فن العِشْرة

فن العِشْرة

في الحلقة التاسعة من الموسم الرابع من "عيب"، نستمع لامرأة ورجل يرويان عن علاقتيهما الطويلتين، وكيف...

نص الحلقة

 فن العِشْرة

حابين نحكيلكم عن برنامج "جسدي" اللي بتنتجه شبكة Kerning Cultures. رح تسمعوا فيه ضيوف بيشاركوا تجارب وأفكار عن أكتر جوانب حياتهم حميمية، عن جسمهم، وعلاقتهم معاه، ودوره في حياتهم.

كل خلية بجسمي كانت ترجف، حاسة ان انا عايزة أخرج من جسمي

رح تسمعوا قصص مختلفة بتدور حوالين التعايش مع القالب اللي انولدنا فيه بكل ميزاته وقصوره. بتقدروا تسمعوا جسدي على أي تطبيق بتستخدموه لسماع البودكاست، أو تستخدموا الرابط الموجود في وصف الحلقة اللي عم تسمعوها. 

احترت كتير وأنا بدوّر على عنوان هاي الحلقة. وكمان احترت إيمتى رح يجي دورها بهاد الموسم من عيب. لما حطيت أفكار الحلقات بالبداية، كانت هاي الحلقة رح تكون الأولى؛ لإنها ببساطة شديدة بتمثّل السؤال الأول والأهم عندي بخصوص الحب والعلاقات. 

بعدين حسّيت إني مش قادرة أحاول أجاوب على هذا السؤال بكير كتير، أو بالأحرى خُفت أروح لعند هالسؤال قبل ما أفكَر بأسئلة تانية كمان بتعنيني وبتعني أشخاص كتيرة حوالي عم بتعيش مغامرات وتجارب وأوجاع مختلفة، أو يمكن قلقت إنه الوصول لإجابة يؤثر على تفكيري وتناولي للقصص بالحلقات السابقة. 

بس هلأ إجى دورها، وإجى دور سؤالي الأهم، سؤالي الأكثر هشاشة. كيف بنستمر في الحب؟ كيف بنوقع وبنقوم؟ كيف بنضاين؟ وكيف بنجدد الشغف برغم طول المدّة والتغيرات الشخصية والظروف والخلافات وقعدتنا وجهنا بوجه بعض ببيت واحد؟ 

يمكن هاد هو سؤالي الأهم لإني تربيت ببيت خالي من الشراكة والحب. ويمكن لإني كبرت خايفة من الخلافات وبعتبرها متل نهاية العالم بين اتنين بيحبوا بعض. ويمكن لإنه هيك خلفية  خلّتني أدخل بعمر صغير بعلاقة طويلة تخلّيت فيها عن نفسي وعن الأشياء اللي بحبها، وانسحقت بشكل أو بآخر مقابل آراء وتفضيلات ومبادئ ومحاذير الشخص الآخر، ولما طلعت منها كنت مش عارفة مين أنا، ومن وقتها وأنا عم بكبر وبمرق بتجارب تانية بس من خلالها، سواء بانتعاشها أو بخفوتها، بجرب أفهم حالي وكيف أحترم حدودي وحدود الشخص اللي بحبه، وكيف فيني أحافظ على كينونتي واستقلاليتي بدون ما أبني جدار حولي، وبجرب أدخل في النقاشات الصعبة والخناقات الأساسية بدون خوف من الفقد أو الخسارة، بل بهدف البناء أو النجاة والمضي للأمام.

بهاي الحلقة، رح نسمع امرأة ورجل بيحكولنا كيف تعلّموا عن حالهم وعن شركائهم من خلال علاقاتهم الطويلة. كيف استكشفوا استقلاليتهم داخل هاي العلاقات أكثر من مرة بأكثر من مرحلة؟ وكيف استطاعوا لهلأ يجدّدوا ميثاق الحب والشغف؟ وكيف بلحظات وقفوا على عتبة التخلّي وتراجعوا، مش لإنهم خايفين، بس لإنه الشراكات اللي بنوها كانت بتحمل مساحة الخطأ والمسامحة والتعلّم، ولإنهم هم و شركائهم اختاروا يحاولوا ويراجعوا أنفسهم، ويكبروا مع بعض، ويقرروا سوا لوين العلاقة رايحة بدون ما حدا ياخد التاني بضمان أبدي ومختوم.

عن فن العِشْرة: عن فن المخالطة والمصاحبة والمعايشة والمعاملة والرفقة الحسنة

معكم فرح برقاوي، وهاي هي الحلقة التاسعة وقبل الأخيرة من الموسم الرابع من “عيب”.

بدايةً بعرفش كيف غيرنا بيدخلها، بتصوّر إحنا الاتنين دخلناها إيييه مفكرين حالنا فاهمين على شو داخلين، وشو معناه وشو الشي اللي بيقتضيه، ووووو وبسرعة فهمنا إنه لأ، في إشكالية، إحنا مفكرين حالنا فاهمين بس بس ما بين إنه الواحد يكون فاهم الموضوع نظريًا وما بين إنه يتعامل معه لإنه بتضل العلاقة شي كبير، هذا مش شي اللي ممكن مش عاجبني اليوم بدي خلص بتخلص منه، إحنا في عنا اهتمام إنه العلاقة هاي تضلها موجودة وتضلها صحية نوعًا ما

هدا إياد، عم يحكيلي عن تجربة حبّه وزواجه الحالي، وكيف بالأول دخل هالتجربة هو وشريكته بدرجة ما من الطمأنينة أو حتى السذاجة كانوا مفكرين إنهم فاهمين الشاردة والواردة لإنهم أشخاص مستقلين وعارفين يديروا حياتهم الفردية تمام...

ف تعاملنا معها كان إنه آه لا إحنا شخصين مستقلين وفاهمين شو الموضوع وكل واحد عنده اهتماماته وما ما فش أي مشكلة، لأ فيه مشكلة، في في في مقتضيات للموضوع ولازم الواحد يكون منتبه لها ولازم يتعامل معها. هذا أخذنا وقت، وطبعًا ما خلّص يعني.

إياد وشريكته فلسطينيين مغتربين. عمر علاقتهم اليوم 14 سنة، منها 12 سنة زواج. 

التقوا من خلال محيطهم الاجتماعي واهتماماتهم السياسية المشتركة، وبدأت بينهم صداقة قوية جدًا بس ما كان في أي تخيّل لإنها تروح على محل تاني. لحد ما إياد بلّش يحس بمشاعر حب رومانسي تجاه هالصديقة.

حبيتها أول وصارحتها بالموضوع، وما كانش في أي اهتمام من ناحيتها، وكان يعني مرحلة صعبة شوي، علي أنا عالأقل، و ضلينا أصدقاء، كان في شيء يكفي إنه نضلنا أصدقاء مع بعض. وفي هيك مرحلة من المراحل تطور كمان الموضوع من ناحيتها هي وصار في تقبل للشي، و بدت علاقة وصار في الموضوع من طرفين مش من طرف واحد بس 

من بعد ما بدأت العلاقة بشوي، اضطرت شريكة إياد تنقل على بلد تاني بسبب شغلها الأكاديمي، وقعدوا بعلاقة عن بعد لمدة سنة ونصف تقريبًا...

ما كناش عارفين شو رح يصير، شو هدا معناه إنه نصير بعيدين عن بعض هالقد، بس ضلينا نحاول وكان في صعوبات وهيك بس مشي الحال. كنا ههه كان أيامها google earth حتى مش google maps حتى، وكنا نحكي تليفون ونتطلع على جوجل إيرث ونتمشى عمليًا فيرتشوال مع بعض تنحاول نقرب من بعض شوي، الشغلات اللي أصلا ملحقناش نعملها قبل ما تصير العلاقة عن بعد

بس بعد فترة من العلاقة البعيدة، اتضح للطرفين إنه الموضوع ما بيقدر يطوّل أكثر من هيك، ولازم يكونوا بنفس المكان

والنتيجة كانت إنه أنا رحت وين هي موجودة وحاولنا، وعشنا فترة معينة هناك وبعدين انتقلنا مع بعض أكتر من مكان، من أمريكا للوطن العربي لأوروبا، و كل منطقة كان معها في مرحلة بالعلاقة

باجي وينك، والله باجي وينك، بس قوليلي شو مالك بس قوليلي شو مالك

مرقت العلاقة بمراحل مختلفة مش بس عشان المسافة وتغيير المكان الجغرافي، بس كمان عشان الحياة هيك، مليانة تغييرات اختيارية ومش اختيارية، ومعاها بتتغير علاقاتنا وطريقة تكيّفنا مع حالنا ومع بعض.

برغم هاي التغيرات كان في شي أساسي عند إياد ومرته ما بدّهم يتخلّوا عنه لإنه كان جزء من كينونتهم قبل العلاقة، وكمان كان سبب في انجذابهم لبعض أصلًا، وهو استقلالية كل حدا فيهم

بتصور جزء من استقلالية الطرفين في العلاقة إنه عندهم إمكانية إنه يتطوروا مختلفين عن بعض. لأنه إذا أنا مستقل، وهي مستقلة معناها الأشياء اللي بعيشها أنا مش بالضرورة مرتبطة فيها، وبالتالي أنا بتعلم شغلات مختلفة، بتتغير شخصيتي بشكل معين، و بيصير الموضوع إنه كيف أحافظ على هاي العلاقة اللي ما بين شخصين عم بيتطوروا بشكل مختلف عن بعضهم لأنهم مستقلين ولأنهم بدهم يحافظوا على استقلاليتهم. 

لما بنكون بعلاقات، شوي شوي بيكون في أشياء مفهومة ضمنيًا ما بين الأطراف لإنهم عاشوها بالفعل سوا،

بس من تجربة إياد، ممكن فكرة الاستقلالية بتناقض مبدأ العلاقة أحيانًا، وتحديدًا ببدايتها؛ قبل ما يكون في خبرة مشتركة وثقة كبيرة، لإنه ممكن أفكار وممارسات الأشخاص تكون مختلفة بكتير أشياء

فكرة الشخص عن مستقبله المهني مثلاً، أو فكرته عن أهمية أصدقاؤه، لأنه لما يكون في علاقة فيها اتنين مستقلين كل واحد في عنده حلقة أصدقاء مختلفة مثلاً، تعامله معهم، نظرته إلهم، نظرتهم إله بتختلف. الشركاء اللي بيمشوا بنفس حلقات الأصدقاء بيكون نفس النظرة تقريبًا عن أصدقائهم أو بيقدروا يتناقشوا فيها لأنهم شايفين التانيين، ف فيه حديث، في تواصل عن الموضوع اللي بيعمل تجربة مشتركة في الآخر. 

وهيك، لازم الأشياء اللي بتحصل بالعالم الشخصي لكل طرف بالعلاقة تنحط عالطاولة وتتناقش وينعمل منها شي مشترك

لما يكون في استقلالية وفي تجارب مختلفة، هاي التجارب بشكل معين لازم ترجع ينعمل منها تجربة مشتركة. وهدا أصلاً بيناقض مبدأ العلاقة لأنه جزء كبير من حاجتنا لعلاقة هو حاجتنا إنه الشي يكون مضمون، يكون ضمن مفهوم، صح؟ 

فصل جوّالي، وأنا ناسي حالي، بترنّي وبتحاولي، وأنا رايح عن بالي

بالنسبة لإياد العلاقة مش بس مسلمات المفروض إننا نكون فاهمينها ضمنياً ولكنها كمان عبارة عن تجارب مشتركة بتتحول مع الوقت لمفاهيم ضمنية. هاد البناء والتجريب لتتحوّل التجربة من تجربة فردية لتجربة مشتركة بياخد مجهود ووقت طويل، خاصة إذا بدنا نحافظ على الاستقلالية

هذا أخذنا وقت، وطبعًا ما خلّص، بس اليوم حاسين حالنا بمرحلة متقدمة اللي في كتير شغلات اللي كانت تتمشكل فيها، قرارات كذا، بطلت كبيرة بالنسبة إلنا، صار في هذا الشي اللي ما كان ضمني صار نوعًا ما ضمني، متفاهمين عليه لأنه اتناقشنا أكتر من مرة، تعاملنا معه أكتر من مرة، في شغلات اللي ممكن نقيس عليها ما بينا وكذا، فالآن وصلنا لوضع علاقة اللي كنا متوقعينها رح تكون قبل مثلا خلينا نقول 10 سنين

وبتتحوّل الثقة، من ثقة نابعة من الحدس والتوقع إذا بقدر أسمّيها هيك، لثقة نابعة من التجربة

لأنه في جزء من اللللل الثقة مش بس بالشخص، ثقة بتجربتي مع الشخص، ثقة بتفاهمي مع الشخص، مش بس إنه هذا الشخص بحبه، وعشان هيك بعطيه فائض ثقة من قبل، بس الآن بعد 10 سنين من العلاقة، بطّل هذا الشي فائض ثقة ملوش مبرر، هذا صار ثقة بتتمركز على تجربة مشتركة، شعور بهذا الشخص وتوقع لشو ممكن يكون ردة فعله على سين صاد عين، أي شي بيصير. 

باجي وينك، والله باجي وينك، بس قوليلي شو مالك بس قوليلي شو مالك

متل ما بلّشت علاقة إياد بالمسافة وبعدين الحياة المشتركة ومفاوضاتها، هيك كمان وللصدفة بلّشت حكاية سلمى.

نحنا تعرفنا عبعض بوقت كان مناسب لإلي ولإله، كان الtiming فظيع، وكنا تنيناتنا عايشين كل واحد ببلد وتعرفنا عبعض بمؤتمر، وكان أول شي حب صاعق، فكانت علاقة كتير قوية وغرام وباشون

ضلّت العلاقة مُشتعلة وعن بُعد لمدة سنتين تقريبًا لحد ما كمان قرّروا إنه صار وقت يعيشوا ويستقروا سوا

هون بتبلش مرحلة تانية، بده الواحد يفكر إنه يمكن شي يتغير طالما عايشين مع بعض، بدها العلاقة ترجع، إنه الشعور بالغرام بيخف شوي لأنه بيكون فايت بالقضايا اليومية وكل شي.

بس الغرام بين سلمى وشريكها ما خف

ما حصل هالشي لأنه كل واحد كان بيفكر إنه منو تحصيل حاصل، إنه بنحب بعض ومغرومين ببعض منو شي تحصيل حاصل بده يبقى كل الوقت.

الغرام، حتى لو كان أحلى غرام، بده شغل منيح عشان يعيش

شغل يومي للواحد يرجع كل يوم ينغرم بالتاني، يا بالضهرات، بالسفرات، أو بكمان الشغلات اليومية، متل نشرب كاس سوا، أو بنخبر بعض، بنعمل كل شي لنقضي وقت سوا بالنهار حتى لو 10 دقايق بالنهار بس بنقضيه لنخبر بعض شو عملنا وكيف اشتقنا لبعض وكل شي، فهذا وطد العلاقة

بالنسبة لسلمى، جزء كبير وأساسي من توطيد العلاقة هو فهم المساحات الشخصية وفهم الشركاء لحالهم ولبعض داخلها وإعادة برمجة بعض الشغلات لتناسب الشراكة اللي عم يخلقوها 

بده الواحد كل يوم بيفكر ويرجع يرغلج نمط حياته وبيرغلج مساحته الشخصية، حريته مع الآخر. فلازم أول شي أنا برأيي يكون استعداد للتنين ليعيشوا هالعلاقة ويكونوا حاضرين أو موافقين ليصير كل يوم تفكير يومي، تغيير

لإنه ببساطة لو الشريكين مش على نفس الصفحة من حيث قديش بدهم يستثمروا بالعلاقة ويتعلّموا منها، رح تزيد الخلافات والإحباطات ما بينهم بدل ما يقدروا يستوعبوا اختلافاتهم واستقلاليتهم.

هدا الاستعداد نوع من الذكاء بالنسبة إلي، ذكا بالعلاقة وبالحب لإنه بيعطي مجال إنه الواحد يرجع يحس حاله حر بالعلاقة، وحر إنه يجيب شغلات تزعجه وبيحكي عنها لنرجع نتخطاها. فهدا أنا برأيي أول شي لازم يكون متفق عليه بالأول لتدوم العلاقة وإلا خلص بيصير كل واحد لحاله وبنصير اتنين محبوسين بعلاقة بس لإنه تزوجنا

بس هاد الاستعداد وهدا الذكا ما بيجي بين يوم وليلة، ولا بالضرورة بنفس السهولة عند الشريكين، لأسباب كثير متعلقة إما بتاريخنا الشخصي، تربيتنا وخبرتنا من علاقات سابقة، أو بالأفكار اللي زارعها فينا المجتمع والثقافة السائدة عن أدوارنا المفترضة بالعلاقات الرومانسية.

سلمى ما وصلت لهيك رأي بخصوص الحكي والصراحة ببساطة، بالعكس، رغم الغرام الكبير مع شريكها، كانت لازم تكسر بعض الحواجز لتحكي براحتها بالأمور المزعجة

أكيد فيه خوف، وأنا نسوية يعني، فمدركة إنه عايشين نحنا بمجتمع أبوي وبطريركي وكلنا تربينا بمجال ما إنه الرجل بيعمل اللي بده إياه والمرأة تسكت، ما بتسترجي تحكي أو بتقول، وإلا خلص، إذا استرجت بيصير طلاقها وبتفل 

في فترات بالعلاقة، وتحديدًا بمراحلها الأولى، كانت سلمى لما بتنزعج أو بتحتاج تتفاوض على أمور بالعلاقة، بتسمح للخوف من المواجهة يسيطر عليها، بس أدركت مع الوقت إنها عم تتخلّى عن حالها، وعن إحساسها بالاستقلالية 

بس لما قررت إنه بدي إحكي وبدي كون صريحة وبدي نوعًا ما دافع عن مساحتي الشخصية، عن رغباتي، قررت لأنه لمّا كنت أسكت بلّشت حس إنه عم كذّب عحالي، عم ببتعد عن شخصيتي وطموحي بالحياة ورغبتي كيف بدي عيش حياتي. 

خلص قررت إنه ما في كذب، بدي كون صريحة، بدي فاوض إنه على مساحة مشتركة كل واحد فينا بيحس حاله منيح، عنده رغبة يكون فيها ورغبة يعيش فيها وينبسط فيها

كانت سلمى بتجرب بعض الشغلات جوا العلاقة وتشوف حدود استجابة وتفهّم شريكها

بلشت أفرض كم شغلة، شغلات مشيت وشغلات ما مشيت، بس كان عندي صبر لأنه عندي ثقة إنه الشخص اللي عايشة معه استثنائي وذكي وفيه يتقبّل، حتى لو صعبة بالنسبة إله بس بيستوعب ويرجع يمشي معي. بس بتاخد وقت، ومنا سهلة.

ومع التجارب والتفاوض على مساحتها الشخصية، كانت سلمى كمان واعية لمساحة الشخص الآخر وعالمه الخاص

طبعًا بده الواحد يتقبل انه يحترم الحياة الشخصية للآخر، مش ضروري يعرف كل شي عنه، يعرف شو عم بيعمل، مين عم بيشوف، شو عم بيحس، شو عم بيفكر، شو بده يعمل. المهم إنه فيه مساحة مشتركة اللي هو الحب الحقيقي الدائم والمؤكد عنه والباقي كله حياة.

والحب والحياة المستقلة مش المفروض يتعارضوا أو شغلة منهم تقضي على التانية

في فرق بين الالتزام والحب والحياة المشتركة والزواج والحياة، يعني لما الواحد يكون مغروم ومعاه حدا بيحس حاله حي، متزوج وعم بيحب ومغروم. بس مش هادا كل شي، ما بكفي، بده الواحد كمان بيشعر انه حي وعم بيحب وعم بينبسط بكل شي حواليه من عدا الزواج، يعني الزواج والكبل منو مورد الحياة كلها والشعور بالحياة. 

متل ما سلمى فكّرت بموقعها داخل العلاقة كامرأة، وكيف هالشي برغم نسويّتها كان بيسبّبلها خوف موروث جيل عن جيل، 

كان إياد مضطر يفكّك كتير من الأفكار المتعلّقة بالأدوار الاجتماعية للرجل والمرأة ونوع السلطة اللي بيمنحها المجتمع للرجل، وكمان الثقل اللي بيرميه على عاتقه كونه مُتوقع منه يحتفي بهاي السلطة ويمارسها

بالنسبة للرجل في كمان صراع بيخوضه قبل ما يقدر يدخل في علاقة مع امرأة مستقلة، هو تعريف دوره ومرجعية قراراته ومرجعية خياراته في الحياة.

أو بمعنى آخر الرجل لازم يراجع امتيازاته وكمان المسؤوليات اللي بيحمله إياها المجتمع وهو بيحملها بدون تفكير قديش بتقيّده هو كمان 

لازم أنا أطلع أصلا من دوري ك إنه أنا رجل ومعناها إنه في عندي مسؤولية تجاه العيلة وتجاه المجتمع وتجاه دوري في الحياة وهيكا. هذا أنا كان لازم أطلع منه قبل، وصعب الطلوع منه

صعب الطلوع منه لإنه الواحد ما بيعرف شو رح يكون بعدين، لإنه حتى لو واعي إنه عم يعمل الصح، ممكن يكون في رواسب خجل أو إحساس بنقص، أو إنه رح يخسر فوائد من إنه يكون المسيطر

بس شو هدا الشي بيعمل معي أنا؟ لما أنا يكون عندي احترام للشخص الآخر ويكون عندي مشاركة في اتخاذ القرارات ويكون عندي إنه أنا لازم أتفهم قرارات الشخص الآخر، شو أنا بيكون دوري في هاي العلاقة؟ وشو بيكون دوري في المجتمع اللي صارله قبلها 20- 30 سنة عم بيعلمني شي معين

الموضوع مع إياد أخد كمان بُعد متعلّق بتفكيك فكرة الملكية وشو هي حدود الثقة الممكنة مع الاستقلالية

إنه موضوع إنه امسك مرتك وممنوع تطلع وبعرفش شو، هاي كانت بالنسبة لي واضحة، بس في برضه مع كل الوضوح اللي كان عندي كان في أسئلة عن الحدود، وين أنا بعتبر إنه مش عشان هي مرتي أو عشان هي امرأة، بس إنه الطرف الآخر في العلاقة ولوين بدنا نسمح لبعض في العلاقة تمشي، يعني إنه شو الأشياء اللي بنقدر نخاطر فيها وشو الأشياء اللي بنقدرش نخاطر فيها وكزا...

وأوقات كمان مهما كنّا مؤمنين بالاستقلالية وضرورة الثقة، بس في أشياء بتضلها مش مريحة وما عنا سبب واضح يبرّرها

صعب، أتصور على الرجل وعلى المرأة، انه اتطلعي هاي الأشياء وتحطيها على الطاولة وتقولي إنه من هون لهون العلاقة، ومن هون لهون منح الثقة بالأساس يعني عمليًا، لأنه في أشياء ما بدي تكون موجودة بس أنا ما عندي فعلاً حجة كافية لإلها.

وبيصير أوقات الشخص يحاول يلتف على المنطق نفسه اللي عم بيحاول يأسس عليه العلاقة

يعني أنا تذكرت هاي الأشياء لما خلفنا وإجانا ولد وصار يبدأ يناقش معنا بشغلات معينة. وهذا كل الأهل بيعرفوه يعني، الولد بيبدأ يناقش منطق الأهل، ومنطق الأهل مش دايمًا سليم، مش دايمًا مُقنع فعلاً. وكل أب وكل أم بيجي مرحلة بيستغل سلطته بدل الحجة تا ينهي نقاش معين أو تا يحط حد معين أو تا كذا. هاي اللعبة مش بس مع الأطفال، هاي اللعبة في العلاقات موجودة كمان، واللي بستعملها مش السلطة كسلطة شخص، لا سلطة مرجعية اجتماعية، سلطة مرجعية عاطفية.

على سيرة الإنجاب والأولاد والأسئلة اللي بيجيبوها معهم. فالأزمات أو الأسئلة الكبرى بالعلاقتين اللي عم بنسمع عنهم بهاي الحلقة إجو بعنف من تجربة الإنجاب.

برغم وجود مساحة داخل هاي العلاقات لأفكار عن الحرية الشخصية والتجارب الفردية، وبرغم تجاوز الشركاء فيها لأفكار مثل الكذب أو حب التملك أو الغيرة عالفاضي والمليان، وبرغم الثقة الكبيرة اللي وصلولها ببعض وبالحب. 

إلا إنه تجربة الإنجاب كانت ضربة غير متوقعة في أساس الثقة، وفتحت معها أسئلة جديدة عن توازن المسؤوليات، ومعنى الاستقلالية، وجدوى الاستمرارية

مع الأمومة، بتكون أساسًا أزمة للمرا لأنه كل شي تغيّر بحياتها، بجسمها، بعلاقتها الجنسية الشخصية، كل شي بيتغير، والآخر بتكفي حياته عادي، فما في شي بيتغير إلا إنه هيك شوية مساعدات. 

أنا حسيت حالي وقتها كتير كتير وحيدة، حاسة إنه بدي أنا أنتبه ع هالشخص الصغير، ووقفت حياتي خلص، كلهم كفوا حياتهم عادي وشغلهم وضهراتهم وصحابهم، وأنا قاعدة بالبيت وعم بنتبه على حدا صغير، إذا ما انتبهت يعني مسؤوليتي.

غير وحدة تجربة الإنجاب، وعنفها على جسم المرأة وإحساسها بفقدان السيطرة يمكن على حياتها ومشاعرها واختياراتها، كمان التفاوت بين المسؤوليات في المرحلة الأولى من حياة الطفل، سواء لأسباب بيولوجية مثل الرضاعة أو أسباب عملية واجتماعية، بتحسس الإم الجديدة بالظلم الشديد

حسيت إنه إيه، في ظلم، في ظلم لأنه البي منو هالقد فايت بالتربية وبالعناية للولد، وهدا منو لأنه البي أبوي أو ما منيح، بس هيك، هيك تربوا العالم، وبعدين الواحد يشتغل برا أكتر لأنه واحد موقف الشغل وكلشي. ف حسيت بتعب وحسيت.... قلت إنه لشو الواحد يعيش مع حدا و ما في حضور، ما في اهتمام متل ما عم بهتم

راني رايحة وما نولّي، وما تزيد تشوف خيالي، غدوة نهجر لبلاد بعيدة

وكمان أغلب الأصحاب بيبتعدوا لأنه الواحدة بتكون طول الوقت مع البيبي، وهون الدنيا ممكن تسكّر بعيونها، لا شغل، ولا حياة اجتماعية، وكمان بينفقد التوازن بالشراكة اللي اعتقدت إنه نسجتها على كيفها

قبل بيكون ما بيبين شي، في مساواة بالبيت، وفي سفرات وشغل مشترك وكل شي ماشي، ف بس يوصل الولد أنا حسيت إنه كل شي صار عليي، وفوق هالشي الأصعب هو إنه في هالتقل، المسؤولية الكبيرة المتعبة إنه بده الواحد يفكر بالولد، بيفكر بحياته، بده كمان بيفكر بالآخر

التفكير بالآخر مش بس بمعنى إنه دعم الآخر بشغله وتحدياته الشخصية، لأ كمان التفكير بالآخر للأسف بيجي أوقات على حساب الراحة والجسم والطاقة، عشان ما يحس في شي نقص عليه من العلاقة قبل البيبي

فمثلا جنسيًا بالليل الواحد بيكون بحالة إرهاق كبيرة وتعبان بده بس ينام وينهار، والآخر منّه هيك لإنه كان يومه عادي وكان بيتوقع إنه الحياة الجنسية بتكفي متل قبل. اللي هوّ مش مزبوط، إنه الجسم بيتغير والتعب بيأثر ع هالشي.

الاستجابة الحميمية للشريك حتى وهي تعبانة، هو ضغط مجتمعي بتعيشه كتير نساء، وخوف مزروع ومتغلغل إنهم لو تواجدوا بشكل أقل بالعلاقة رح يحبطوا شريكهم، وبحالات ممكن يوصل لدرجة يتخلّى فيها عن العلاقة أو يدخل بعلاقة تانية

ومع إنه هالمخاوف ما كانت حاضرة بعلاقة سلمى بشريكها، وكان في ثقة بالصراحة والصدق بيناتهم، بس امبلى، كان في ضغط عليها بفترة إنها توازن بين توقعاته وبين طاقتها ورغباتها

فهيدا صعب لأنه بيصير الواحد بمحل إنه إذا ابتعد أو إذا رفض بيحس بالذنب وبيخاف إنه التاني بيزعل، وإذا قبل مرات بيمشي الحال بتقول إنه أوك، منيح إنه عملت هالمجهود، هالجهد، مشي الحل، كان منيح. بس مرات لأ.

وبالرغم من الثقة بإمكانية تفهّم الشريك، لكن كتير صعب الواحدة تتجرأ وتحكي فيها مع الخوف والإحساس بالذنب

كل هالشغلات إنه ما بتنحكى، إنه صعب كتير تنحكى فيها. بتتراكم وبيصير بالآخر الواحد إنه بيفضّل إنه يمكن بيعيش لحاله أحسن من هالمسؤولية، بيحس حاله مسؤول عن ولد ومسؤول عن زوج ناطر إنه الحياة ترجع متل ما كانت بالأول، واللي هو أبدًا ما رح يصير.

ما عشت كيما، حبيت حياتي، ولي نجي نديرها تولي بعيدة

قعدت سلمى فترة مش عارفة كيف تطلع من هاي الأزمة، بين إنها تحكي أو تنفجر بالأحرى وبين إنها تمشي بدون وجع زيادة. 

إياد وشريكته كمان مرقوا بأزمة مع الإنجاب...

فيه تغيرات بتصير في العلاقة، الحمل والولادة جزء منها بالنسبة للمرأة. انه بيغير كتير بشخصيتها، وطبيعي هذا الشي لأنه بيصير عندها انه انا جسمي بيتغير، مستقبلي بيتغير، حياتي بتتغير، ارتباطاتي بتتغير، استقلاليتي بتتغير. وبالنسبة للرجل إنه آه في شي بيتغير بس يعني روقي شوي، روقي شوي أسوأ شي ممكن الواحد يعمله، يعني يقوله طبعًا أو يعمله. 

مع حساسية هيك موقف، وعدم خبرة الشريكين كيف يتعاملوا معه،  بيكتر سوء التفاهم وممكن يصير خلافات

فأنا ما كنت فاهم، وفي بعدها ما كانت كمان عارفة شو عم بيصير، وهذا بيخلق، بيصير كل شي بيعمل مشكلة، كل شي ممكن يعمل مشكلة، وبيصير إنه الأشياء اللي كنا متفقين عليها بطل إلها قيمة، وبنتساءل عن شغلات اللي كنا فاهمينها إحنا التنين، وكذا...

أو بتصير إنه بلكي إحنا مش مزبوطين بالعلاقة مع بعض، بلكي لازم نعمل بريك 

سوءات الفهم هاي كمان كانت جاي من افتقاد الإحساس بالاستقلالية أو عدم تقدير استقلالية الآخر، الأمر اللي اشتغلوا عليه إياد وشريكته طول العلاقة، وإجى الطفل بلحظة وكإنه خطفها منهم

حكالي إياد عن موقف صار معهم مرة بإحدى جلسات الإرشاد التربوي للأباء الجدد

كان مع مربية أطفال، اللي بتحكي مع الأهل الجداد كيف التعامل مع الولد وكذا، ف خلتنا نمسك شال كل واحد من ناحية وإحنا بنتطلع على بعضنا، وبعدين إجت مسكت الشال وسحبته من النص ف اللي صار إنه إحنا التنين قربنا على بعض أكتر بس إحنا التنين صرنا نتطلع على المربية بدل ما نتطلع على بعض. فقالتلنا انه هذا بالزبط اللي رح يصير معكم لما يصير عندكم ولد! انه رح تقربوا على بعض ورح تصيروا عيلة وهيكة بس انتو الاتنين عم تطلعوا على الولد، عليّ، مش عم تطلعوا على بعض.

متل ما قالت المربية، موضوع الاهتمام بالآخر وبالشغل عالعلاقة والتفاهم شبه بينحط عالرف مع قدوم الطفل ولمدة مش قصيرة. حتى لو الطرفين عم يتعاونوا فهم يا دوب يلحقوا بين الشغل والعناية بالطفل والمناوبات على مواعيد الأكل والنوم والحضانة.

قلّت الأوقات الحميمية المشتركة بين إياد ومرته، ومعها قلّت مساحة الفهم الضمني لبعض، المساحة اللي بتمشي منها الحياة بشكل سلس لإنه الاتنين فاهمين نفس الشغلات. وانتبهوا عهاي الشغلة فعليًا لما ابنهم كبر شوي

بعد ابننا ما كبر شوي، وصار إنه أوك حالة الطوارئ اللي مرينا فيها سنتين تلاتة الآن خلصت، هلق لوين عمليًا؟ شو الأشياء اللي بدنا نعملها هسة؟

على قد ما فرحوا إياد وشريكته إنه ممكن يسترجعوا مساحة استقلال ما، لقوا حالهم بمطرح غريب

وكأنه بدينا مفاوضات استقلالية جديدة، من أول وجديد، وهذا الشي صعب، لأنه لما يكون فيه تاريخ معين وانت تبدي وكأنه على ورقة بيضة، الطرفين ما بيكونوا مبسوطين. ف أخدنا وقت تنذكر حالنا إنه لأ، إحنا كنا ماشيين وكان في استقلالية، خلينا نحاول نرجع. مش سهل الموضوع! اليوم بقدر أحكي عنه هيك، لأ كان دراما يعني، بس مشيت، مشيت بالآخر. 

مشيت الأمور بالآخر بين إياد ومرته، ما كان الموضوع سهل بس حبّهم وتجربتهم وصبرهم قدروا يحملوا الأوقات الصعبة ويتجاوزوها، ويعيدوا تعريف العلاقة

ونفس الشي صار مع سلمى، تجاوزت الأزمة مع شريكها بعد أول طفل، بس بعد ما هي فعليًا كانت جاهزة تمشي. انفجرت بلحظة وهو كمان انتبه عشو عم بيصير وسط انشغالاته وحياته، وأعاد توجيه بوصلته للعلاقة، والموضوع أخدهم شهور حكي وشغل

كأنه فهم شغلات ما كانت خاطرة بباله أبدًا، ومن وقتها صار بينتبه، وصار في متل إعادة نظر كل نمط حياة، وهو بيقلي انه عم يتعلم، انه شغلات ما الواحد بيعرفها هيك طبيعيًا، بده يتعلم، إذا ما بينحكى عنها ما في يتعلمها، كل شي بيبين طبيعي طالما الواحد بيبقى ساكت.

متل ما بتقول سلمى، ومتل ما قالت بالأول كمان، كل شي لازم ينحكى عنه إذا بدها أي علاقة تكمّل بحب، مش تكمّل بخوف. بس بياخدنا وقت لنستوعب إنه الخوف مش شي بنّاء، حتى لو كان خوف على الشخص التاني مش خوف منه.

الحوار الدائم أنا برأيي أساسي، وأنا كذا مرة لما كنت بسكت ندمت ع هالشي لأنه بعدين لما رجعت حكيت زوجي بيقولي أنا ما معي خبر، كان فينا نحكي بالموضوع، ليش سكتي؟ برجع بقول إيه مزبوط، ليش سكتت؟ يعني في كمان الواحد يمنع حاله من ورا خوف، من ورا خوف انه يجرح التاني أو بيكون عنيف، كمان الواحد بيخاف من عنفه وما بيعرف شو بده يطلع، بس إيه بعدين قلت ليه سكتت؟ لأنه كانت سهلة، بده بس الواحد يحكي عن موضوع.. ليكني أنا كيف، خلينا نحكي شوي، هاي موقفي وأنا هيك عايشة وهيك عم بحس، ما مشي الحال خلينا نحكي ونشوف شو بدنا نعمل.

منتزاعل ومنرضى وبتضلي تعتبي 

لا أنا كنت إتعب ولا إنت بتتعبي

إياد بيشوف إنه كتير مرات الخوف فعلًا بيعيق التواصل، وبيحتاج الأمر إعادة اكتشاف لطريقة الحوار من أول وجديد، لإنه الأمور المزعجة رح تطلع عالسطح بشكل أو بآخر ولازم ينحكى فيها

بيطلعوا، ولما يطلعوا بيقدر الواحد يتعامل معهم ومش لازم نخلص في قعدة وحدة، وجربنا كتير آليات نقاش، وكيف نتناقش، وكل واحد يحكي بعدين التاني يستنى، ولأ بنحكي ربع ساعة كاملة مونولوج وبعدين التاني يعلق، او كتير جربنا هيك شغلات لأنه كان بالنسبالنا جديد انه احنا عم نحكي عم نحكي بس مش عم نتفاهم 

بس كمان أوقات صعوبة الحكي بتيجي من إعادة اكتشاف وتفكيك أشياء مش خالص تفكيكها جواتنا وهالشي بيحتاج وقت لينضج ويصير جاهز للنقاش

بتصور في مراحل بيكون الشغلات اللي على المحك بالنسبة لطرف من الطرفين أو بالنسبة للطرفين التنين كبيرة كتير، وكل ما كانت الشغلات اللي على المحك، كينونتي، مستقبلي، دوري تعريفه وكذا، كل ما كانت أكبر كل ما كان النقاش أصعب شوي وفيه ضمنيات أكتر ولازم الواحد يفكفكها أول

رفقة العمر، عشرة الإيام قضيناها كلام بكلام

كل مرة إذا انطرح موضوع حتى لو منو سهل، حتى لو بيوجع، وحتى لو بيجيب خناق، أنا برأيي ضروري إنه ينطرح، لأنه كل مرة بنتخطى شي، كل مرة في خطوة للأمام، كل مرة... ليرجع الواحد يتعود على مبدأ الحوار والحكي 

مرق الليل، هرب الزمان والزعل أحلى من النسيان ويا دني اتركينا بشي ساحة اتركينا انت كنت زغيرة وكنت تلعبي امرقي واحسبينا صبية وصبي

الحديث عن تحدّي الخوف، عن المصارحة، وعن التفاوض على المساحة المشتركة مش سهل للجميع بمجتمعات متل مجتمعاتنا، تحديدًا لما يلاقي الشخص نفسه في علاقة مفروضة عليه، إما بسبب زواج مبكّر أو زواج مدبّر ما في مساحة تفاهم ولا حب، أو في حالة كتير نساء بسبب الخوف لأسباب اقتصادية أو اجتماعية أو بسبب تعرضهم للعنف أو عشان حضانة الأولاد.

بس سلمى وشريكها، وإياد وشريكته، كان عندهم الفرصة والحظ إنهم يحبّوا بعض، ويختاروا إنهم يعيشوا سوا ويبنوا حياة مع بعض بشكل مستقل نوعًا ما عن كيف المجتمع بيشوف العلاقات الزوجية أو العلاقات الطويلة بين النساء والرجال، وكيف بيطالب الأزواج بالانصياع لتقاليد ومخاوف وفرضيّات مش بالضرورة هم مقتنعين فيها. 

من هون قصدت أسمّي الحلقة فن العِشْرة، لإنه بتنطلق من اختيار إنه نخلق مساحة إبداعية وتجريبية في علاقات إحنا اخترناها وصنعناها بحب وصبر، عشان نضل نحب التاني ونحب حالنا.

هاي كانت الحلقة التاسعة وقبل الأخيرة من الموسم الرابع من "عيب" من إنتاج صوت.

غيّرنا أسماء الشخصيّتين حفاظًا على خصوصيتهم.

إذا بتحبوا تعرفوا أكثر عن الأغاني والموسيقى اللي طلعت معنا، بتلاقوا معلوماتها بالوصف المرافق

هاي الحلقة كانت من إعدادي وتقديمي أنا فرح برقاوي، مونتاج تيسير قبّاني، وتحرير تالا العيسى.

شارك في إنتاج الموسم الرابع من بودكاست "عيب" كل من آية علي، ومرام النبالي، وجنى قزّاز.