الراب العربي

نص الحلقة

مرحبا. أنا رنا داود وهيدا بودكاست دم تك.

قبل ما نبدا حلقة اليوم، حابّين نعرّفكن على بودكاست "دا ميري"، من إنتاج طارق الميري. البرنامج حواري متنوّع، وبكل حلقة بيستضيف طارق شخص مختلف وبيستمع لخبراته المهنيّة وتجاربه الشخصيّة.

بتقدروا تسمعوا Da Miri على أي تطبيق بودكاست بتفضّلوه.

لمّا تغنى الراب أوَّل مرَّة، كان فيه حدا عنده شي يقوله. ما كان ينفع ينقال بطريقة تانية.

مرحبا فيكم بالحلقة السابعة من الموسم الثاني لبودكاست "دم تك". أنا رنا داود. بهالموسم بنستعرض أنواع موسيقى مثل الروك والراي والمهرجانات، وبنروي قصص عن وجودها بالوطن العربي، وعن الفنانين اللي تبنوها من منطقتنا. هالمرّة رح نحكي عن الراب.

الراب مش بس غناء إله إيقاع، هو كمان سرد لشعر وقصة، وبيقدر بكم دقيقة إنه ياخدنا من مشهد للتاني... بلمح البصر.

المشهد الأول: البداية

المكان: نيويورك، تحديداً منطقة برونكس

الزمان: بداية السبعينيات

في بداية السبعينيات كان حي البرونكس عم يتحول لمنطقة بتحكمها العصابات، والجرائم هناك كانت بتزيد يوم عن التاني. ببساطة، كان كل حيّ تابع لعصابة، وكان العادي إنه تسمع عن سطو مسلَّح مبارح، أو جريمة قتل اليوم.

بس سنة الـ٧١، بينقتل "Black Benjy"، عضو بواحدة من العصابات، وهالحدث كان أكيد رح يسبب حرب شرسة بالشوارع، لولا بيجتمعوا ١٠٠ من رجال العصابات المختلفة، وبيقرروا إنه لازم تصير بيناتهم هدنة.

خلال الهدنة، بتنفتح الأحياء على بعضها، وبيعم الفَرح والسرور، وبتجتمع الناس ليصير حفلات بهالأحياء.

تعالوا نشرحلكم شكل المشهد،

بيجي DJ من أهل الحي مع سماعاته ومعدّاته وبيقعد بحديقة عامة، أو بساحة، وبيمدّ أسلاك على عامود الإنارة بالشارع لياخد كهربا، سلك ورا وصلة، ووصلة ورا سلك.

بتبدأ الموسيقى الساعة ٢ بعد الظهر، وبيستنى الدي جي لحد ما يسمعوا أهل الحيّ بالخبر، وييجوا يرقصوا ويحتفلوا.

بحفلات أحياء نيويورك وقتها، الDJ كان البطل، خصوصاً إنه الDJs ما كانوا يشغلوا موسيقى وبس، كانوا عم يبتكروا أفكار جديدة لاستخدام الـTurntables.

بس مع الدي جي كان فيه كمان شخص. بيسموه MC -A Master of Ceremonies.

"حضرة السيّد رئيس التشريفات" بالعربي. أو فينا نقول اختصاراً: عريف الحفل يعني.

بيرحب الـMC بالجمهور، وبيقدملهم الدي جي، وبيحكي كم جملة بين كلّ أغنية والتانية. ومرّات بيقول نكتة ليغيّر جوّ. المهمّ إنه يخلي عين الجمهور على الحفلة.

مع الوقت، تغيَّر دور الـMC، وصار يقول كلام عالقافية مع الموسيقى. وصار هو كمان بطل المشهد.

وهيك خِلق الراب في حفلات أحياء نيويورك، وصار نمط جديد كسَّر قواعد الغناء التقليدية، بمزجه للجاز، مع موسيقى السول، والريغيه… والقوافي مع السرد والشعر والفلسفة... وصاروا أهل هالأحياء هن أبطال المشهد.

بالتسعينيات، بلشت موسيقى الهيب هوب تنتشر بالعالم العربي. وبلش هالانتشار من المغرب العربي، تحديداً بمساهمة من الشباب المغاربي المهاجر لأوروبا، وبسنين التسعينيات صار شوي شوي يكتسب الراب شكله العربي، باللّغة، والمعاني، واللّهجات الدّارجة.

هيدا الانتشار ما قنع شركات الإنتاج إنه تتبنى هاللون الموسيقي، بس الرابرز، يعني اللي بغنوا موسيقى الراب، قدّموا إنتاجاتهم بدون مقابل، في البرامج الإذاعية، والسهرات، والمهرجانات، والحوارات التلفزيونية... ولاحقاً على الانترنت... لأنه حظ الراب العربي مع الإنتاج مش كثير تعدَّل من وقتها. بس جايينكم بالحكي.

ظهر رابرز كمان بفلسطين، والإمارات، والسعودية، والسودان، وغيرهم. وبهالوقت، بأميركا، صار الراب أكتر من مجرد حفلات صغيرة بالحي...

المشهد الثاني: الأسطورة

المكان: لوس أنجلس، كاليفورنيا

الزمان: أيلول / سبتمبر ١٩٩٦

بيطلع الرابر الأمريكي توباك رحلة من قصره بلوس أنجلس، لمدينة لاس فيغاس، مشان يحضر نزال للملاكم مايك تايسون.

مايك تايسون بينهي النزال بدقيقتين، وبيفوز من الجولة الأولى. الرابر توباك بيكون متحمس هديك الليلة، بده يحتفل. بس بينسى يلبس سترة واقية للرصاص.

متعوّد يلبسها لأنه نجم مشهور، غير إنه كان عنده علاقات معقدة مع كم منتج، واشتباه بعلاقته مع عصابات، وعلاقة أعقد مع السلطة.

توباك ما خِلق بقصر. تربى ببيت فقير، بحيّ مهمَّش، لإمّ ناشطة مع حزب الفهود السود، وهو حزب تأسس بآخر الستينيات ليناضل ضد العنصرية. الراب كان طريقته ليحكي عن كل هاد.

بعد ست ساعات من نزال الملاكمة، كان توباك راكب سيارة بلاس فيغاس، وفجأة… جنبه بتهدّي سيارة كاديلاك بيضا. وفيه ايد بتنمدّ من شباكها، وبلحظة...

٤ رصاصات بتخترق جسم توباك، وبيختفي القاتل بدون أثر.

وبتنتهي حياة توباك القصيرة، لحتى يضل ينذكر كواحد من أهمّ الموسيقيين بالعالم، وتحقق ألبوماته مبيعات خيالية حتى بعد موته، بأكثر من ٧٥ مليون نسخة بالعالم.

الأهم، إنه توباك قدر يلهم رابرز مرّوا بظروف بتشبه حياته، وعندهن شي يقولوه.

بالعالم العربي، كان بمرحلة ما فيه هوس براب العصابات، بتقليد الأسلوب، ومظهر الفنانين... وفيه نوع من الصراع بين الرابرز، بييجي على شكل ما يسمى بالبيف. ما يقودنا إلى…

المشهد الثالث: البيف

المكان: السعودية

الزمان: سنة ٢٠٠٥

كلاش. اختصاراً لكلاشنكوف، بدأ بنشر أغانيه في المنتديات الخليجية على الانترنت سنة ٢٠٠٥، وكانت أغانيه بالغالب بتعتمد على الهجوم ع حدا تاني. وبعد هالهجوم بقوم الشخص التاني بالردّ هو كمان. وبتولّع بيناتهم.

هالأغاني الي بقَصْد الهجوم، اسمها دِسّ، والراب السعودي مملكة ثقافة الدِسّ.

دِس ورا دِس ورا دِس. بتطوّل المعركة بين الرابرز فبيصير اسمها بيف.

كيف يعني؟ نسمع هالبيف بين كلاش وفرقة الراب السعودية "القيادات العليا" الي بدأ سنة ٢٠١٧.

كلاش بيقول:

قام شو قالوا القيادات العليا؟

يا باطل، قام شو رد كلاش وهو بنص حارتهم؟

كلاش نفسه اعتقلته السلطات السعودية سنة ٢٠٠٧ لأنه بيستخدم ألفاظ خادشة للحياء العام، وانسجن ٣ شهور. وبعد ما طلع من السجن، عمل أغنية عن الأمّ وحنانها، ونجحت، وصار يشارك ببرامج تلفزيونية ومناسبات وطنية بالسعودية...

كتبت جريدة عكاظ: "العقوبة تحوّل كلاش من الشتائم إلى الأغاني الهادفة".

بتحس هالموقف الي صار مع كلاش كان مثل محاولة لتأديب الراب وتهذيبه. كأنه مسموح يكون فيه راب، بس ضمن حدود معينة، بألفاظ معينة، ومواضيع معينة.

شارك بعدها كلاش وغيره من الرابرز السعوديين بحفلات رسمية، نظمتها هيئة الترفيه في السعودية. بس فيه رابرز سعوديين عندهم شكوك بخصوص هالدعم الرسمي، لأنه بيشوفوه مفاجئ، ومشروط، ومثل واجهة لتبيّن إنه فيه انفتاح وتغيير بسياسة المملكة اتجاه الثقافة..

بس مين قال إنه الراب هدفه يحصل على دعم من الدولة أصلاً؟

المشهد الرابع: الجنرال

المكان: صفاقس، تونس

الزمان: تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠١٠

رابر عمره ٢١ سنة، اسمه الجنرال، بينشر أغنية اسمها "ريّس البلاد" على موقع يوتيوب. وبتنشهر الأغنية على الانترنت.

فيديو كليب "ريّس البلاد" بيبدا بالرئيس التونسي وقتها، زين العابدين بن علي، وهو بزيارة لمدرسة. قدامه فيه طفل مستحي، وشكله خايف، بيسأله بن علي: ليش خايف مني؟ بدك تقولي اشي؟

الرابر الجنرال كان عنده رسالة لرئيس البلاد، وما كان خايف ولا مستحي.

انمنعت الأغنية من البث على المحطات المحلية، وبدأت السلطات التونسية بمراقبة الجنرال.

وبعد أقل من شهر، بيوقف شاب تونسي ثاني، اسمه محمد بوعزيزي قدام مقرّ الولاية في سيدي بوزيد، وبيحرق حاله.

الجنرال وبو عزيزي كانوا عم يحتجوا على الشي ذاته ومعهن آلاف التوانسة الي نزلوا على الشوارع ليهتفوا ضد البطالة والفساد و٢٣ سنة من الحكم الديكتاتوري.

ب٦ كانون الثاني / يناير ٢٠١١، بيعتقلوه عناصر من الأمن التونسي الجنرال من بيته بصفاقس. وهالاعتقال بيلفت نظر الصحافة العالميَّة، وبدل ما تسكّت السلطات صوته، وتخوّف المحتجين، بيصير العكس تماماً. بتصير عيون الصحافة أقرب على المظاهرات.

عموماً، هالشي ما بيدوم أكثر من أسبوع... وبـ١٤ كانون الثاني / يناير، بيغادر بن علي تونس، وبيسقط النظام.

الراب بينفع يكون وصف للواقع، بس كمان هو تخيّل لعالم جديد، ومشاهد جديدة. هالشي شفناه مع نشوء فرقة "دام" الفلسطينيّة اللي تأسست في مدينة اللد سنة ١٩٩٩. أعضاء الفرقة ببداياتهم كانوا متأثّرين بتوباك، فبدأوا بتسجيل singles من بيتهم أغلبها بالإنجليزي والعبري. لاحقًا لاقت الفرقة جماهرية حول العالم بعد ما اكتسبت موسيقاها الطابع السياسي بكلمات عربيّة.

التمرّد على الواقع انعكس على الراب اللي عبّر عن الثورات الشعبية العربية بآخر عشر سنين. مش بس بتونس، كمان ليبيا، والجزائر، ومصر، وسوريا، والبحرين، والسودان، ولبنان...

بالمغرب العربي، مطرح ما بدي الراب العربي، بنلاقي ثاني أكبر مركز لموسيقى الراب بالعالم، بعد أمريكا.

المشهد الخامس. البداية مرة ثانية.

المكان: المغرب

الزمان: تشرين الثاني / نوفمبر ٢٠١٩

بالمغرب، بينشر ٣ فنانين أغنية "عاش الشعب". بيحكوا فيها عن تجربتهن مع الفقر، وبيحتجوا على السلطة.

عاش الشعب، بتصير شعار، حتى الجماهير بتردده في الملاعب المغربية.

القناوي، واحد من الفنانين الثلاث بأغنية عاش الشعب، بيتم اعتقاله، وبينحكم سنة سجن.

السلطات المغربية بتنفي إنه يكون للأغنية أي علاقة باعتقاله، مع إنه القناوي مش أول رابر مغربي بينسجن مشان أغانيه.

فيه أزمة إنتاج للموسيقى بكل العالم العربي، والرابرز بيعانوا من هالأزمة أكثر من غيرهم. فيه نقص بعدد الحفلات، ونقص بعدد المنتجين، ونقص بالتمويل، الشي الوحيد الي ما فيه نقص، هو الرقابة.

بس هاد ما بيمنع إنه لسا فيه إنتاجات ممتازة، ومتنوعة، ومنصات بتحاول تقدم تغطية إعلامية عن الراب مثل برنامج "ليش هيب هوب" للسعودي Big Hass، ومجلة معازف للموسيقى، وموقع Scene Noise.

مايك تشيك واحد تنين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا بكم أعزائي مستمعي مكس إف إم، معاكم أخوكم حسّان، أو معروف أكثر ببيغ هاس، وتحياتي الكبيرة، أهلا بيكم في هذا البرنامج، برنامج هيب هوب، البرنامج الأول والوحيد في المملكة العربية السعودية اللي بيهتم بثقافة وحضارة الهيب هوب، وكمان بندعم المواهب المحلية

من المواهب اللي بسلّط الضوء عليها بيغ هاس منذكر بو كلثوم، ومقاطعة، والمختار، وشيبوبة، ومسلّم هديب، وكاز الأمم، وترابية والفرعي.

رغم التحديات، فناني الراب نفسهم دايماً عم يخلقوا فرص جديدة.

مثلًا ببيروت تأسّست مجموعة المسوخ المكوّنة من الراس والدرويش ومحراك والصوت، لتكرّس مبدأ "الخندقة"، أو التقاطع ما بين الرابرز بمواقفهم تجاه ما يحدث حولهم. شكّلوا مجتمع صغير بيدعم بعضه البعض ضمن الإنتاج الموسيقي وخارجه، فالمسوخ بتضم أيضًا آخرين بتخصصات مثل التصميم الفني والتصوير والإخراج السينمائي اللي بتنسجم مع تأدية الراب.

"بلاتنم" هي شركة إنتاج مستقلة، جديدة نسبياً، أسسها موسيقيين شباب بفلسطين ليدعموا الفنانين الي مثلهم بالمنطقة، وينتجوا موسيقى، ويرتبوا جولات فنية.

شب جديد، أغانيه من إنتاج بلاتنم، بيقول إنه ما بيكتب عن القضية الفلسطينية، بيكتب عن حاله وعن أشياء صارت معه. بس بدون عياط، بُكا يعني.

خلّينا نسمع شو قال شب جديد لمعازف مؤخّرًا

مثلاً بواحدة من أغانيه بيوصف رحلته على الشغل، بالقطار الخفيف، اللي عمله الاحتلال للمستوطنين، ليتحركوا بسهولة جوا القدس، كان يخاف يحط ايديه بجيابُه. كل عيونهم، هم، عليه، إذا مدّ ايده على جيبته رح يفكّروا إنه معه سكين، أو يشكّوا، فبيتفتَّش، ومعقول ينقتل.

مع كلّ حلقة بننتجها بهالموسم من بودكاست دُم تك، عم نشوف قديش الموسيقى العربية غنية ومتنوعة، وعم تكسّر قوالب وتوقعات بيوضعها السوق، السلطة، الرقابة، والتمويل.... الراب مش استثناء، بالعكس هو مساحة بتثبت إنّه الفنّ عنده فرصة ينجح، بدون ما يرضي كل هالتوقعات الي ذكرناها.

فيه مئات الفنانين الي بيكتبوا وبيغنوا وبينتجوا راب بمنطقتنا، ما بنقدر نختصرهم بحلقة. بس شاركناكم كم قصة، نفهم فيها: شو عم بيحاولوا يقولوا؟

هالحلقة بحثًا وكتابةً للما رباح، تحرير وإنتاج صابرين طه، إخراج صوتي لتيسير قباني، ورويتلكم ياها أنا رنا داود. النشر والتوزيع تولّته مرام النبالي، وجنى قزّاز، وشارك بإنتاج هالموسم فريق صوت.

الحلقة الجاي رح تكون عن الموسيقى الإلكترونية، إذا حابين تسمعوها، وتسمعوا الحلقات السابقة عن الجاز والروك وغيرها من الألوان الموسيقية، اشتركوا بقناة دم تك على أي تطبيق بودكاست أو موسيقى بتفضّلوه.

رصيد الأغاني:

أغنية البودكاست: لما بدا يتثنى، شيرين أبو خضر، دوزان

موسيقتنا هاي، محراك الدرويش، إنتاج الراس

Bonkers Beat Club, Fifteen On Me, from Epidemic

CUT 1980s DJs & MCs, Afrika Bambaataa, New York Hip Hop

Changes ft. Talent, 2Pac

داعس، كلاش

عيال الغربية VS القيادات العليا، تفاصيل البيف مع الدسات

أمي، كلاش

رئيس البلاد، الجنرال

تونس بلادنا، الجنرال

مين إرهابي، فرقة دام