Almostajad | المُستجَد

لقاح كوفيد-١٩: أين نحن الآن؟

"سباق مع الزمن"؛ هكذا تبدو الجهود المبذولة في مختبرات العالم لاعتماد عقار فعَّال لمرض كوفيد-١٩، أو...

نص الحلقة

"هذا وتعتزم اليابان البدء باستخدام أدوية خاصة بعلاج مرض نقص المناعة الإيدز لمعالجة مصابين بفايروس كورونا الجديد"

"وتم الحصول على عيّنات من الدواء الجديد لفيروس كورونا المستجد"
 

"The world is racing to develop a vaccine for the corona virus" 

"البشرية تستنجد بمختبرات العالم"

"تستدعى عقاقير قديمة تستخدم لعلاج أمراض أخرى"

"بدأت شركة ألمانية متخصصة في صناعة الأدوية البيولوجية بالاستعداد للتجارب السريرية للقاح ضد فيروس كورونا"

 

سباق مع الزمن؛ هاد التعبير المتداول من شهرين، لوصف الجهود المكثّفة لإنتاج عقار لمرض كوفيد-19، أو لقاح يحصّن أجسامنا بالمناعة ضدّه. 

 

مرحبا، أنا عبير قبطي، وهاد بودكاست المستجدّ

 

بهاي الحلقة بنستضيف الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية د. حسن زراقط، وهو أيضاً نائب رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأمريكية ببيروت.

 

مع دكتور حسن بنتعرّف على عقارات مرض فايروس كورونا المعلن عنها لحدّ الآن في بعض الدول، وبنتتبّع المراحل الطبيعية لإنتاج اللقاحات.

نحنا بنعرف عادة الأبحاث او تطوير اللقاحات بياخد فترة طويلة جدًا من التطوير يعني، كان معدل تطوير اللقاح حياخد حوالي 10 سنين، أسرع لقاح تم تطويره للإيبولا في حوالي 5 سنين.

نحنا اللي عم نشوفه حاليًا هو ثورة علمية عم تستفيد من التجارب السابقة ومن منصات تطوير اللقاحات اللي كانت موجودة سابقًا، وعم بتطورها من اجل استخدامها لمكافحة فيروس الكورونا المستجد.

حوالي سبعين لقاح محتمل بيتمّ العمل عليهم في مختبرات العالم؛ في الولايات المتحدة والصين وألمانيا وبريطانيا وغيرها. ساعات طويلة بيقضيها العلماء والباحثين للوصول إلى تركيبة ممكن تنقذ العالم من الفايروس اللي بهدّد المزيد من الضحايا، وبيرهق الأنظمة الصحية في عشرات الدول.

 

في هذا السباق، تجاوز الباحثين مراحل عدة لاختصار الوقت، مثل مرحلة التجارب على الحيوانات.

تم مباشرة الدخول في التجارب السريرية عند البشر، وهدا الشي اختصر وقت كتير. ف نحنا حاليًا التقديرات تُشير انه بحال سيكون عنّا لقاح آمن وفعًال على الأقل عم نتطلّع على حوالي العام أو العام والنصف.

3 لقاحات فقط إلى حدّ الآن دخلت مرحلة التجارب السريرية؛ أحدها في الصين، والتنين الآخرين في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

بمعنى آخر، في متطوعين عم بتم تجريب اللقاحات عليهم، للتأكد من مدى أمانها وفعاليتها.

 

د. حسن زراقط، المهتمّ في أبحاث مضادات الفيروسات واللقاحات، بيطلعنا على آخر التجارب.

احنا بعدنا عم نحكي في تجارب سريرية فيز 1، أو المرحلة الأولى من التجارب السريرية يللي هي عادةً بتكون اول مراحل في تطوير الفيروس داخل الانسان…

 

ف قبل ما نبتدي بتجريب اللقاح أو اعطاء اللقاح لمجموعة كبيرة من الناس عادةً بيتم تجريبها على مجموعة صغيرة وبيتم التثبت من أمان هالاستخدام. ف نحنا هلق بعدنا بهيدي المرحلة اللي هي قد، بنحتاج لحوالي عدة أشهر على الاقل للتثبت من انه الناس اللي أخدوا هيدا اللقاح لم يظهر عندهم أي عوارض جانبية قد تكون خطيرة أحيانًا...

تكلفة تطوير أي لقاح فقط ممكن تتجاوز المليار دولار أمريكي. تاريخياً، نسبة كبيرة من تجارب تطوير اللقاحات بتفشل، هاد بيعني إنّه كلّ الموارد والأموال، أُنفقت على لقاح غير فعّال؛

 

مغامرة كبيرة، ولكن لا بدّ منها.

 

لتحمّل المخاطرة العالية، بتحصل الشركات على دعم مالي سخي من بعض الدول والمنظمات غير الحكومية.

 

منظمة غيتس الخيرية مثلاً، اللي بملكها الملياردير الأمريكي مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس وزوجته ميليندا، أعلنت في بداية شهر نيسان أبريل الحالي عن نيّتها تمويل سبع مرشّحين لتطوير لقاحات ضد الفايروس.

 

التمويل حيكون كامل، ولكن في مرحلة متقدّمة راح يوقع الاختيار على لقاحين اتنين لاستكمال عملية التطوير.


 

بالمقابل، ولو افترضنا نجاح شركة معيّنة في تطوير لقاح فعّال، فبنتوقّع إنتاجه وبدء توزيعه فوراً، وبأكبر كميات ممكنة.

هيدي عملية مكلفة جدًا فيها الكثير من المخاطر، لأنه نحنا بنعرف لما الشركات تكون عم تعمل تجارب هي بتكون عم تنتج اللقاح على مستوى ضيّق لحتى ما تكون مخاطرها كبيرة، إلى أن تثبت أمان وفعالية اللقاح ساعتها بيبلش تطوير خطوط الانتاج وزيادة الانتاج لحتى تبلش الشركات تكون قادرة إنها تلبي الاسواق في مختلف العالم. من أجل اختصار بعض هيدي المراحل، الشركات في بعضهم عم يشتغلوا حاليًا على توسعة خطوط الانتاج عسى انه يطلع عندهم لقاح فعال وبيكونوا ساعتها جاهزين للانتاج الواسع…

 

بعض الشركات دخلت باتفاقيات لتخفيف الأعباء والمخاطر وتقسيم السوق فيما بينها.

 

أموال طائلة تعهّدت الدول الكبرى بتقديمها لصالح تطوير اللقاحات والعلاجات وعمل الأبحاث على فايروس كورونا المستجدّ. ولمّا نقول الدول الكبرى بنعني بريطانيا، الولايات المتحدة، اليابان، الصين وكندا وألمانيا وغيرها.

 

هاي المنافسة أوحت بأزمة أخرى ممكن يتجلّى فيها تصنيف العالم لدول متقدّمة ودول أقلّ نموّاً؛ البعض استبق الأحداث وطرح نقاش حول التوزيع العادل للقاح ؛ يعني سأل: ماذا بعد اعتماد اللقاح؟

غالبية الدول الكبيرة، الدول الغنية عادةً بتعمل عقود مع الشركات اللي هي عم اتطور اللقاح، يعني فرضًا عنّا شركة بالبلد الفلاني بيقول لهالشركة أنا حأعطيكي مصاري واعمل معك عقد على اني احصل على أول كمية من اللقاح، أو على العدد التالي من اللقاحات…

 

من اجل انه ما يتم احتكار اللقاحات من الدول الغنية وتبقى الدول الفقيرة خارج القدرة على الحصول على اللقاحات فيه العديد من المبادرات اللي انعملت منها بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية من أجل التفاوض مع بعض هيدي الشركات لأنها تأمن أو تضمن كمية ولو انها منّا كتير كبيرة للدول الفقيرة او الدول النامية لكي انها تقدر تاخد مجموعة من اللقاحات على الاقل لتلقيح مثلًا العاملين في القطاع الصحي وبعض الناس منهم اللي عندهم خطورة عالية أو احتمالية عالية ليصير عندهم مضاعفات من هذا المرض…

 

نحنا المنطقة الافريقية والمنطقة العربية لا يتم فيها حاليًا أي مجهود أو مبادرة لتطوير لقاح أو حتى للتعاون مع بعض الشركات الكبيرة من خلال تمويلها لتطوير لقاحات. ف نحنا حاليًا معتمدين (...) على مساعدات المنظمات العالمية مثل منظمة الصحة العالمية للحصول على كميّات ولو قليلة من اللقاح في المرحلة الأولى.

دراسة الفايروس مستمرة، وكثير معلومات حول سلوكه واحتمالية تطوّره ما زالت غير واضحة.

 

بالتزامن مع البحث عن لقاح لكوفيد-19؛ المرض اللي بسببه فايروس كورونا المستجد وإلى جانب الرعاية الصحية المتّبّعة اليوم، في عدد هائل من التجارب والدراسات لاعتماد عقار فعّال يمكن استخدامه.

 

خلال الحديث، بخبّرنا دكتور حسن إنه غالبية الدراسات اللي أُجريت على علاجات محتملة، كانت نتائجها إما متناقضة أو مخيبة للآمال، بسبب السرعة في العمل عليها، بينما هناك علاجات أخرى قيد الدراسة.

نحنا حاليًا أمام تحدي لإنه عم نتسابق مع المرض وأمام تحدي انه نعمل دراسات تكون محكمة وتكون فيها كمية كافية من المرضى ومجموعات مقارنة مع العلاج مقابل لا علاج لنشوف عنجد هالعلاجات اللي عم بيتم استخدامها هل هي فعالة أو لأ، هيدا اللي بنسميه نحنا دراسات سريرية محكمة أو مقارنة…

 

غير هيك، من الصعب جدًا من انه نقدر نتأكد ونتثبت من امان وفعالية هيدي العلاجات…

 

هون بدي نوّه كمان، في دراسة عالمية انطلقت برعاية منظمة الصحة العالمية تسمى الدراسة السريرية أو التجربة السريرية التضامنية، وهي بتحتوي على 4 أذرع علاجية، ف منهم دواء اسمه لوبينافير وراتينوفير، وهو كان يستخدم لعلاج ال HIV…

 

الدواء الثاني هو رمديزابير تم تطويره من اجل علاج ايبولا فيروس، وتم التثبت كمان من فعاليته ضد الكورونا المستجد وحاليًا عم بيتم تجريبه عند الناس اللي هما مصابين.

وفيه العلاج اللي هو كلوروكبين، كلوروكبين اللي هو الدواء الملاريا المشهور يللي هو متوفر بكميات كبيرة وسعره جدًا رخيص النتائج الاولية اللي ظهرت مثلًا على الكلوروكوين بالعالم كانت متناقضة او غير كافية للتثبت من فعاليته…

 

في ذراع للعلاج عم ينعمل بيتم استخدام اللوبينافير مع الراتينوفير بالاضافة إلى دواء مناعي هو الإنترفيروم بيرتا…

 

بالإضافة لهيدي التجارب، فيه مثلًا علاج دواء كان تم تطويره باليابان لعلاج الانفلونزا وهو فافي غرافير، هذا الدواء يُقال انه الصين تبنت هذا العلاج وكان فيه نتائج جدًا جيدة بالدراسات اللي هم عملوهاولكن لم يتم نشر هذه الدراسات...

بالملخّص، هاي العقاقير سواء المستخدمة في علاج الملاريا أو الإيدز أو الإيبولا وغيرها، هي تجريبية فقط؛ ولا نوع منها معتمد عالمياً لحدّ الآن. ومن هاد الوقت لحتى نتوصّل للعقار ومن ثمّ اللقاح المناسب، راح يستمرّ فيروس كورونا المستجدّ بالانتشار.

 

ما في خيار آخر للحدّ منه غير الالتزام بإجراءات الحجر والتباعد الاجتماعي، بالوقت اللي بنفتقد فيه للمناعة الجماعية.

 

والمناعة الجماعية ما راح تتحقّق إلا بإصابات ومن ثمّ حالات تعافي أكبر.

 

رغم هيك، يبدو في شوية تفاؤل بالأشهر الثلاثة القادمة.

السؤال الكبير حاليًا انه هل الصيف سيحمل لنا بشرى سارّة ويقضي على الفيروس أو لأ؟

حتى الآن ما في أيّ إثبات للموضوع.

 

المعروف إنّه فيروسات كورونا السابقة ما بتصمد لفترات طويلة على الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.

 

بينما الفايروس المستجدّ وصل لمختلف المناطق بغضّ النظر عن طبيعة مناخها، ومن المبكّر الحسم إذا كان هالفايروس موسمي أو غير موسمي.

 

 بما انه فيه ما زال هناك مجتمع ما عنده مناعة واسعة وكافية ضد هيدا الفيروس، ف الصيف قد يساعد بس ولكن لن يكون كافي بالقضاء على الفيروس…

 

طبعًا ما فينا نأكد هيدا الشي، بس بحال حصل انحسار للفيروس خلال الصيف لازم يتم استغلال هيدي الفترة لتهيئة المجتمعات وتهيئة القطاع الصحي والزيادة من جهوزية البلدان لمكافحة هيدا الوباء…

 

ولكن هيدي الدول لازم تكون كمان متأهبة لعودة الفايروس في فصل الشتاء أو الخريف مع انخفاض درجات الحرارة مجدداً…

 

على ما يبدو فايروس الكورونا قدرته على التغيّر أبطأ من غير فيروسات مثلاً متل الإنفلونز مع العلم انه حتى الفايروسات اللي هلأ عم تنتشر بالعالم قد تطورت الى حد ما، وأصبح هنالك 3 أنواع قريبة الى بعضها ولكن متطورة عن الفايروس الأساسي اللي انتشر بالصين بالبدايات. فا ممكن من هون للشتاء ممكن يكون الفايروس طوّر نفسه وهيدا الشي حيشكل تحدي للقاحات اللقاحات بتعتمد على الاستهداف للبروتين الخارجي للفايروس واللي هو عادة عرضة للتبدّل...

أيّ تطوّر محتمل على الفايروس المستجدّ، بيعني حاجة ملحّة لمراقبة هذا التطوّر بالتزامن مع تطوير اللقاح.

 

واللقاحات بمجرّد نجاحها، راح تكون قادرة على إكسابنا المناعة الكافية ضدّ الفايروس.
 

بين التفاؤل والحذر، يبدو أنه ما فيه أمامنا إلا الانتظار بصبر. 

بودكاست المستجدّ من إنتاج صوت.

 

كنا معكم في التقديم: عبير قبطي، في الإعداد: روان نخلة، في الكتابة: محمود الخواجا، في التحرير: لما رباح، وفي المونتاج تيسير قباني.

 

 

أخيراً، تأكدوا إنكم تشتركوا بقناة بودكاست المستجد على أي منصة بودكاست بتفضلوها، لتوصلكم تنبيهات بالحلقات الجديدة.

 

كونوا بخير وعافية