Almostajad | المُستجَد

الأطفال ووحش الكورونا

في حلقة اليوم من «المُستجد» نستمعُ للأطفال، لنعرفَ كيفَ يتخيّلون أنَّ «كورونا» بدأت، وكيف ستنتهي؟...

نص الحلقة

كيف بدأ كورونا؟

الأطفال اليوم بيحكولنا. أنا عبير قبطي وهذا بوكادست المستجد.

أنتجت هاي الحلقة بدعم من مركز بوليتزر، وفيها رح نحكي مع أخصائية الطفولة سيرسا قورشة، لنعرف الطريقة الأنسب للتواصل مع الأطفال خلال الأزمة الحالية ونحكي عن بعض الاقتراحات والتمارين الي ممكن نعملها مع أطفالنا، لكن قبل ما ننتقل لحديثنا معها، قابلنا مجموعة أطفال من فلسطين والأردن ومصر وتونس، أعمارهم بين 5-12 سنة، وسمعنا منهم، كيف بيفكروا إنه الكورونا بدأ؟

غِنى، عمرها خمس سنين، بتقول إنه فيروس الكورونا غلطة ولد مجهول، ما بنعرف عنه إشي غير إنه بيشبه الفزاعة. 

"شكله زي عمو الفزاع. بفكر كيف صنعه.. إنه لاقى علكة وسخة كتير، مسكها وعملها [طابة] صغيرة مش مبينة وبعدين حط فيها شوية شوك وهيك أشياء وسخة ورماها بالشارع عشان فكرها ما بتمرّض الناس"

بس للأسف، طلعت بتمرّض الناس، وانتشر الفيروس، والأطفال زي الكبار، تأثروا بالأخبار، ومثل معظمنا، حياتهم صار محوَرها البيت.

"يعني مثلا ما بنروحش النادي.. كله مقفول، والمسجد، وكل حاجة مقفولة"

بس كيف عم يقضّوا الوقت بالبيت؟ 

"إحنا بنقعد في البيت فكل اللي احنا بنعمله إن إحنا بناكل فأنا مش عايزة أتخن فأنا منزلة برنامج كده بعمل كل يوم تمرينات عشان ما أتخنش"

"أنت بتعمل إيه في البيت اليومين دول؟"

"بلعب بالـtablet"

"وإيه تاني غير الـtablet؟"

"باكل فراخات شوية"

"ساعات بتفرج عالتلفزيون وساعات بتفرج على موبايلي"

"بلعب بالكرة بلعب عالمرجيحة"

"وعملت كمان طيارة ورقية وعملت سفينة من الورق"

رغم إنه الأطفال والأهل عم بيحاولوا يسلّوا بعض بهالفترة، بس أكيد بتضلها الأمنية الأولى، إنه تخلص هالأزمة بسرعة. خصوصاً عند الأطفال الي تفرّقوا عن حدا بيحبوه بسبب منع السفر أو فرض التباعد الاجتماعي.

"وردتي لأمي، قبل ما أنفخ عليها بقول أنا بدي أتمنى إنه تخلص الكورونا وأروح عند بابا"

سألنا الأطفال شو بيحبوا يعملوا بأول يوم بعد انتهاء الكورونا 

"حتنفسح أنا وعيلتي"

"عايز أشوف ٣ بلاد، أرجنتينا، برازيل، وعايز أشوف أوروغواي، عشان هم أحسن بلاد عندهم لعاب كورة حلوين"

"طيب إيش أول إشي رح تعمله بس ينفك الحظر؟"

"رح أطلع وأتمشور وهيك"

"رح أستأذن بابا إنا إحنا نسافر غردقة ونعيش فيها، وناخد ألعابنا وأصحابنا معانا"

"أصحابنا وألعابنا معانا دي حاجة جميلة أوي"

"لا أصحابنا بس، كل اللي هناخدهم معانا ياخد معاه أصحابه"

سيرسا قورشة أخصائية في مجال الطفولة، ومستشارة تربويَّة، وبتقدّم جلسات للعلاج عبر اللعب، رح تقدّملنا بعض النصائح للحديث مع الأطفال والإجابة عن أسئلتهن، وبالأخص لعمر الطفولة المتوسطة، من 6 لـ9 سنوات.

"هاي الفترة النمائية عقلياً الاطفال بيحتاجوا معلومات ملموسة Concrete facts احنا بدنا طبيعة المعلومات ترافق الاحتياجات النمائية لطفل، هلا اذا في طفل عم يسألنا سؤال محدد وواضح، عن الوباء عن الفايروس عن كيفية الانتقال، بيحتاج هذا الطفل لجواب صريح وواضح، فيمكن النصيحة الاولى انه نجاوب بصدق والنصيحة الثانيه انه نستخدم اجوبة مبسطة".

بالتسجيلات الي وصلتنا من الأهل، كان صعب على بعض الأطفال إنهم يتخيلوا الأمان ورجوع الحياة لطبيعتها بعد ما تخلص هاي الأزمة، وهذا شي بتعتبره الأخصائية سيرسا أمر طبيعي، وتجاوب الأهل معه بيكون بإنهم يشجعوا أطفالهم على التعبير عن مخاوفهم، ويفتحوا قنوات تواصل جديدة، ولكن مع الحرص على ترك مساحة للأطفال.

"مهم كمان ع الاهل انه ما يجبر الطفل على الحوار و على الحكي بالموضوع اذا هو بهذاك الوقت مو جاهز، بس لازم يعرفوا الاطفال انه الاهل دايما مو جودين انهم يجابوا ع الاستفسارات ويدعموا ويمكن ثالث نقطة ع هذا السؤال بالتحديد انه قديه مهم انه ناكد للاطفال انه القلق اللى عم يشعروا فيه الحزن اللى عم يشعروا فيه الغضب اللى عم يشعروا فيه او الإحباط اللى عم يشعروا فيه تجاه كل هاي التغيرات طبيعي طبيعي ومتوقع، احنا ك كبار عم نتغلب مع كل هاي التغيرات الجذرية اللى عم بتصير بحياتنا فخلينا نسمحلهم بانه يقدروا يعبروا عن هاي المشاعر اللى هيه طبعا طبيعية وخلينا نشعهم لانهم يعبروا من غير ما الاهل انهم يحسوا دايما لازم يصلحوا هذا الشعور مرات الامور ما بتتصلح"

لمّا تكون الأمور ما بتتصلح أو ما إلها حلول فوريَّة، معناه فرصة لإنه نطوّر مهارات التكيّف والمرونة عند الأطفال.

"جزء من التعلم للاطفال كيف يقدروا يتعاملوا مع القلق هو الخوض بتجربة مستمرة للتكيف مع القلق والتعامل مع القلق، يعني اذا انا طفلي عم بيقلق بهاي الفترة الحل مش اني انا ألهي طفلي او اخليه ينسى القلق، الحل اني انا اقدر اساعده كيف يتعامل مع هذا الشعور لما عم يشعر فيه وكيف يتكيف مع هذا الشعور. ويعني احنا قدامنا فرصة نعرف انه هاي الفترة كثير صعبة بس اطفالنا رح يطلعوا من هاي الفرصة بانهم همه عم فعلا يعني عم يتكيف العقل وعم ينبنى connections  بالعقل لانه يقدر يكيف بشكل أعلى مع القلق اللى عم يشعر فيه." 

يمكن الأهل يتساءلوا، كيف بقدر أنتبه أكثر لحالة طفلي النفسيَّة؟ فيه عوارض وسلوكيات ممكن تظهر على الأطفال وتدلّنا على القلق الي بيعيشوه. 

أفكار او سلوكيات متكررة، الاطفال ممكن يدقروا ع فكرة معينه او سلوك متكررة ممكن يكون فكرة قهرية او سلوك قهري او ممكن يكون عم بيعانوا من خوف معين في كثير فرضا عم بيخافوا الاطفال ا يناموا لحالهم بالليل فعم يطلبوا انهم يناموا مع الاهل يناموا جنب الاهل فهذي وحدة تكون من العوارض. ممكن الغضب المتزايد فطفل فرضا عم بيصيروا عدائيين اكثر عم بيرموا بيزتوا الاغراض ممكن هذا كمان نشوفه اكثر ع 5 - 6 سنوات.

 

أفكار او سلوكيات متكررة، الاطفال ممكن يدقروا ع فكرة معينه او سلوك متكررة ممكن يكون فكرة قهرية او سلوك قهري او ممكن يكون عم بيعانوا من خوف معين في كثير فرضا عم بيخافوا الاطفال ا يناموا لحالهم بالليل فعم يطلبوا انهم يناموا مع الاهل يناموا جنب الاهل فهذي وحدة تكون من العوارض. ممكن الغضب المتزايد فطفل فرضا عم بيصيروا عدائيين اكثر عم بيرموا بيزتوا الاغراض ممكن هذا كمان نشوفه اكثر ع 5 - 6 سنوات. ما عم بيردوا ع طلبات الاهل، هذي بيجوز من العوارض الاساسية اللى عم بنشوفها وتغيرات اكيد بالمودز moods مزاجية، هلا كيف ممكن يشوفوا الاهل او كيف ممكن يقيسوا مستوى القلق او مستوى خلينا نقول العوارض المختلفة. مممم بجوز الجواب عام بس عشان اقدر اخاطب فئة يعني شريحة كبيرة، لكن اهم نقطة انه نشوف قديش عم بتعيق هاي السلوكيات اللى احيانا عم بتكون سلبية من مجرى حياة الطفل اليومي الطبيعي هل عم تمنعه عن الاكل النوم اللعب، هل عم تتعارض مع قدرته الطفل على انه يقوم بالوظائف اليومية بشكلها الطبيعي اذا الجواب هو لا معناته اوك درجة خلينا نقول السلوكيات هاي السلبية او القلق ممكن عم بتكون نوعا ما طبيعية.

وإذا هاي العوارض الي ذكرناها موجودة، كيف ممكن الأهل يتعاملوا معها، ويساهموا بالتقليل من الشعور والسلوك السلبي؟ 

 

"هلا كدرجة اولى بجوز الاهل لازم يتطلعوا ع حالهم كيف همه عم يعملوا ادارة معينه للقلق اللى عم يشعروا فيه، هل همه عم بيورجوا اطفالهم انهم فاقدين السيطرة ع قلقهم هل همه ما عم بيحافظوا ع هدوئهم همه، ما عم بيديروا بالهم كمان ع حالهم من ناحية نفسية. ثاني نقطة اساسية قديه في، ههه يعني الكل صاروا حاكينها اظني زهقوا الاهل انهم يسمعوها بس فعلا هيه مهمه كثير بس قديه في روتين وأطر واضحة لواجبات منزلية يومية عم تنعمل بنفس الطريقة بشكل يومي عشان هذا بيقدم وتيرة من الروتين الطبيعي، وبيقدم استقرار نفسي للاطفال فهاي كمان نقطة اساسية ثانية ، ثالث نصيحة قديه في حوار مستمر على المشاعر المختلفة اللى عم بتدور بذهن الاطفال اللى عم بيحسوا فيها قديه في مساعدة من قبل الاهل لانهم ممكن يشجعوا الاطفال ع التعبير عن مشاعرهم. مرات بيكون من خلال الحكي مرات ممكن نرسم رسمة."

قدّمتلنا الأخصائية سيرسا قورشة بعض التمارين لتشجيع الأطفال على التعبير عن أنفسهم، منها التمرين الأول: رسم "وحش القلق" الي بيرافقه تمرين للتنفس. 

 

"تقول الام لبنوتتها انه تعالي ارسميلي ارسميلي في شي شكله جواتك متضايق كثير او منزعج كثير تعالي نرسم هذا الشكل طيب تعالي نعطيه اسم تعالي نعطيه لون بتقدري تورجيني بجسمك وين حاسه فيه فمرات فرضا ممكن الاطفال يرسموا وحش " وحش القلق " نسميه، تعالي ورجيني وين قاعد ممكن الطفلة تاشر غرضا عند منطقة القلب او منطقة الصدر هو فرضا قاعد هون، عالي نحكي معه لهذا وحش القلق تبعك شو ممكن تقوليله شو ممكن كيف ممكن نساعده نتنفس ناخذ نفس عميق، قديه كمان التمارين اللى لها علاقة بالنفس قديه كمان مهمه مش بس للاطفال وللاهل كمان انه ناخذ وقت من يومنا على اساس نقدر نعرف الاطفال انهم ياخذوا نفس عميق بنسميه الببل بريفينق بعدين تنفخوا ثلاث فقعات، رح اعمل نموذج سريع انه ك اخذ نفس ......... عم بستنشق هواء بعدين بمسك لمدة اربع ثواني بعدين ممكن انفخ (( هوف هوف هوف))."

من التمارين المهمّة كمان لبناء تواصل أفضل مع الأطفال، هي الاستعانة بأفكارهم واقتراحاتهم للتعامل مع التغييرات الجديدة بحياتهم. 

"ممكن فرضاً اجيب ورقة وقلم مع بنتي واقلها طيب تعالي نطلع اكم فكرة كيف بنقدر نتعامل مع هاي التغيرات اللى عم بتصير معنا شو نعمل لما احنا ما نقدر نشوف اصحابنا بتقدري تكتبيلهم رسائل بنقدر نرسم رسمة بنقدر نبعتلهم voice notes بنقدر نعمل معاهم اجتماعات ع الزوم زي ما الكل عم بيعمل بهاي الفترة ومرات الاطفال نفسهم همه بيطلعوا بافكار رائعه وابدا ما بتخطر احنا ككبار." 

لحدّ الآن ما فيه أجوبة قطعيَّة لتأثير جائحة كورونا النفسي على الأطفال، أو الكبار حتى، لأنه "كورونا" حالة استثنائية وما زال البحث جاري طول ما هالأزمة مستمرة، لكن أكيد إنه بيبقى بإيدينا بعض الطرق لحماية الأطفال، ومساعدتهم على التأقلم، وتزويدهم بأجوبة صادقة وبسيطة تساعدهم يفهموا محيطهم أكثر.

 

في بودكاست المستجد، سبق وناقشنا بعض جوانب الصحّة النفسيَّة للكبار، بتقدروا تسمعوا حلقاتنا السابقة عبر قناتنا على أي منصة بودكاست بتفضلوها، وما تنسوا تشتركوا فيها لتوصلكم تنبيهات بالحلقات الجديدة.

كنت معكم عبير قبطي في التقديم، لما رباح في الكتابة، وروان نخلة في البحث والإعداد، وتيسير قباني في المونتاج.

كونوا بخير وعافية