خطيفة؟ الهروب لأجل الحب

خطيفة؟ الهروب لأجل الحب

في الحلقة الثالثة من الموسم الرابع من "عيب"، كيف ممكن نشوف مفهوم "الخطيفة" أو الهروب لأجل الحب في...

نص الحلقة

 الهروب لأجل الحب - خطيفة بس مش بالزبط خطيفة

أول ما عيونه شافتها، وقع الإله الإغريقي زيوس بحب الأميرة الفينيقية أوروبا، وقرّر يوقّعها بفخّه ويخطفها. بيوم من الأيام، تحوّل وتخفّى على شكل ثور أبيض، وتخبّى بين القطيع اللي كان أبوها بيملكه. بهداك اليوم كانت أوروبا عم بتقطّف زهور، ولما لمحت هادا الثور الأبيض، مسّدت على جلده، وبعدين جرّبت تطلع/تركب ع ضهره. وبهاللحظة انتهز زيوس الفرصة وركض عالبحر وما وقّف سباحة لحد ما وصل على جزيرة كريت، وهناك خبّرها عن حقيقته، وتزوّجها، وصارت أوروبا أول ملكة لجزيرة كريت.

في ناس بترجّح إنه فكرة الهروب لأجل الحب، اللي بتتسمى ببعض البلدان "الخطيفة"، راجعة لهاي الأسطورة الإغريقية. 

قصّة عنف مغطّية بالحب، بيبدأ فيها العنف بلحظة خطف رجل لامرأة، وإخضاعها هي وعائلتها أو قبيلتها أو مملكتها لرغباته ومصالحه.

بس بعيدًا عن هاي الأسطورة، والقصص المشابهة من تاريخ وواقع النزاعات والحروب، كل ما بسمع جملة “تزوّجوا خطيفة”، بيخطر ببالي مشهد درامي جدًا: شابّة عم تلم تياب وأغراض بسيطة بصرّة قماش أو شنطة صغيرة، وشاب عم ينتظرها في مكان قريب عشان يهربوا سوا، على مدينة بعيدة أو حتى بلد تاني ويتزوجوا هناك ويبدأوا من الصفر.

هالمشهد عالق بمخيلتي ومخيّلة كتير غيري/منكم، غالبًا من حكايات سمعناها عن التراث الشعبي أو شفناها بالأفلام والمسلسلات. قصص فيها محاولة للانتصار للحب، وتفادي للأذى، وتمرّد على رفض العائلة والمجتمع لأسباب مادية أو طائفية أو ذكورية.

"أخدوا بعض خطيفة"، جملة بتحمل مزيج من الرومانسية والمغامرة والتحدّي. 

بس هالمزيج، برغم نكهة الحب والرومانسية، مطعّم بوجوه مختلفة للعنف. ومش بس العنف اللي بيوقع على الحبيبين من العائلة أو المجتمع.

"أخدوا بعض خطيفة"، يعني اتنين قاوموا العنف اللي من ناس تانية، بإنهم يختاروا يمارسوا نوع عنف على أنفسهم. عنف البعد، وعنف خسارة الآخرين من عائلة وأصحاب، وعنف التنازل عن كتير أشياء بالطريق، وأحيانًا ارتكاب الأخطاء والحماقات، لأجل الحب.

معكم فرح برقاوي، وهاي هي الحلقة الثالثة من الموسم الرابع من بودكاست “عيب” من إنتاج صوت.

القصّتين اللي رح نسمعهن اليوم يمكن ما كان فيهن تهديدات على حياة الأحباء اللي اختاروا الهروب عشان الحب، ويمكن كمان ما صار حتى هروب بالمعنى الحرفي للكلمة.  

بس هدول القصتين بيحكولنا عن خيارات صعبة وعنيفة ممكن نواجهها بسبب الرفض، وكيف قراراتنا بهديك اللحظة بتؤثر على مسارات حياتنا لأبعد من لحظة الرفض ولحظة الهروب، وبغض النظر عن فشل أو نجاح هاد الحب.

"هي ما شافتهاش، هي ما قابلتهاش، ما اتكلّموش. فهي دائمًا بالنسبة لها شخص (غامض). هي مش متخيّلاه، شخص هي عندها تصوّراتها الذهنية عنّه، بس هيّ عمرها ما شافتها في الواقع. عمرها ما تعاملت معاها."

"مش هي اللي عملت كدا، أنا اللي كنت بعمل دا. أنا اللي اخترت دا. أنا اللي كنت عايز أكمل في الموضوع دا."

يحيى شخص هادئ جدًا. كنت تعرّفت عليه من فترة في شغل مشترك، وأثناء بحثي عن قصص سألته بشكل عفوي إذا بيعرف قصة هروب من أجل الحب. وإذ بلاقيه بيحكيلي إنه هاي هي قصّته مع مرته. وبعد كام يوم لاقيت حالي بزوره هو ولميس في بيتهم عشان أسمع الحكاية منهم.

من حوالي 12 سنة أو أكثر، يحيى ولميس التقوا في بيت أصدقاء مشتركين. وعلى عكس طبعه الهادئ، كانت هي مليانة طاقة وحكي

"كان صامت جدًا جدًا جدًا يعني، لدرجة إن أنا نكشته يومها قلتله، إن في، مالك؟ في إيه؟ ما تتكلّم؟ إنت بتتكلّم؟ (تضحك)، فاكر؟"

بهداك الوقت، كانت لميس متزوجة من شخص آخر، لكن زواجها كان صرله مدّة عم بيمر بأزمة، أدّت بعد فترة بسيطة للانفصال. 

أما يحيى، فكان لسه بيستكشف الدنيا والعلاقات. 

ومن لما التقوا تطوّرت بينهم صداقة قوية جدًا، مليانة دعم ومشاركة وتآزر تحديدًا بعد طلاق لميس ومحاولاتها لبدء حياتها من جديد بشكل مستقل عن أهلها اللي عايشين بمدينة تانية: 

"إحنا قعدنا سنة ونص صحاب. يعني… بنتحرك في حياة بعض. أنا عارفة عنه كل حاجة، هو يعرف عني كل حاجة، بنساعد بعض، بنساند بعض، (نفس طويل….)"

"وفي لحظة قرّرنا إن إحنا بنحب بعض، إحنا عايزين نبقى مع بعض"

“أنا شايف دلوقتي إن أنا أوّل ما شفتها حبّيتها. بس مش متأكد أوي دا فعلًا كنت حاسس به ولا لأ. (إنتَ قلتلي دا! ههههه). بس هي الدنيا كانت ملخبطة خالص وأنا مكنتش عايز أدخل في اللخبطة دي. أنا كنت عايز أسيبها تخرج من العلاقة الطويلة اللي هي كانت فيها، وتنسى دا، وتجرّب حاجات تانية، وبعد كدا، لما تبقى في لحظة استقرار شوية عايزة تبتديها، أكون أنا موجود، بس أنا مكنتش عايز أخش في الأول في وسط المعترك اللي هي كانت فيه دا"

"في عيد ميلادي ال27، هو قاللي أنا هاعتبر نفسي هدية عيد ميلادك، (تضحك)، ودا كان لطيف (تضحك)، جدًا يعني"

لميس قبلت الهدية.

ولمدّة سنة ونصف تقريبًا كانوا هيّ ويحيى ما بيفترقوا. بس كان نفسهم يعيشوا مع بعض، ولهيك قرّروا إنهم يتزوجوا:

"إحنا كنا بنقضّي في اليوم مثلًا عشر ساعات مع بعض، أصلًا يعني، يعني بنشوف بعض كل يوم وبنقعد مع بعض وقت طويل جدًا، بنخلص إحنا الاتنين شغل ونخرج (وزهقنا من فكرة القعدة بره) في القهوة آه بالزبط (فإحنا عايزين يبقى عندنا بيت) إحنا معدناش عايزين نقعد عالقهوة، إحنا تعبنا من القعدة عالقهوة، (ولا عايزين نقعد مع ناس، عايزين نقعد مع بعض لوحدنا)، عايزين يبقى عندنا بيتنا، يبقى عندنا حياتنا، فيلا، نتجوز، نعمل دا يعني، (لإنه دا هو الأوبشن المتاح هنا برضه)"

كانت خطوة الزواج عبارة عن خطوة عمليّة، في ظل مجتمعنا المحافظ اللي بيخلي خيار العيشة المشتركة بدون زواج قلق دائم وبأوقات كتير خيار مستحيل أصلًا.

لكن هاي الخطوة العمليّة اللي بترضي عادة العائلات والمجتمع، ما كانت كما هو متوقّع بحالة يحيى ولميس. أهله ليحيى، وتحديدًا إمه، رفضوا الفكرة بشكل تام وبدون أي تفاوضات. بس ليش يا ترى؟

"الحاجتين الأساسيين يعني إن أنا أكبر منه ب3 سنين، وأنا كنت متجوزة قبل كدا"

بعد لقاء وحيد جمع لميس بأخته ليحيى، وبرغم اعتقاد لميس إنه كان لقاء لطيف، اتفاجأت هي ويحيى بالانطباع اللي نقلته الأخت للأم، وكإنها راحت تعاين عروس بزيجة صالونات، وبموقف الأم الرافض تمامًا لمواصفات العروس، بدون ما تسأل ابنها عن أية تفاصيل عن علاقته بالبنت اللي بيحبها.

لحد هون كانوا يحيى ولميس بيعتقدوا إنه الموضوع مسألة عند بسيطة ورح تمرق.

 بس بيوم كانت لميس بمحل عملها، وانصدمت لما استدعاها مديرها وحكالها إنه في شخص إجى يسأل عنها وعن سلوكياتها:

"اتجنّنت، حسّيت إن دي حاجة مهينة جدًا، مينفعش دا يحصل في مكان شغلي، ولو هي عايزة تيجي تقابلني أنا معنديش مشكلة، يعني نقعد ونتكلم ونتقابل وتشوفني، بس فكرة إنها تبعت تسأل حد عليا وعلى شكلي وعلى لبسي وبتصرّف ازاي، دي كانت حاجة سخيفة جدًا"

لميس مش بس حسّت بالإهانة، كمان حسّت بعدم الأمان لإنه شغلها بالنسبة إلها كان الشيء الوحيد اللي بيحافظ على استقلاليتها في القاهرة. 

وكردّة فعل، طلبت من يحيى إنهم ينفصلوا ولو لفترة لتقدر تشوف الأمور بشكل أوضح وتقرّر إذا بدها العلاقة.

"راحت يا خال، قالتلي روح، لا الناس يشوفونا والخبر يفوح"

قبل يحيى، لميس كانت بتحس حالها شايلة كل إشي لوحدها بالدنيا. علاقتها بيحيى عرّفها شو يعني شراكة حقيقية. شو يعني تقدر تتطمن، شو يعني حدا يعمل الحمل الثقيل معاك. 

لكن مهما كانت هاي الشراكة مهمّة، ما بينفع تكون على حساب استقلالية الشخص، بالذات لو امرأة انتزعت استقلاليتها انتزاع بمجتمعنا.

 من هون الموقف اللي صار بشغل لميس كان اختبار ضخم لصلابة علاقتها بيحيى. الموقف هاد ما كان فقط مُهدّد لاستقلالية لميس. لأ، كمان كان مهدّد لاستقلالية يحيى، والحدود اللي مقبول أي شخص تاني يتخطّاها أو مش مقبول، حتى لو كانوا أهله. 

رح أترك لميس عم بتفكّر بهاد الاختبار، ورح أروح  معكم على قصة اختبار تاني، بتعيشه امرأة تانية في مكان تاني وتوقيت أبعد شوي.
 

"بتذكر حالي، يعني بتذكر إنو ايه كتير بتفكري إنو قرارك صح وحازم وهو حقيقي يعني كتير حقيقي، بس ما بعتقد إنو إدراكك لنتائجو هي صح. النتائج أكبر بكتير."

يارا من سوريا، أستاذة جامعية وعمرها اليوم 40 سنة. 

عم تحكيلي عن قرار عملته بالماضي، لكنه أثّر على تشكيلها، ورؤيتها لنفسها، وعلاقاتها، وباقي حياتها لهلأ.

لحتى أحكيلكن القصة، خلونا نرجع بحياة يارا لورا... لعمر اللي كانت 17 سنة وعم تدرس بسنتها الجامعية الأولى بدمشق.

"كان عمري 17 سنة، حبيت استاذي بالجامعة، هو كان أكبر مني تقريباً مش فاكرة بالضبط ..16 سنة minimum ..17 سنة يعني هو كان بمنتصف الثلاثينات. العلاقة كانت بالنسبة إلي بهداك الوقت كنت مهووسة فيها، يعني كانت بالنسبة لإلي كل شي." 

استمرت العلاقة لمدة سنتين تقريبًا بدون معرفة أهلها.

لكن في واحدة من العطلات الصيفية، بعت الأستاذ رسالة خطيّة ليارا، وبالصدفة لقاها أبوها وقرأها واكتشف وجود العلاقة، الأمر اللي تسبّب بأزمة كبيرة كتير بين يارا وأهلها واللي طالبوها بإنهاء العلاقة فورًا. 

"طبعًا كتيرعارضو وجود العلاقة حتى بعد ما هو وأهلو اجو وقالو هي العلاقة لازم تنتهي بطريقة يرضي الطرفين وأكيد حيبقى في زواج، يعني ما كانو انو مثلأ إنه علاقة مش جدية"

تفاجأت يارا بردّة فعل أهلها، خاصّة إنه كتير من زميلاتها كانوا عم ينخطبوا ويتزوّجوا بعمر صغير بهداك الوقت. وباعتقادها كان السبب مزيج من صدمة أهلها بإنها خبّت عنهم العلاقة، وفرق العمر، والسبب الأكبر كان فرق الظروف الاجتماعية والمادية بين العيلتين.

أما الأستاذ الجامعي وعيلته فحاولوا استدراك الموقف بإنهم يزوروا أهل يارا ويطمّنوهم بإنه هاي العلاقة جدية ورح تنتهي أكيد بالزواج. بس أهل يارا ضلّهم مصرّين على موقفهم.

"بس حتى بوجود هي الرغبة ضلوا أهلي معارضين بعتقد السبب كان الظروف الإجتماعية يعني عيلتي كانت شايفة نحنا لازم.. يعني أنا واخواتي لازم نتزوج بشروط معينة، عائلة معينة، بتشبه ظروف عيلتي." 

لقت يارا حالها مضغوطة ومحاصرة. 

كانت دائمًا حاسة بتقييد كبير لحرّيتها، هي الابنة الكبيرة، وكون أهلها عندهم معايير معينة للصح والغلط، وما بدهم إياها تغلط بأي شي، خاصّة لإنها بنت.

الوضع كان مربك جدًا، وما كان في مساحة للتفاوض ولا الأخد والعطا، واحتدت الأمور بينها وبين أهلها.
 

قضّت يارا باقي العطلة الجامعية بدون ما تشوف حبيبها الأستاذ. ولإنه ما كان في سمارت فون وقتها، كانوا بيتبادلوا الأخبار عن طريق صديقاتها. وأوقات حتى هالشي ما كان متاح عشان أهلها كانوا بيرفضوا يخلّوها تشوف صاحباتها أو تحكي معهم عالتليفون. الأهل كان عندهم أمل إنه العلاقة رح تنتهي مع القطيعة ويارا رح تنسى الموضوع. بس لما بدأت الجامعة من جديد، بلّشت يارا تتحرك بحرية أعلى، وبلّشت تخطّط لإنقاذ علاقتها.

"أنا كنت بهداك الوقت كتير شخص كتير عاطفي، كتير شخص منعزل كمان. ما كنت إحكي، وكنت بشوف هي العلاقة جزء من بحثي عن استقلاليتي ولأول مرة أنا بعمل شي كتير مآمنة فيه وبدي إياه وكان كمان الاعتراض والمشكلة مع أهلي كانت أول مرة بتصل لهي الحدود يعني بتتصاعد كتير. فأنا قررت انو اهرب معو."
 

لما عرضت فكرة الهروب على حبيبها الأستاذ الجامعي، حكالها إنه القرار بيرجعلها لوحدها، وإنه مستعد يتزوّجها فورًا لو هاد اللي بدها إياه. 

وهيك مشيت يارا بفكرة إنها تهرب وتتزوجه خطيفة. 

"كان الوضع كتير صعب انو نهرب ونتزوج بشكل رسمي لانو حتى لو انت تعتبري امرأة ناضجة بالقانون، القضاء أو القاضي ممكن يقولك بدي ولي أمرك."

بس بعد عدّة محاولات مع القاضي عرفوا يتزوجوا خطيفة:

"المهم تزوجنا وعشنا سنتين بالبلد وبعدين سافرنا لبرة. بهدول السنتين طبعاَ أهلي قاطعوني…."

"من وقت لوقت كانت إمي تحاكيني، بابا ما كان يرضى أو ما كان في نوع من الإتصال بيني وبينو. إخواتي أصغر مني، كمان كنت شوفن من وقت للتاني بس كنا لازم أول فترة نشوف بعض بالسر لأنو أهلي ما كانو كتير موافقين اني شوفن"

بعد هدول السنتين، سافرت يارا وزوجها على إحدى الدول الأوروبية بدون ما ينحل الموضوع مع أهلها. 

رح أرجع لعند لميس اللي قاعدة بتفكّر بعلاقتها بيحيى.

بس الحقيقة، هي ما لحقت تفكّر كتير، لإنه انفصالهم دام لمدة شهر واحد بس، وعلى عكس المشهد الدرامي اللي عالق بذهني من المسلسلات، يحيى هوّ اللي لم غراضه وطلع من بيت أهله عشان يكون مع لميس:

"اخترت كيس زبالة إسود، فرحت لامم فيه هدومي كلها، مخدتش حاجة تانية، خدت الهدوم بتاعي في كياس زبالة، خمس أكياس، الحاجة الوحيدة اللي كانت معايا إن كان معايا عربية، فخدت كيس الزبالة الإسود دا، وحطيته في العربية …………. وطلعت، وخلاص"

قعد يحيى عند صديق إله لمدة شهرين، وبهدول الشهرين كانوا لميس ويحيى عم بيجهزوا حالهم للزواج.

وكانت الخطوة الجاي هي إقناع أهل لميس.

"كل اللي عايزه اللي هو إحنا عايزين نعيش مع بعض، وإنتو ما يبقاش عندكو مانع، يعني يبقى في جهة موافقة"

لميس خبّرت أهلها بإنه في شخص بتحبه وبيحبها وإنهم بدهم يتزوّجوا، وقالتلهم إنه في مشكلة صغيرة بس، وهي إنه يحيى أصغر منها بثلاث سنين وإنه أهله معارضين الارتباط تمامًا. 

على عكس توقعاتي صراحة، أهلها تعاملوا بلطف شديد وكان كل اللي هاممهم يلتقوا بيحيى ويتأكدوا إنه شخص منيح. 

"حددنا مقابلة، فعلًا، والمفروض إنه هو كان حييجي بكرة، فقبلها، أبوه وأمه، سافروا، أخويا دكتور، فراحوا عنده العيادة، فدخلوا عليه وقالوله إحنا مش مرضى، إحنا أبو يحيى وأمه، وإحنا جايين عشان نقولك إن إحنا مش موافقين عالموضوع دا"

بس أخو لميس اختار يوقّف معها، وقاللهم إنه يحيى شخص مستقل ومش عم يعمل شيء غلط.

"آه طبعًا كان صعب بالنسبة لهم، إن هم حاسّين إن في حد بيتنطّط عليهم، يعني بيقولّهم بنتكم فيها مشاكل وبنتكم مش مناسبة، وإنتو ناس….

مش مناسبين، أو إنتو ناس مش من المستوى، بالعكس هم أخدوها تحدّي، إنه لأ، هي حرّة، تعمل اللي هي عايزاه"

وإجى تاني يوم، ويحيى راح قابل عائلة لميس لوحده، واتفقوا على الارتباط.

ولما قرّب اليوم الموعود، يحيى كان أكيد مبسوط، بس الأمر ما كان سهل بالنسبة إله

إضافة لإنه أهله كانوا رافضين الزواج وبدهم يعرقلوه بأي طريقة، كانوا كمان مقتنعين إنه لميس طمعانة فيه.

هاي القناعة خلّت أهله يجبروه يتنازل عن فلوس اللي كانوا مدّخرينها إله بالبنك على مدى سنوات طويلة. 

ويوم الزواج نفسه، كان أبوه مُصرّ يكون معه عالتليفون عشان يتأكد إنه مش رح ينضحك عليه:

"مكالمة كتب الكتاب دي، عشان لو كانت الخطوة الطايشة دي هتحصل، فإحنا نتأكد إنه مش حيكون عليك مؤخر صداق كبير في حالة الطلاق أو قايمة كبيرة، فأنا بقى في الساعة ديّت طمنتهم إنه مفيش ومتلقلقوش، ومتشغلوش بالكلمة"

برغم أنواع التنغيص المختلفة، يحيى ولميس مشيوا بخطّتهم وتزوّجوا:

"لا الزمان ولا المكان، قدروا يخلّوا حبنا، دا يبقى كان، يبقى كان، الزمان" (وردة الجزائرية)

"إحنا تجوّزنا إيمتى بقى! 14 يناير 2011 (أوف) يوم ما بن علي كان بيهرب. فاللي هو الدنيا كلها وبن علي هرب وبتاع ومش عارف إيه. (وإنتوا هربتوا) وإحنا قاعدين بنكتب الكتاب. ومعانا اتنين تلاتة من صحابنا. مفيش أي حاجة، مفيش أي حاجة. مفيش فستان مفيش، مفيش حاجة، إحنا إحنا، إحنا بس كدا. والدنيا يومها كانت بتمطر 24 ساعة متواصل في مطر، كانت أجواء غريبة وحماسية، وأنا كنت مبسوطة، مبسوطة جدًا، وبنعمل كل حاجة بسرعة بسرعة بسرعة اللي هو يلا نلحق يلا نلحق بسرعة، وبس اتجوزنا".

تزوّجوا خطيفة، بنفس المدينة، بالمصاري القليلة اللي كانت معهم وبدون أي فكرة عن المستقبل غير إنهم يكونوا سوا

"الضغط الوحيد إنه هو إحنا الاتنين كانت فلوسنا قليلة، بس، دا كان الضغط الوحيد، إن مادياتنا مكنتش فظيعة بس مثلًا بعد 3 أو 4 شهور، لأ بدأ يبقى في فلوس. بدأ يبقى في شغل جديد، بالعكس إحنا كنا طول الوقت بنحس إن الدنيا بتتحسن، ودا اللي خلّانا بعد سنة نفكّر في إن إحنا طب نخلّف".

بعد سنة إجى ابنهم عالحياة:

"يوم ولادة ابننا دا كان أول مرة أبويا يشوف فيه مراتي، هي ممكن تحكي عن اليوم دا، أنا بالنسبة لي كان أنا شفت واحد داخل يعني كإن في واحد دخل عمل لفة جوه الأوضة وخرج."
 

"قال سلامو عليكو ودخل، كان وشّه أصفر وبيترعش، وكان متوتر جدًا، ومسك البيبي، كبر في ودنه، وحضنه ومشي"

كل العلاقات بتمرق بتحدّيات واختبارات، وتجاوز هاي الاختبارات بيرجع لعدّة أشياء أولها يمكن وعي الشركاء بالمشكلة وخبرتهم في التعامل معها ومع بعض، بس كمان تجاوز التحديات بيرجع لظروف خارجية ولحجم الدعم اللي بيتوفرلنا. 

يمكن بحالة لميس ويحيى، ورغم تخلّي عائلة يحيى عنه وتنازل يحيى عن الانتفاعات المادية منهم، كان في دعم كبير كتير تلقّوه من الأصدقاء، وكانوا عايشين بمدينتهم اللي بيعرفوها منيح.

لكن بالنسبة ليارا الوضع كان كتير مختلف، على الرغم من اعتقادها إنها تجاوزت اختبارات قاسية بالعلاقة ونجحت بالهروب، إلا أنها اصطدمت بأكبر تحدّي ما كانت عاملة حسابه، وهو الغربة:

"الغربة يعني وحدة يعني حياتك من غير الناس أو المجتمع اللي انت كنت متعودة تعيشي فيه، فكتير هادا بأثر على العلاقة لأنو فجأة. مافي علاقة طبعاً مافيها صعوبات ومشاكل بس فجأة كل شي بصير عليه تركيز أكتر وهاد الشي كثير أثر علينا وعلي بشكل أكتر من هو."

على مدى سنتين من تحديات المسافة والغربة، نمت مسافة كبيرة بين يارا وزوجها، وصارت مشكلات العلاقة أوضح قدام عيونها: 

"ما قدرت اتجاوز المشاكل اللي كانت بيناتنا، ما قدرت غطي عليها، ما قدرت إتعامل معها،  ولمتو على هاد القرار، يعني حسيت انو أنا من وقت ما اتعرفت عليه كانت القرارت اللي عم ناخدها بشكل مشترك أنضج مني أو أكبر مني، عرفتي؟ ما كنت قدرانة يعني فجأة صرت حس إنو أنا عم بدفع أو عم عيش حياة أنا ما كتير.. أنا قررت كون جزء منها بس ما كنت مستوعبة أساساَ شو هو هاد القرار، عرفتي؟"

عارفة.

برغم إنه القرار كان قرار يارا ومشاعر الحب اللي حسّتها كانت حقيقية ومشروعة، بس ما فينا نغمّض عيوننا عن فرق العمر الكبير بينها وبين الشخص اللي اختارته، تحديدًا وهي لسه ببداية استكشافها للحياة، في علاقة سلطة غير متوازنة بين شخص مرق بتجارب وإدراكات وشخص لسه عم يختبر الأشياء لأول مرة:

"تطور العلاقة من مرحلة لمرحلة كانت بالنسبة إلي سريع بس ممكن بالنسبة لإلو طبيعي بس أنا لإنو أنا هي أول علاقة كاملة جدية كان سريع."

"ما كان شايفني إمرأة. كان شايفني طفلة فكنت حس إنو العلاقة بلشت تتحول لعلاقة أب وبنت أو فيها خلل معين."

في قرارات الواحدة ممكن تاخدها عشان ما تخسر شخص أو عشان العلاقة ما تنتهي، بس فجأة بتدرك إنه جزء من هاي القرارات كان تنازلات.

يارا انتبهت على كم التنازلات اللي قدّمتها، تركت بلدها وأهلها ورفقاتها، تركت جامعتها وتوقفت عن الدراسة، وصلت على بلد غريب، بمستقبل مجهول، والناس من حولها عم تدرس وتشتغل وهي قاعدة بتستنى أوراقها أو عم تستنى زوجها يزبط أموره.

وشوي شوي استوعبت يارا عدم قدرتها على حرق مراحل حياتها أكتر من هيك. 

"كل هي الاشياء خلتني شوف انو أنا كتير اتخذت قرارات لهاي العلاقة لحتى كون معك بس أنا ما عاد أقدر أعطي أكتر خلص يعني بلش جسمي يرفض، نفسيتي بلشت ترفض، تثور على هاد الحب."

يارا كانت عم تتغيّر، والعلاقة كانت عم تنهار. وكان شبح الانفصال مخيّم على الأجواء لمدّة سنة كاملة، ولاقت يارا حالها من جديد مخنوقة ومحاصرة:

"لانو بالآخر مالنا غير بعض هونيك. يعني هاد الشخص هو كل شي بذكرك بانت مين وجاية من وين وشو عملتي، هو يعني جزء من تاريخك. هو الشي الوحيد اللي بذكرك بمين انت، الباقي كلو غريب عليك بس بنفس الوقت انت منك قدرانة تخطي خطوة لقدام لانو هو موجود منك قدرانة تغيري شي." 

بس الغربة نفسها اللي وجّعت يارا، كبّرتها أسرع، فتّحت عيونها على احتياجاتها وقدراتها هيّ. وزادتها صلابة.

ومثل ما أخدت قرار الهروب، وقفت مع حالها وقفة؛ أخدت قرار الانفصال، وأصرّت عليه.

"بأولها كنت حس أنا بحب هاد الشخص أكتر من حالي، بالآخر لا، اخترت حالي وحبيت حالي أكتر. بعتقد إنو هو شايف إنو اتخاذ قرار الانفصال كان اختيار أناني من طرفي، ويمكن أيه أناني بس حبي لنفسي بهداك الوقت، اختياري إنو أنا لازم أختار حياتي وإنو ما عاد أقدر كمل بهاد الطريق كان أكبر من حبي لإلو".

الخطوة اللي ما كانت يارا قادرة تخطوها داخل العلاقة غير المتوازنة اللي كانت فيها، استطاعت بعد الانفصال إنها تخطو غيرها خطوات. 

ضلّت عايشة بالخارج لوحدها، كمّلت دراستها واشتغلت وحقّقت نفسها. ورجعت من عدة سنوات على إحدى الدول العربية كأستاذة جامعية. 

وعلى الرغم من تصالح يارا ورضاها عن اختياراتها والطريقة اللي مشيت فيها حياتها، ما بتقدر تنسى الثمن اللي دفعته في قصة هروبها، خاصّة لما بتشوف قصص متل قصّتها بتصير مع طالبات بالجامعة:

"أنا هلأ بدرّس فبشوف أحياناً نوع من هاد العلاقات في مجالي الجامعي مثلاً. إنو طالبة بتحب إستاذها أو هيك. كتير بستفز وكتير بتدايق، كتير بتعاطف معها للبنت وتعاطفي مع الرجل كتير أقل مع إنو ممكن يكون بالعكس هي أقوى منو بس غالباً بحس هي بموقف ما بقدر لوم أي نوع من أنواع القرارات اللي هي بتاخدو بهاد العمر. "

مرق حوالي 18 سنة على إنهاء يارا لعلاقتها بزوجها الأستاذ الجامعي. 

وطبعًا، يارا حبّت أشخاص تانيين، ودخلت بعلاقة زواج انتهت هي الأخرى بعد عدد من السنوات، بس يارا بتشوف إنه علاقتها الأولى كان إلها أثر كبير على أدائها بالعلاقات ومستوى التفاوضات أو نوعية التنازلات اللي مستعدة تعملها عشان شخص آخر:

"كتير أثر على قرار إنو أنا قديش بدي أتنازل لهاي العلاقة؟ بعتقد إنو هي أول علاقة علمتني كتير إنو أنا كتير قدمت من غير ما فكر من غير ما أعرف إنو شو نتيجة هاد القرار فهلا كتير بعتقد إنو بأي علاقة بفوتها بحسب كتير الموضوع"

تكرار يارا لفكرة التنازلات داخل العلاقات خلّت عندي فضول أعرف لو هي بعمرها شعرت بالندم على هروبها عشان الحب، والخسارات التي تحمّلتها بسببه:

"لا أبداً، بتكتشفي بعدين لإنو ما بشوف إنو صح وغلط، يعين بستفزني إيه! بذكرني بشي انا مريت فيه وبإشيا سلبية انا ارتدت علي من هي العلاقة أكيد، بس بنفس الوقت بعرف إنو القرار اللي أنا أخدتو بهديك الوقت إنو إختار هي العلاقة أو اترك أهلي هو كان جزء من بحثي عن إستقلاليتي كشخص، مساحة إنو أنا إقدر إتخذ قرار مهم بحياتي، نوع من الثورة على المجتمع اللي أنا كنت فيه أو حالة اجتماعية أنا كنت عايشة فيها، إنو قرار الزواج لازم يكون حسب قواعد مفروضة أو حسب رأي شخص ثاني. أنا بدي حدد مع مين بدي أرتبط وكيف بدي أرتبط، حتى لو كان غلط!"

العلاقات متل الحياة ما إلها وصفة نجاح واحدة. العلاقات بتفشل والزواج بيفشل، ومهما كان عنا رصيد خبرات، أو نظرة لبعيد، ما فينا نصادر تجربة شخص، ونحكم عليها إما أبيض أو أسود.

يارا بتشوف إنه حتى لو كان قرارها غلط بس مش معنانو إنو نحنا ما لازم بحياتنا ناخد أي قرارات غلط. وهيك بيكون ردّها على أهلها اللي رجعت علاقتها معهم لشكلها الطبيعي بعد قطيعة قعدت سنوات طويلة:

"بينفتح الموضوع لإنو أبي برجع أحياناً يفتحو، بفتحه كطريقة ليذكرني إنو أنا عملت شي غلط مثلاً. فأنا بقلو إنو لو مرة ثانية رجعت بالزمن وبدي آخد هاد القرار رح آخدو لإنو هاد القرار هو أول قرار أنا خدتو لصير مين أنا هلأ وأنا رضيانة عن مين أنا هلأ، حابة مين أنا هلأ، وانت بتعرف مين أنا هلأ. يعني عرفتي؟ ما ضروري كل قراراتنا تكون صح وأنا هي كانت أكبر مشكلة مع أهلي. إنو أهلي كانو دائماً يحموني من ارتكاب أغلاط وبعتقد إنو كل الأهل هيك ما بدون إياكي تغلطي، بس أنا كان طول الوقت بدي كون حرة بدي إغلط لإنو الغلط بيعلم"

إذا في شي ممكن يكون مُركّب أكتر من الحب وعلاقاتنا مع شركائنا، فهي علاقتنا بأهلنا. علاقة ممكن تتخلّلها فترات قرب وفترات بعد، فترات تفاهم وفترات خلاف، لكنها بتضلها حتى في أحسن صورها علاقة حب وسلطة معقّدة، بنتبادل فيها السلطات بحسب الظروف والعمر والصحّة، بس بتترك بصماتها علينا، على المنيح وعلى السيء فينا.

علاقة يحيى بأهله مليئة بالتعقيد والطرافة بذات الوقت. هو ما قطع علاقته فيهم بالمعنى التقليدي. ضل موجود لو احتاجوه، بس طلع من بيتهم وما رجع عليه مرة تانية. 

"أهلي عندهم موقفين مني. موقف اللي هو إن إنت ضحيّة وعبيط واتضحك عليك، وشخصية تانية أو تصرف تاني إنهم ممكن يرجعولي في تفاصيل دقيقة جدًا في حياتهم وياخدوا رأيي، ويسمعوا الكلام، زي ما بيبقى في حد بيتعامل معاك في بعض الأحيان إنك خبير، أوكيه إنك إكسبرت هنا، وفي نفس الوقت إنت راجل أحمق وإحنا ما ينفعش ناخد كلامك بجديّة"

مع السنوات، أخدت علاقته بأهله طابع منتظم وشبه مستقر: لا بيزوروه ولا بيزوروهم، بيلتقوا برا، وبيشوفوا حفيدهم وبيقضوا وقت معه، بس ضلّت لميس خارج الصورة تمامًا. 

استنيت، استنيت ولا انت داري بحالي، واللوم ياكل من عقلي

"أنا حاولت أفهمهم، ولحد دلوقت بحاول أفهمهم، وقبل ما نسجل دا أنا برضه تكلمت مع أمي وقلتلها إنتي إيه كان مشكلتك، أو إيه مشكلتك لغاية دلوقت... فلغاية دلوقت أنا ما بفهمش، أنا بحاول فعلًا أفهم الموضوع، إن هي بعد السنين دي كلّها ليه في نفس النقطة، ليه ما اتغيّرش الموقف، ليه ما حاولتش تاخد خطوة، ليه ما اهتمّتش إنها تخلي العلاقة مفتعلة، زي أي علاقة طبيعية بين واحدة ومرات ابنها يعني، هي علاقة مش قايمة دايمًا عالحب."

السنين اللي عم يحكي عنها يحيى هي 10 سنوات، من أول ما عرفوا أهله عن رغبته بالارتباط بلميس لحد هاللحظة.

تساؤلات يحيى السابقة خلّتني أتساءل أنا كمان. شو معنى التمسّك بموقف المقاطعة وعدم المحاولة؟ وهل بعد الخسارة المتراكمة، بيصير ثمن المحاولة أغلى؟ هل الموضوع موضوع إيغو وغرور وتعنّت؟ ولا هو الخوف من التعلق بأمل كاذب إن الحياة ترجع لمجاريها وبالآخر ما ترجع لمجاريها؟ وبالتالي هل اختيار الاستمرار في الجفاء أقل ألمًا؟

وبالآخر سألت يحيى لو ندمان أو نفسه يغير شي بالقصّة كيف مشيت:

"فعلًا مكنش عندي رغبة إن أنا أخوض معاهم صراع، مكنتش أفضّل أعمل دا. مش حقول لو كان بإيدي تاني أعيد كل حاجة، بس لو دا متاح كنت أتمنى الموضوع ما يبقاش صعب عليهم، كنت هحاول أبقى… أهدا شوية في التصرّف معاهم. لكن مكنش عندي رغبة إن أنا أستقل بشكل مؤلم جدًا بالنسبة لهم كدا. لكن ساعات بتبقى الحاجات ما ينفعش تتعمل غير كدا."

"كان من الغباء إن الواحد يتصرّف بمنطق يراعي حد تاني غيره. مينفعش مثلًا أراعي أهلي على حسابي. دا بالنسبة لي ضرره حيبقى أكبر. زي لما تبقى بتحب حاجة وأهلك مش موافقين، فانت هتحرم نفسك منها. دا مش مقنع بالنسبة لي، في ناس بتتنازل، أنا ما بعرفش أعمل دا."

"إنت بتقهرني هنا، إنت بتقولي ما تعملش اللي أنا بحبه عشان أمك!"

"يعني أنا بحب فلانة، فأنا أراعيكي لدرجة إن أنا أنساها؟ ليه؟"

“إحنا مبسوطين، إحنا الدنيا تمام، إحنا بالنهاية مش لازم دا حصل ازاي وإحنا في إيه، هو الفكرة إحنا في إيه دلوقت، دا بقى حصل ازاي دا ورانا، دا ورانا فعلًا"
 

هاي كانت الحلقة الثالثة من الموسم الرابع من بودكاست “عيب” من إنتاج صوت.

غيّرنا أسماء الأشخاص بهالحلقة بناء على طلبهم.

الأغاني اللي طلعت معنا بالحلقة بتلاقوا معلوماتها بالوصف

أخرج هالحلقة صوتياً تيسير قبّاني، حررتها وأشرفت على إنتاجها صابرين طه وكتبتلكم وقدمتلكم إياها أنا فرح برقاوي.