Almostajad | المُستجَد

السياحة في الأردن: موسم جني الثمار يصطدم بكورونا

نذهب في هذه الحلقة من بودكاست «المُستجَد» إلى الأردن، ونتحدّث إلى عاملَيْن في قطاع العمالة غير...

نص الحلقة

يعني هي السياحة كانت مصدرنا منشتغل منه وهسا بعد السياحة ما في شغل عندنا

ازا انت تعطلت.. انت بتعطل عحساب حالك.. ما حدا راح يدفعلك او ما حدا راح يطلع فيك

مرحبا، أنا عبير قبطي، وهاي حلقة جديدة من بودكاست المستجدّ، اللي بنقدّم فيه قصص وتجارب ومعلومات حول فيروس كورونا والأزمة اللي عم بواجهها العالم.

 

في منتصف شهر آذار، اتخذت الحكومة الأردنية قرارات حاسمة لاحتواء فيروس كورونا؛ المدارس والجامعات تعطّلت، الأعمال توقّفت، وحفلات الأعراس وحتى بيوت العزاء مُنعت تماماً.

 

الحكومة طمّنت الموظفين على رواتبهم اللي راح تُوصلهم بالكامل خلال العطلة الإجبارية. لكنْ، أكثر من نصف القوى العاملة في الأردن، محسوبة على قطاع العمل الحرّ والعمل "غير المنظم".

 

يعني ببساطة، فئة واسعة من العاملين، ما بيقدروا يعملوا مهامّهم عن "بُعد"، ولا بإمكانهم يتدبّروا تكاليف بالأيام الجاية، ليش؟ لإنّهم بتقاضوا أجورهم بنظام المياومة أو على القطعة.

 

بطبيعة الحال، هاي الإشكالية عالمية؛ الملايين مهدّدين بخسارة عملهم أو مصدر دخلهم.

 

حلقة اليوم بنقدّمها بالشراكة مع موقع حبر، وبتساهم فيها الصحفيتين لينا شنّك ومنار حافظ.

 

في الفقرة التالية، بنسمع لحبيب وسليمان؛ شابّين من الأردن، بمثّلوا فئة العاملين اللي حكينا عنها.

 

الزميلة لينا حاورتهم، ونقلتلنا مخاوفهم.

 

حبيب أبو فَراش، مدرّب في أحد النوادي الرياضية بمدينة عمّان.

من سنتين بيعطي حصص لروّاد النادي، لكن بنظام عمل مختلف شوي.

هو تقريباً مثل نظام الfull time بس بدون ما تاخد راتب، إنه اديه انت عندك زباين اديه انت عم تعطي حصص اديه انت شغّال اديه انت وقتك full بتصفي ما فرق اشي عنك انت عن الموظف العادي، بس الفكرة انك انت ما الك ضمان، ما الك تأمين، ما الك راتب بينزل

قبل أزمة الكورونا، بيقول حبيب أنه دخله الشهري، كشاب عزابي ولكنه معيل لأهله، بيوصل تقريباً من 500 لـ700 دينار، كونه بيتقاضى 40 % من قيمة اشتراكات الزبائن اللي بيدربهم.

بس بما إنّه النوادي الرياضية مرافق فيها تجمّعات واحتكاك مباشر بين الناس، كان من الطبيعي إنّها تتوقّف عن العمل حتى إشعار آخر. 

لكن حتى بعد انتهاء العطلة الرسمية، ورجوعه لعمله، فهذا ما بيعني أنه رح يتقاضى أي مبلغ على الفور..

"لسى في ناس ضايلهم 7 حصص وفي ناس ضايللهم 3 حصص، ناس ضايلهم حصتين، في ناس ضايلهم حصة، فbasically انا لما ارجع بدي اخلص الي باقي علي بعدين ببلش بباكيجات جديدة او شغل جديد خلينا نحكي…

 

راح أتأخر يمكن شهر ويمكن شهرين.

مع إنّه في حاجة للتواصل المباشر بين المدرّب والمتدرّب في النوادي الرياضية، بس كان لا بدّ من طرح خيار مؤقت؛ وهو تقديم الحصص أونلاين.

يعني عم بحاول أبعت لزبايني هلأ؛ أطرحلهم الفكرة.

ضل هلأ إنه بس، إني آخد الأوكي منهم، وهاي الناس نبلش معاها زي ممكن نعمل سكايب، أو ممكن نشتغل آآآ واتساب فيديوز وهاي الأشياء.

لإنه هاي محنة أنا موجود فيها،s واحنا خمس أشخاص بالبيت، لو كل واحد تقريباً بده باليوم تلت دنانير، بخمسة، خمسطعشر دينار، لشهر 450 دينار.

حبيب راح يكون بحاجة لدخل مضمون في الفترة القادمة.

خلال الحديث بخبّرنا إنّه ما بينكر إنّه الأزمة خلّته يفكّر ببدائل جديدة. 

صحيح طبيعة عمله أعطته حرّية أكبر من الوظيفة التقليدية. لكن كلشي إلُه ثمن. لهالسبب، بفكّر إنّه بعد ما تمرّ الأزمة؛ ممكن يقبل بوظيفة مع راتب أقلّ، بس ثابت أكثر.

شو ما كان البيسك بس بتضطر انك تقدم لانه انت بدك بالنهاية تحفظ حق لإلك، لا سمح الله لو تعاد زي هيك ظرف 300 ليرة حلوين،  بس إنك تضلّك قاعد شهر كامل ما في ولا دينار، برضو مأساة. 

 

سليمان الحساسين، شاب ثاني في الأردن، بيواجه مصير مش واضح خلال الفترة الجاية، ولكن هاي المرة في قطاع السياحة، القطاع المهمّ والواعد بالنسبة للأردنيين.

 

سليمان اشتغل تسع سنوات في نُزل فينان، اللي صُنّف كواحد من أفضل خمسة وعشرين نزل بيئي بالعالم.

 

لاحقاً، قرر إنه اكتسب الخبرة الكافية لياخذ خطوة جديدة بمجاله. 

 

مع الإقبال على السياحة في الأردن، بدأ يشتغل لحسابه الخاص.

كنت دليل محلي.. يعني كنت اخذ السياح عالمشي في ممرات عندنا طبيعية فكنت انا دليل اخذهم واعملهم رحلات يعني يومية 4 ساعات 6 ساعات 8 ساعات يوميا يعني

بالإضافة للرحلات بين المحميات الطبيعية ومدينة البتراء الأثرية، فكّر سليمان بإنشاء مخيم سياحي، ليستقبل فيه الزوّار المتلهّفين لاستكشاف البلد، وكان على وشك البحث عن داعم أو شريك لمشروعه.

 

لكن لسوء الحظ، تزامن بدء موسم الربيع السياحي مع تفشّي فيروس كورونا، اللي حرم الملايين حول العالم من الحركة والسفر، وعلّق طموحات سليمان إلى وقت غير معلوم.

هو عادة بتبلش هاي الرحلات من شهر 3 ل شهر 5(…) يعني يكون في ناس كتير بيجو عالاردن عشان يكون موسم الربيع ومناسب للمشي والرحلات التخييم

كنت متفائل بأني بشهر 3 يعني نبلش نشتغل. يعني حتى كان في عندي بشهر 2 شغل بس التغى كمان (...)

السبب انه يعني إيطاليا هي اول دولة سكرت حدودها، الاردن سكرت حدودها مع ايطاليا، وكان عندي ناس جايين من ايطاليا ووقف الطيران بينا وبين ايطاليا

سليمان بخبّرنا إنه ساكن في منطقة نائية، بتحيط فيها معالم سياحية، لذلك، العمل في السياحة بالنسبة لكتير من الأهالي خيار وحيد بشكّل المصدر الأساسي للدخل.

 

بالرغم من صعوبة الوضع الحالي، وخصوصاً إنه بقية أفراد العائلة متزوجين ومتحملين مسؤوليات عائلاتهم، بيضل عند سليمان أمل.

والله بنمر بظروف صعبة.. انشالله بتتحسن الأشهر القادمة وبترجع السياحة يعني وكل البلد يستفيد منها مو بس أشخاص يعني

حبيب وسليمان، هم اتنين فقط من أعداد كبيرة من العاملين المصنّفين كعمالة غير رسمية، واللي راح يعانوا من ضائقة مالية في ظلّ أزمة كورونا وتداعياتها، بحسب منتدى الاستراتيجيات الأردني.

 

مؤخراً، المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي أعلنت عن مساعدات عينية راح تقدّمها لعمال المياومة المتضررين.

 

وتعالت أصوات كثيرة في المجتمع الأردني لتقديم الدعم لهؤلاء العمال وعائلاتهم؛ همّ مدركين وقْع الأزمة القاسي على الجميع، ولكنهم متأكدين إنّه أثرها رح يكون أقسى على العاملين اللي ما بملكوا امتياز التعطّل على حسابهم الخاص!

 

راح نبقى مع عبير قبطي، والحديث مستمر عن الأزمة اللي بدأت  تلقي بظلالها على قطاع السياحة بالأردن.

 

السياحة نفط الأردن. هيك صار يُنظر لهاد القطاع الواعد، اللي بوفّر فرص عمل لـ53 ألف شخص.

مواقع الجذب زي البحر الميت، ومدينة البتراء، وبعض المحميات الجبلية والخضراء، كلّها شهدت تدفّق ملحوظ من الزوّار الأجانب خلال السنوات القليلة الماضية.

 

في 2019 ارتفع مجمل الدخل السياحي في الأردن بنسبة 25٪ عن أعوام سابقة، لذلك، 2020 كان من المتوقع تكون سنة جني الثمار، السنة اللي راح تكلّل هاد النموّ الملحوظ في المملكة.

 

لكنْ كل هاي الطموحات اصطدمت بأزمة كورونا. الحجوزات أُلغيت والفنادق فضيت.

في واحد من الفنادق صراحة يعني بس فتت عليه، كان كتير مؤثر...

هاد صوت الزميلة الصحفية منار حافظ من موقع حبر، بتوصفلنا المشهد من داخل فندق من فئة 3 نجمات في العاصمة عمّان.

هاد الفندق بالذات في وسط البلد، متعوّد دايماً يجي عنده أعداد كبيرة من السيّاح بهاي الفترة (…)، آآ ما بيفضى أبداً، لكن، بمجرّد الإعلان عن إغلاق المطار، الحجوزات كلها التغت، ما كنت بتشوف أيّ شخص بجوا الفندق، نهائي، باستثناء الريسيبشن، وأحد العمّال (...) صالة الأكل فاضية تماماً، ما فيها ولا حدا، الطاولات مقلوبة. 

منار حافظ أعدّت تقرير لموقع حبر، بيرصد أضرار الأزمة على السياحة في الأردنّ خلال الفترة الماضية.

 

الفندق اللي خبّرتنا عنه، هو واحد من 600 منشأة فندقية، والمشهد في معظمها متشابه. أما الضرر فبيشمل أصحاب المنشآت والعاملين فيها بطبيعة الحال.

كنا نشوف فنادق خمس نجوم كانت عم تحكي إنّه احنا إذا استمرت الأزمة، اللي احنا ما بنعرف أصلاً متى راح تخلص، ما راح نكون قادرين نكفي ندفع رواتب الموظفين، لإنهم عم بيدفعوا من المدخول القديم عندهم، لكن إذا استمرت الأزمة وطالت مدتها، فممكن يصيروا يدفعوا نص راتب أو حتى يتخلوا عن عدد من موظفينهم، فما بالك عن فنادق اللي مثلاً تلت نجوم أو نجمتين أو حتى الهوستلز.

فعلياً، بعض المنشآت الفندقية الصغيرة، اتّخذت هاد الإجراء في مرحلة مبكّرة.

كان من ضمن القصص صراحة اللي أثّرت فيي، واحد من الشباب اللي كان بشتغل شيف في فندق صغير، راتبه ما بتجاوز ال٣٠٠ دينار، هو أصلاً كان مضطر يخلي مرته تشتغل، كانت تشتغل عاملة نظافة في نفس الفندق، وبرضو راتبها ما بوصل ال٣٠٠ دينار، عندهم ولدين صغار وكان خايف إنه أصلاً من انهيار أسرته، من انهيار زواجه، لإنّه أصلاً ما عنده، بالأساس هو دخله غير كافي بالنسبة لإلو (…) راتبه رايح قروض ورايح على إيجار البيت (...) فكان عم بتساءل إنه طيب أنا بهاد الوقت كيف راح ألاقي شغل تاني، يعني بالنهاية كان قرار المنشأة الي هو بشتغل فيها إنها (...) توقّف عملهم، إلى حين انتهاء الأزمة.

وقف رواتب بعض العاملين جاء، رغم قرار وزارة العمل الأردنية بإلزام القطاع الخاص بدفع 50٪ من الرواتب بالفترة القادمة.

 

الجهات الرسمية كمان أعلنت عن إجراءات للتخفيف من حدّة أزمة فيروس كورونا؛ عملت اتفاق مع أكثر من 30 فندق لاستخدامها كمراكز للحجر الصحي، واللي راح يكلّف الحكومة الأردنية ملايين الدولارات.

 

الإجراءات شملت كمان حماية العاملين في القطاعات الأكثر تضرراً، ومنها السياحة، ومراعاة الفنادق في بعض التزاماتها المالية.

 

لكن أصحاب المنشآت السياحية بشوفوا إنه الموسم بكامله ضاع، وإنّه تأمين رواتب العاملين راح يكون صعب جداً، خلال الأزمة اللي مش معروفلها نهاية.

 

حلقة اليوم انتهت، قدّمنالكم ياها بالشراكة مع موقع حبر. 

 

بالحلقات الجاية بتسمعوا لقصص وتجارب أخرى، متعلّقة بهاد المستجدّ الاستثنائي اللي بتواجهه دول العالم.

 

بودكاست المستجَدّ من إنتاج صوت. 

 

كنت معكم في التقديم عبير قبطي. في الكتابة محمود الخواجا ولينا شنّك. في التحرير لما رباح، وفي المونتاج تيسير قباني.

 

كونوا بخير وعافية