الي نشرت في الاعلام بلغ عدد حالات العنف الأسري التي تعاملت معها إدارة حماية الأسرة أكثر من 10 آلاف حالة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي، تضمنت تلك الحالات 1806 حالة عنف أسري ضد المرأة


بتشرح لأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة سلمى النمس تداعيات الحظر على الية استقبال الشكاوى من المعنفين او حتى حمايتهم


سلمى النمس: اوك طيب هلأ احنا فيما يخص فترة حظر التجول (تأتأة) وصل باللجنة الوطنية ولإلي بشكل شخصي الكثير من القضايا المرتبطة بالعنف. هلأ المتعلقة بالعنف الأسري هلأ في كثير منهم هي استمرار لواقع موجود ومسبق وهاد هو الأساس إنه العلاقات الأسرية الي أصلا فيها عنف. هي يعني يمكن زاد عند المعنفين أو المعنفات, المخاوف والشعور بإنهم وصولهم للحلول أو المساعدة صار أصعب. مش بس هيك لأنه هم فكرة خروجهم من المنزل الي هي عادة الشبكات  الاجتماعية للمعنفين بتساعدهم في إدارة العنف الي بعيشوه, التعامل معه, إيجاد الحلول اختفت مع الحظر.

عملية متابعة الشكاوى من قبل حماية الاسرة وتقييمها فبتوضحه النمس 

سلمى:  إدارة حماية الأسرة خلينا نتذكر إنه هي جزء من منظومة متكاملة للأسف المنظومة بقدر أوصفها في فترة الحظر في أمرين: الأمر الأول إنه فترة الحظر كشفت قصور المنظورة بشكل عام سواء قبل الحظر أو بعده. يعني منظومتنا غير كافية لا تشريعيا ولا كمنظومة تقدم خدمات وآليات الحماية وكإجراءات لازالت غير كافية وتعاني من القصور. في ظل الحظر أصبحت هذه المنظومة عرجاء. لعدة أسباب: السبب الأول طبعا هو نظام العدالة غير موجود يعني, المحاكم غير عاملة سواء في القضايا الشرعية المرتبطة في العلاقات الأسرية: (طلاق, طلب الطلاق, طلب الحضانة, طلب النفقة كانت قاصرة). 

حظر التجوال واستمراره لاكثر من شهر ونصف أثر على آلية التعاطي مع ضحايا العنف بشكل واضح، في غياب منح تصاريح عمل لكثير من المؤسسات الي بتقدم مساعدة الهم 


سلمى: فكنا نلجأ لمنظمات المجتمع المدني التي لديها دور إيواء وهدول كانوا للأسف ماحصلوا على تصاريح كافية للعمل. فكانت آلية عملهم صعبة وبالتالي إدارة حماية الأسرة صراحة يعني ضيق يعني بما متوفر لديها حاولت على الأقل في القضايا التي. يعني كلجنة وطنية كانت توصلنا ونتواصل فيها أن تقدم الدعم إما من خلال مثلا الإجراءات الطبيعية الي هي إجراءات الشكاوى. ولكن ثلا إجراءات المساعدة إنه يصدر أن يتم إحضار المعنف للحاكم الإداري. أو لإدارة حماية الأسرة للتوقيع على تعهد بعدم التعرض على المعنفين. لكن في ظل المعنفين الموجودين في مكان واحد يعني صراحة يعني فعالية هذه التعهدات بصراحة يعني مشكوك فيها جدا. 


وكانت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية لعامي 2017-2018 الصادر عن الاحصاءات العامة، كشف بانه امراة واحدة من بين كل 5 متزوجات بتطلب المساعدة عند تعرضها لاي شكل من أشكال العنف من قبل زوجها، و8% من المتزوجات بطلبوا المساعدة عند تعرضهن للعنف الجنسي، و17% بطلبوا المساعدة عند تعرضهن للعنف الجسدي  

والصادم كان في هذه النتائج، ان المتزوجات بلجاوا لطلب المساعدة عن تعرضهن للعنف الجسدي او الجنسي من عائلاتهم بنسبة 77%، ومن عائلة الزوج بنسبة 21% ، والجيران 6%، ومؤسسات الخدمة الاجتماعية 6%، و 3% فقط من مقدمي الخدمات او الشرطة


أما أشكال العنف الي برز بشكل واضح خلال فترة حظر التجوال فبتوضحه المديرة التنفيذية لمنظمة ميزان للقانون المحامية إيفا أبو حلاوة الي تابعوا الكثير من الحالات خلال هذه الفترة

أيفا أبو حلاوة: تعرضت النساء لشتى انواع العنف كان في عنف جسدي واضحة كان في عنف لفظي وشتائم كان في كمان طرد من البيت كمان هذا امر بارز اللى هو الطرد من البيت، حرمانها من ممتلكاتها كان في تهديد استخدام الاطفال في الميذاع بمعنى حرمانها من اطفالها وتهديدها المستمر كان احد الاشياء وتهديدات او احد اشكال العنف اللى مورست فترة الحظر والحرمان من الطعام او يعني حرمت بعض النساء او حددت لها كميات محدودة من الطعام مختلفة عن باقي افراد الاسرة 


وعن المعيقات والصعوبات التي واجهتها المرأة المعنفه خلال فترة حظر التجوال في طلب الحمايه

إيفا أبو حلاوة: مثلا احدى السيدات في اليوم الاول من الحظر الكلي تواصلت معنا عن طريق صديقتها و لما ابلاغناها 
بضرورة ان تقوم بي ابلاغ واخبار مباشرة تقديم شكوها مباشرة لدائرة حمايه الاسره حتى يستيطعو مساعدتها في الوصول بترك منزل زوجيه والوصول الى بيت اهلها 

في اول يوم الحظر الكلي ابلاغتنا بان بيتها صغير جدا وهي لا تستطيع اجرى اي مكالمه هاتفيه دون ان يقوم زوجها بسماعها فا ايضا في حال وجود هاذا العنف ضد المرأة كيف تستطيع المرأة حماية الاطفال يعني


بتوضح أبو حلاوة ضرورة مراجعة تعريف العنف في قانون الحماية من العنف الاسري

إيفا أبو حلاوة: لق الاصل قانون الحماية من العنف الاسري هو كان محل مراجعة من العديد وكان هناك مطالبات اجراء تعديلات عليه ومن ابرزها هو موضوع تعريف العنف لانه غير معرف تعريف العنف الاسري في الاردن والموضوع الاخر انه ايضا هو تجريم بعض الأفعال غير مجرمة بالقانون الاردني افعال العنف الاسري غير مجرمة بالقانون الاردني يعني احنا بنجرم الايذاء في الاردن اذا هناك مدة تعطيل بدون مدة تعطيل لا يشكل جريمة!!

في بعض انواع العنف الاسري غير مجرمة ولما بتكون غير مجرمة بتصير عنا مشكلة يعني مثلا وردتنا لشكاوى انه الاب قام طبعا بالضرب والشتائم وكل انواع العنف واضافة لذلك قام بقص الشعر طفلته اللى عمرها 6 سنوات على الصفر فهذا الامر يعني كان بالنسبة الها هو طبعا احد اشكال العنف لكن غير معاقب عليه في الاردن 


لكن رئيسة لجنة المرأة وشؤون الأسرة ريم أبو دلبوح بتأكد انه المنظومة التشريعية الناظمة لموضوع العنف كافية للحد منه


فلكن بالنتيجة هو قانون الحماية والعنف الأسري بصراحة عالج العنف الأسري وعالج يعني وضع أسس معينة للجنح والعقوبات الي إلها وإحالة فيما لم يتم الوساطة واستيعاب الخلاف الأسري يتم إحالته للمدعي العام. وفي مدد معينة وفي عقوبات وفي عقوبات هناك طبعا العقوبات البديلة. يعني أكيد إن شاء الله إنه يحقق الهدف الذي أقر من أجله 

وبتوضح أبو دلبوح تسلسل الاجراءات القانونية في حال ورود اي حالة لعنف اسري

ريم أبو دلبوح: الان يعني وطبعا في عنا ذراع الصراح الحكومي لمعالجة الموضوع ووحدات حماية الأسرة لما بتأتي حالات كثير من القضايا أو الشكاوي والي بعالج فيها الأمر. إذا كام أول شيء بالوساطة إذا ما صار في وساطة تحال إلى الجهة المختصة فإذا النتيجة يعني أكيد يعني لهذه القوانين الناظمة. ويبقى يعني لما تعرض أي قضية طبعا أكيد القضاء يعني بيحكم بيصدر قرار فيها بما يتواجب مع نوع الجرم أو الجنحة في هذا الأمر. هلأ بالنسبة لارتفاع النسبة يعني صحيح تابعنا وإنه كان ارتفاع النسبة يعني في هذه الظرف الاستثنائي الي بواجه يعني. 

منذ اقرار قانون الحماية من العنف الاسري في أيار من عام 2017 وجهت للقانون من قبل المنظمات النسوية والحقوقية الكثير من الانتقادات المتعلقة  باقتصار تعريفه للعنف الأسري بتلك “الجرائم الواردة في قانون العقوبات داخل نطاق الأسرة”.
وبالتالي لم ييشمل أشكال العنف الاخرى ضد النساء كالحد من حريتهن أو السيطرة على خياراتهن أو العنف الاقتصادي.


في نهاية هالحلقة من بودكاست البرلمان، هاي تحيات فريق بودكاست  البرلمان من انتاج "صوت"؛ صابرين طه من التحرير، وتيسير قباني من الاخراج الصوتي، وكنت معكم في الاعداد والتقديم هبه عبيدات