بين وبين

بين وبين

في الحلقة السادسة من الموسم الرابع من "عيب"، رح نسمع عن محاولة لخلق مساحة آمنة وحرّة بين رشا ونعيم،...

نص الحلقة

بين وبين

حرصًا على خصوصية الأشخاص بهالحلقة، غيّرنا أسماؤهم واستعنا بأصوات ممثّلين لأداء أدوارهم، مع الحفاظ على القصّة الأصليّة زي ما رواها أصحابها.

"فأنا ما بحبش فكرة المسمّيات دي، وتمام إحنا واصلين لمفهوم ما، إحنا الاتنين واصلين له، وتمام. بس اللي فاكره كويس من أول مرة إن رشا قالتلي إحنا تمام حنعمل دا بس مش حنسخف على بعض."

"كنت مخبية أنا مين، زمان، كنت أصغر بقى سنًا بكتير. لكن معععععع في الفترة اللي قابلت فيها نعيم وكدة قلت لا أنا مش حخبي أنا مين، أنا لازم أقول، وهو دا أنا، اللي يقبلني على كدا تمام واللي ما يقبلنيش خلاص."

هاد كان الأسلوب اللي اتفقوا نعيم ورشا يحكوا فيه من أول يوم بعلاقتهم اللي بدأت من أكثر من ثلاث سنين. علاقة مبنيّة  على المصارحة، ووضع كل الأمور اللي ممكن تكون شائكة على الطاولة، ورسم الحدود والتوقعات من البداية.

وبهاي الحلقة من الموسم الرابع من "عيب"، رح نفوت أكثر بتفاصيل تجربتهن العاطفية اللي مش ماخدة الطابع النمطي اللي عادة بتاخده علاقة حب بتجمع بين امرأة ورجل بمجتمعاتنا.

تجربة بتطرح أسئلة حول الجسد والجنس والحرية والملكيّة في العلاقات. كيف فينا نختبر حريّتنا بجسدنا وممارساتنا الجنسية؟ وكيف ممكن نفكّك المفهوم السائد عن ملكية الحبيب أو الحبيبة لإلنا ولأجسامنا كشرط من شروط الحب؟ وكيف بنقرر مساحاتنا الحميمة داخل علاقاتنا؟ وكيف بنتفاوض أو بنتحايل على المجتمع اللي ما بيتركنا بحالنا وبيتدخل بيحياتنا الخاصة سواء بالكلام أو بالرفض والمنع أو بالعنف؟

بهاي الحلقة، رح نسمع عن محاولة لخلق مساحة آمنة وحرّة بين شخصين حابين يعيشوا علاقة على مزاجهم وبتشبههم. علاقة غير نمطية بتوسع حبّهم وأفكارهم ورغباتهم وميولهم الجنسية غير النمطية.

رشا ونعيم التقوا أونلاين عالفيسبوك، عن طريق صديق وصلّهم ببعض. 

"سألتني على حاجة عالنت وبس، فجاوبتها، واتفقنا، قعدنا نرغي حبة على النت، اتفقنا نتقابل، اتقابلنا مرة، وبعديها بسنة تقريبًا تكلمنا تاني، وتقابلنا، رحنا حفلة وبس. وبعد الحفلة دي ابتدينا نتكلم كل يوم تقريبًا، نرغي كتير ونتقابل أكتر ونتعرف على بعض أكتر". 

رشا عندها رواية أكثر تفصيلًا للقاء

"كنت بنكشه. كان في كل حاجة ليها خطة. قال أنا بقى عاملة خطة وكدا"

بالوقت اللي اتعرّفت فيه على نعيم، كانت رشا طالعة من علاقة سابقة صعبة ومؤلمة

"كنت متدايقة بقى وبتاع، وكنت عايزة حنان، كنت عايزة أتدلع يعني، اللي هي الفترة اللي بعد البريك اب دي اللي الواحد بيكون محتاج.. محتاج يعرف ناس جديدة ويفتح لنفسه، بس. بعد كدا بقى، أنا خدت كده قرار مع نفسي يعني إني أقعد فترة، دي فترة السنة (اللي هي محصلش فيها حاجة)، اللي هو أهدى فيها شوية كده أعالج نفسي الأول، بعد كدا أتعرف على الشخص تاني، أو أشخاص تانية. وجه طبعًا الحظ إنه أعرف نعيم تاني"

بعد فترة من الحكي الكتير والتعارف، نعيم قرر يفتح موضوع العواطف والارتباط

"أول ما عرض الموضوع بعتلي كده على الفيسبوك إنه عايزين نتكلم في حاجات وأنا فهمت على طول. ف قلتله لا نتكلم بقى لما نلتقي يعني أحسن"

"معرفش هو كان يعرف عني ولا لأ إني أنا كوير أو لأ، بس أنا دي أول حاجة قولتها له"

رشا بتفضّل تعرّف عن هويّتها الجنسية بإنها "كوير"، و"كوير" هو مصطلح باللغة الإنجليزية بيعبّر عن طيف الميول والهويات الجنسية والجندرية غير النمطية أو غير المغايرة، يعني الأشخاص اللي ما بيتحدد ميلهم الجنسي أو ما بيقتصر فقط على الانجذاب للجنس الآخر، وكمان الأشخاص اللي ما بيحدّدوا هويتهم الجندرية على كونهم إما نساء أو رجال مثل ما تحدّدت عند الولادة.

وكلمة "كوير" بالأصل معناها الشي الغريب أو غير المعتاد، وكانت زمان بتستخدم كمسبة أو كلمة مسيئة لأصحاب الهويات الجنسية والجندرية غير النمطية. لكنها بدأت تُستخدم من أواخر تمانينات القرن الماضي بشكل مضاد، من قبل بعض الأفراد غير النمطيين جنسيًا أو جندريًا، للتعريف عن أنفسهم والدفاع عن قضاياهم. وهي ما بتقتصر على المثلية الجنسية بل بتشمل هويات جنسية أخرى مثل ازدواجية الميل الجنسي أو Bisexual وغيرها، وبتشمل هويات جندرية غير نمطية مثل العبور الجندري والجنسي الtrans، واللامعيارية الجندرية الnon-binary اللي ما بيحسوا بالانتماء لواحدة من الثنائية الجندرية النمطية: رجل أو امرأة. 

ومع إنه في تسميات موجودة لكتير من الميول الجنسية والهويات الجندرية غير النمطية، لكن بعض الأشخاص بيفضلوا استخدام كلمة كوير تحديدًا لإنها بتعطي مجال واسع وحر وقابل للتغير بدل تحديد وتثبيت الهويات الجنسية والجندرية بشكل تقليدي مثل ما مصطلحات مثل LGBTQ+ أو مجتمع الميم بتحدّدها وبتصنّفها.

"أنا قلتله، قعدته كدة وقولتله بص يا ابني يا حبيبي، انا بني آدم قلبي مفتوح وبحب البنات والولاد وما بينهما اللي هما مش معروفين هما إيه أصلا، وحفضل كدا"

متل ما سمعنا رشا بتحكي بأول الحلقة، هي كانت بمرحلة من حياتها مش رح تقدر وما بدّها تخبي مين هي وشو بتحب، تحديدًا قدّام الشخص اللي ممكن يكون شريكها أو شريكتها بالحب. وهيك اختارت تكشف عن حالها بالكامل قدام نعيم.

"قلت لرشا ساعتها إني أنا برضو يعني عندي أحاسيس كده إن أنا ممكن أبقى بحب الولاد برضو، بس أنا مكنتش استكشفت نفسي ساعتها يعني".

بهاي اللحظة، كان نعيم لأول مرة بيقول لحد عن أفكاره بخصوص اهتمامه كمان بالذكور.

"مكنتش قايل دا لأي حد خالص. بس كانت أفكار عندي وما بقولهاش عشان خوف من المجتمع أو… كان عندي الأفكار دي حتى من وأنا صغير، وأنا كنت بقى ساعتها أهلي زارعين فيا افكار دينية شوية، فكنت... جتلي الأفكار دي ودفنتها خالص"

بس بعد ما كان مفكّر إنه دفن هاي الأفكار، كانت رجعتله من فترة، وعرف إنها مش موضوع بيقدر يدفنه وينساه وخلص:

"في الفترة دي كانت الأفكار دي ابتدت تطلع تاني ومكنتش عارف لسة استكشف نفسي ازاي أو حعمل إيه أو كده. بس كنت عارف إنها موجودة وكنت وصلت لمرحلة إن أنا تمام، الافكار دي موجودة. فتمام، قشطة. يعني وقت ما استكشف نفسي حستكشف نفسي."

وهيك، لما رشا عبّرت لنعيم عن رغباتها وميولها، كانت فرصة لقى فيها مساحة آمنة إنه يحكي عن حاله هو كمان:

"قعدت أدوّر على حاجات عالنت كتير وأحاول أفهم أنا ليه حاسس بكده أو هو دا طبيعي؟ ولا مش طبيعي؟ زي ما كانوا بيقولولي من زمان إنه مش طبيعي، بس. فلما رشا شاركتني بدا حسيت إني دي مساحة أمان إن أنا أقول برضو إن أنا عندي الإحساس إن أنا ممكن أكون مايل للولاد برضو."

طيب...

التحدّي الأول بالعلاقة مرق على خير. تحدّي المصارحة، تحدّي الاستعداد والقبول. وبعده، انفرشت أرض واسعة، أرض صالحة للبناء والتطوير، بدأوا بعلاقة، وصار وقت التحدّي التاني.

شو رح يبنوا رشا ونعيم بهاي الأرض؟ شو قواعد المكان؟ وكيف ولأي مدى رح تنرسم الحدود؟ 

"أوكيه، (كان الوضع إنه أوكيه) إنت عندك الأفكار دي وأنا عندي الأفكار دي. إزاي حنبقى في حتة واحدة؟ إزاي حنبقى تحت إطار علاقة واحدة وحنسميها إيه؟ وحتبقى قواعدها عاملة إزاي وكل الموضوع دا؟ 

"عالطريق في مية طريق يعطي كام بديل قبل المفترق، في مية سبيل بيزيد تعقيد، بيعيد شلل المجتمع"

"اتفقنا إنها تكون علاقة مفتوحة، لإنه زي ما قلنا في الأول هو لا يمكن يحقّقلي الجزء التاني اللي أنا بحبه، ما عندوش (ههههه حرام). وأنا كذلك برضو. ف قلنا خلاص! يعني دا حيفضل فينا وحنحققه برّا"

بالنسبة لنعيم ورشا، كان بديهي طالما هم عندهم رغبات جنسية غير نمطية مش مقتصرة على إنهم يرغبوا بعض كامرأة ورجل، إنهم لازم يتّفقوا على علاقة غير نمطية بتسمحلهم يعيشوا حبّهم سوا مع بعض، وكمان يعيشوا رغباتهم واحتياجاتهم بدون تخباية أو كبت أو تجاهل.

وهيك، دخلوا بعلاقة مفتوحة جنسيًا open relationship. يعني كانوا ملتزمين تجاه بعض عاطفيًا وحميميًا بالدرجة الأولى، بس علاقتهم الجنسية ما كانت مغلقة عليهم، وفتحوا المجال لخوض تجارب جنسية مع ناس تانية.

وصحيح هاد هو التعريف الواسع للعلاقة المفتوحة، لكنها ما بتحمل نفس التفاصيل عند الكل، وبالتالي عشان تمشي بسلاسة، من الأفضل إنه ينحطّلها شروط واضحة.

"العلاقة المفتوحة لازم يكون ليها شروط، ولازم يبقى فيه صراحة طول الوقت، اتكلمنا في كل الكلام دا في القعدة دي، اللي هي أول مرة نصارح بعض بمشاعرنا وكدا، طيب هنعملها ازاي؟"

"شكله بدي مشوار الألف ميل، بديش أضل أدور حوالين نفسي، متأكدة بين غباش العيون في بديل، مستني مني رمشة"

"من ضمن الاتفاقات، وهو يبدو هو الغريب جدًا، بس أنا اخترته ولحد دلوقتي معنديش إجابة قوي أنا اخترته ليه، إنه أنا هرتاح لو مثلًا إنت أوك ما منعملش حاجة مع جنس مغاير، يعني أنا مش عايزة ولاد تاني في حياتي، مش عايزة رجالة تاني في حياتي. وانت كذلك، تمام دا بالنسبالك؟ تمام، تمام. وخلاص" 

الفكرة كانت مناسبة لنعيم، خاصة إنه هو عم يستكشف بُعد جديد من جنسانيته لأول مرة، ومش معني كتير بعلاقة مع امرأة تانية.

"دا كان مريح جدًا بالنسبالي. فكرة إن في باب إني أنا أستكشف دا وفكرة إن أنا كنت خايف جدًا أصلا إن أنا أشارك دا مع حد ف بالعكس القواعد دي كانت تحسها منطقية وكانت لحد دلوقت شايفاها منطقية وتمام يعني. ساعتها كنت يلا بقى انط في البحر."  

بس في أشخاص من محيط رشا انتقدوها، وشافوا هاد الاختيار إشكالي لإنه يبدو إنّه بيعطي العلاقات المغايرة (مثل العلاقة اللي بينها وبين نعيم)، مكانة أعلى من العلاقات الكويرية أو غير النمطية اللي ممكن يخوضوها في إطار علاقتهم المفتوحة.

"الناس بقى قالوا… آه إنت كدا..إنت كدا بتعتبري العلاقات الكويرية أقل أو بتاع، طب ليه كدا؟ قلتلهم أنا مرتاحة كدة، مش أقل ولا حاجة يعني، وبعدين هو مفيش rule (قاعدة) مقفول 100 %، بس إلى الآن هو دا المريح."

في ناس لما بتدخل بعلاقة مفتوحة، ما بتحط قواعد معيّنة بخصوص نوع التجارب الجنسية اللي ممكن تتضمنّها هاي العلاقة. وفي شريكين بيكونوا مغايرين جنسيًا فتجاربهم بتكون عادة مع الجنس الآخر، وفي شركاء بيعرّفوا عن حالهم كمثليين وتجاربهم الجنسية المفتوحة بينفهم ضمنيًا إنها حتكون مع مثليين أو مثليات.

بحالة رشا ونعيم المعادلة ما كانت بهاي السهولة أو الأريحية، وقرّروا وهم عم يرسموا علاقتهم إنهم يحطّوا أولوية لإنهم هم الاثنين يكونوا مرتاحين بالتجربة، ويقدروا يكمّلوا فيها أطول قدر ممكن بهاي الراحة. ومن هون كانوا متصالحين مع القواعد اللي حطّوها حتى لو مش عاجبة الناس التانية.

"عالطريق في مية طريق يعطي كام بديل قبل المفترق، في مية سبيل بيزيد تعقيد، بيعيد شلل المجتمع، شكله بدي مشوار الألف ميل، بديش أضل أدور حوالين نفسي، متأكدة بين غباش العيون في بديل، مستني مني رمشة"

"تاني حاجة، إنه  ما تبقاش في دوايرنا القريبة، مش صحابنا قوي يعني عشان دا بيعمل شوية نكد أو شوية لخبطة أو شوية نفسيات كدة مش مزبوطة. فلو الواحد قدر يحافظ على شوية الأمور دي أو الشرطيات دي متهيألي الموضوع ممكن يمشي."

وجنب الشروط الواضحة، لازم يكون في صراحة وتواصل واضح ومفتوح على طول الخط بين الشريكين، واللي هو أمر ضروري بكل العلاقات، بس بيصير أساسي أكتر بالعلاقات المفتوحة.

"أنا عملته قبل كدا بس ما نجحش لأن الموضوع كان بيدخل فيه عدم صراحة، ومش عارفة إيه الكلمة الظريفة لمليطة، بس هي (ممكن) بتبقى مليطة، (يعني الحاجات ممكن تعك)"

الأمور مش بالضرورة بس تتلخبط بسبب إنه الشريكين يخبّوا أشياء عن بعض، أو بسبب خرق القواعد المتفق عليها مثل الخوض في علاقة مع حدا من الأصدقاء.

في ظروف كتير بتخلي معادلة العلاقة المفتوحة صعبة وحسّاسة، ومنها قديش الشريكة والشريك بيتابعوا حالهم، وبينتبهوا على تطوّر أو تغيّر مشاعرهم أثناء العلاقة. وكيف هم فاهمين شكل العلاقة المفتوحة بالفعل، وشو الطريقة اللي بيحقّقوا فيها احتياجاتهم؟ وهل هاد الفهم موحّد عند الشريكين؟ وقديش واضحين بالتزامهم بهاي العلاقة أمام حالهم وأمام الشريكة أو الشريك وكمان أمام الآخرين.  

"اللي هو الموضوع ما يبقاش لازم، اللي هو مش كل أسبوع طالما هي بقى علاقة مفتوحة يبقى على طول إحنا لازم ندوّر على حد تاني طول الوقت. مش لازم، مش لازم يعني ومش واجب. (هي علاقة مفتوحة)، هو في علاقة وفي مفتوحة، بس فيه علاقة، في أساس، دا الأساس". 

ومع الاعتراف والالتزام بوجود هاد الأساس، مهم كمان الشركاء يكونوا صرحاء وواضحين بقدر الممكن مع الأطراف الخارجيين اللي بيخوضوا معهم تجارب جنسية في إطار علاقتهم المفتوحة: شو هي نواياهم؟ لوين حدودهم؟

"طبعًا إحنا بني آدمين وبيبقى دايمًا الحتة بتاعت: إيه دا؟ طب أنا حاسس بإيه؟ طب اللي قدامي دا ممكن يكون حاسس بإيه؟ ف بحاول دايمًا أبقى موضّح دا (لنفسي) وبحاول دايمًا إن أنا أبقى موضح دا حتى للناس التانية اللي أنا معاهم"

التجارب اللي بتتيح إلنا العلاقة المفتوحة إنها نخوضها مع أشخاص آخرين، هي كمان علاقات. حتى لو كانت علاقات مؤقتة. حتى لو كانت لمرة واحدة أو لمرّات أو حتى أخدت وقت أطول من المتوقع.

وفي أيِ واحدة من هاي التجارب، إحنا مش محصّنين من إنه نتورط عاطفيًا، أو نطوّر مشاعر ولو بسيطة مع الأشخاص التانيين. والسؤال المطروح هو: مش هل بنقدر نمنع التورّط العاطفي تمامًا، بس كيف بنقرر نتعامل معه ونحكي عنه لو صار؟ وهل حابين تكون علاقتنا المفتوحة مقتصرة فقط على التجارب الجسدية والجنسية؟ ولا كمان تتضمن تتعدد في العلاقات العاطفية مثل نموذج الPolyamory، بمعنى إنه الشخص يحب ويلتزم عاطفًيا بعلاقات مع أكثر من حدا بدرجات متفاوتة وبحسب الاتفاق مع كل شخص وبعلم الجميع. وهو نموذج بيفضّلوه بعض الأشخاص كونه بيساعدهم يحصلوا على احتياجاتهم العاطفية والحميمية بشكل بيناسبهم.

بالوقت الحالي، رشا ونعيم مقرّرين يركزوا عاطفيًا بشكل أساسي على علاقتهم الثنائية، بس مع الاعتراف إنه ممكن تنشأ مشاعر تجاه الآخرين بين الحين والآخر، وإنه هالشي مش إشي غريب ولا مرفوض وقابل للمناقشة.

"كده كده في مشاعر، يعني حتى في العلاقات أو الخبرات المؤقتة ممكن يبقى في مشاعر يعني، نوع من أنواع المشاعر، دي طبيعة مش حنقدر نمنعها، عشان نكون (برضو) واقعيين."

"مهو طبعًا حد مثلًا بتنامي معاه أو فيه علاقة جنسية ما لفترة، طبيعي يعني حتتعلقي بيه بشكل من الأشكال، طبيعي يبقى في حوارات وكدا بس نبقى واعيين إزاي نتعامل معاها بس. شايفاها حاجة طبيعية يعني، بس لازم نعترف بيها لو حصلت."

لازم نقول ونحكي ونتفاعل، بس الموضوع مش سهل: 

"واللي بقوله، كل اللي بقوله دا مش سهل، يعني مش سهل إنه هو يتعمل، مش سهل الواحد يتكلم، لأنه بيبقى فيه في النص لخبطة كتير طبعًا. الموضوع كله بنجرب."

الصراحة مش كبسة زر، بنضويه وبنطفّيه. مش حبّة سحريّة بناخدها وبنتحلى بالشجاعة والجرأة مقابل الخوف.

في كتير مننا تربّينا بأساليب مغلقة، أو كبرنا ضمن مجتمعات ما دعمتنا وخلّتنا نكون صريحين مع حالنا ومع الأشخاص حولنا، وتحديدًا اللي بنحبّهم. بنكون مقسومين بين حقيقتنا وأفكارنا ومشاعرنا، وخوفنا من غضب اللي حوالينا أو زعلهم أو فقدانهم، الشي اللي بيحوّلنا لأغراب أحيانًا عن أقرب الناس إلنا.

 وهالخوف من إنه نزعل الآخر وصعوبة الصراحة بينتقلوا معانا لصداقاتنا وعلاقاتنا لما نكبر، وبيصير الشغل شغلنا، على مستوى ذاتي، وكمان على مستوى دوائرنا الآمنة، إنه نسترجع قدرتنا على المصارحة والوضوح. ومن هون بتصير الصراحة ممارسة يومية، ما بنتقنها من أول تجربة أو تجربتين، ولا بننجح دائمًا في تحقيقها للآخر، لكن بنتعلم عنها وعن حالنا، وبنفتح شوي شوي مساماتنا لنعيش ونتصرف ونتعامل بشكل شفّاف وأمين.

وعشان هيك ممارسة تكتمل، محتاجين نحرص إنه العلاقات اللي بنبنيها تكون فيها مساحة للتسامح والتفهّم، زي ما فيها مساحة للتواصل. مساحة لارتكاب بعض الأخطاء وبعدين تفكيكها وتصليحها. مساحة إنه نكبر مع بعض، ونصنع قرارات مشتركة مع بعض، حتى لو كان القرار إنه إطار العلاقة بطّل بيناسبنا زي ما كان بالأول، أو إنه إحنا بطّلنا بدنا نفس الشيء. 

متل ما قالت رشا، هي بالآخر تجربة، والمهم نتحلى بالشجاعة لخوضها شو ما كانت.  

وبما إنها تجربة، وهيك هيك رح تيجي اللخبطة، ورح تجيب معها تساؤلات وأحاسيس مختلطة، سؤال أو تحدّي الغيرة والاستقلالية رح ينطرح بشكل تلقائي. 

رشا: كان في حد بيشتغل معايا في الكافيه كده شغلانة مؤقتة وإنت غرت منه، دا في الأول خالص، وساعتها قولتلك يا ابني منا أصلًا مش مهتمة، وبعدين كان شخص غريب جدًا، هو لا يمكن أصلا (يعجبني). ف انت بقى زرزرت وقعدت تزعق وغرت.

نعيم: أنا في العادة ما بزعّقش، أنا زعقت؟

رشا: آه.

نعيم: أنا غرت شوية الصراحة، وفهمت بعد كدا إن الغيرة دي مش في محلّها وأصلًا فكرة (تملّكية). هي كدا كدا الغيرة موجودة فينا ك بني آدمين، بس حسيت إن كان تصرّف طفولي شوية مني.  

بالنسبة لرشا الغيرة شي طبيعي، ممكن تحس فيه بشكل خفيف لو نعيم كان عم يتواصل مع صبية تانية أو شاب تاني، بس بتزيد غيرتها لما يكون في تجاهل لوقت طويل. 

"مثلًا بغير إيمتى بقى؟ لما يبقى فيه تنفيض، يبقى فيه لأ بقى أنا حروح مع الشخص دا وأنساكي بقى بالأسبوع بقى، (كدا) طبعًا أنا بتدايق بقى. (ضحكة خفيفة) هو محصلش يعني قد كدا"  

عشان يخلقوا مساحة حريّة واستقلالية ويعالجوا تحديات مثل الغيرة أو النزعة نحو تملّك الآخر، رشا ونعيم حكوا من الأول عن فكرة التواجد الزمني والمكاني وكيف يكونوا خفيفين على بعض: 

"أنا حاسس إن القواعد اللي حطيناها دي وطريقة تفكيرنا وإن إحنا مش عايزين نسخف على بعض هو دا اللي منجح العلاقة دي من وجهة نظري." 

"بمعنى إن مثلًا هي ممكن تكون مسحولة (مشغولة) في شغل 3 / 4 أيام وما نتكلمش مثلًا، فمفيش بقى الأداء بتاع اللي هو إنتي ما كلمتنيش، ما بعتليش كل دا، أنا مش عارف ايه!!"

"فمفيش الأداء بتاع كل ما تكوني في حتة تبعتيلي، كل مش عارف إيه نبعت لبعض وجوّ المراقبة السخيف دا" 

واحدة من تحدّيات العلاقات المفتوحة كمان هي إيجاد أشخاص آخرين من خارج العلاقة، مستعدين يخوضوا التجربة الحميمية أو الجنسية بنفس درجة التوقعات، أو بنفس الانفتاح على الفكرة والارتياح معها.

وهالشي مش سهل عمومًا، لإنه هاد اختيار ما زال بمثابة تابوه في مجتمعاتنا، ومحصور بدوائر ضيقة ومشتّتة، سواء بين الأشخاص المغايرين جنسيًا أو المجتمع الكويري.

كمان في كتير ناس بيكونوا عم بيدوّروا على الحب بس، أو إنهم كبروا وتعوّدوا على إنهم يتعاملوا مع العلاقات بشكل عاطفي بالدرجة الأولى، فحتى لو نظريًا الموضوع مقنع، التحدّي بيكون في نقله للواقع العملي.

هاد غير الناس اللي جرّبوا مرة ومرتين بس تراجعوا بسبب الخوف من اللخبطة اللي ممكن تصير وعدم الصراحة.

وهالتحدّي هو واقع مُعاش بتختبره رشا ونعيم، ومضطرين يتعاملوا معه: 

"مثلًا في واحدة على tender بقى وكدا، وأنا بقول عادي أنا كذا كذا كذا بسرعة يعني عشان الموضوع يتم، الناس بتتراجع بسرعة، بتفتكر إني جاية ألعب أو جاية أطلب نعمل (جنس ثلاثي مع شريكي) threesome  أو إن أنا بضحك ع حد فيهم، فبيمشوا أو بيتراجعوا أو كدا. ودا كتير، دا لو حد مش عارف الموضوع. لكن لو حد عارف (أو فاهم) الموضوع، في ناس بتستوعب بسرعة وفي ناس (ما بتستوعبش) ما بتستوعبش في الأول بعد كدا تتعامل عادي." 

"(بالنسبة لي) هو محدش اتخض من دا بس الناس كانت بتستغرب شوية إنه هما مش متخيلين إن في حد في علاقة زي كدا، بس كان تمام. اللي مثلًا كان بيبعد كان ممكن يبعد علشان هو بيدور على حاجة تانية غير اللي أنا بدوّر عليها. فهو بيدور مثلًا على علاقة تكمّل بقى أو مش فكرة تكمّل، علاقة حب يعني ومشاعر وحاجة أكتر شوية من اللي أنا بدوّر عليها". 

متل ما قال نعيم، في ناس كتير بتستغرب أو بتستنكر إنه في هيك علاقة ممكنة، وتحديدًا بالنسبة لانطلاقه كذكر أو رجل في استكشاف جنسانيته زي ما شريكته بتعمل هيك. وهالشي باختصار جاي من بيئة أبوية وذكورية تحت شعار المحافظة والعيب والحرام، بيئة بتربط مفهوم الرجولة بالسيطرة على أجساد النساء ومفهوم الفحولة باشتهاء النساء والمبادرة بالفعل الجنسي معهن. 

"يعني أنا أعرف علاقة واحدة مثلًا كدة وناس بعيدة وناس بعيدة وناس أكبر وناس من طبقة تانية. بس المعظم آه إن البنت هي اللي بتروح تجرب مع ستات تانيين، بس الزوج أو الراجل اللي في العلاقة هيترو تمامًا، يعني مغاير الجنس تمامًا. بس سايبها تجرب كدا. والنوع دا من الديناميكيات غير مريح بالنسبالي." 

في ناس بيكون عندها ميول جنسية غير نمطية بس ما بيكون عندها الفرصة أو الوقت أو الطاقة أو الجرأة تجرب شو فعلًا هاي التجارب بتعنيلها. 

سألت رشا ونعيم أكتر عن فكرتهم لاستكشاف وعيش جنسانيتهم مع أشخاص متنوّعين. 

"في حاجات (مش موجودة) مش موجودة في جسم الولد. في نوع من أنواع النعومة معين مثلًا، نوع من أنواع التجربة مختلفة نفسها أثناء الأكشن نفسه (أثناء الجنس). بس. ف دي الفكرة اللي الواحد بيحتاجها. في حاجات بقى في النص ممكن تعمليها مع الاتنين (أي حد) (ولاد وبنات) ودا اللي بيبقى لطيف. (خربطة في الكلام وتدخّل من فرح) اللي هي بتبقى لو إحنا مغايرين تمامًا مش حنعملها.

يعني زمان لما جربت الجنس مع الولاد المغايرين خالص، يااه عالملل، سوري بقى. بس الموضوع ممل جدًا. يعني هما معندهمش غير حاجة واحدة يعني محافظين، حافظين كم وضع على كم بتاع، بيخافوا مثلًا من مناطق معيّنة إن حد يقرب منها، بيخافوا جدًا لأنه لازم يكونوا هما اللي (صوت: عععععع) مسيطرين طول الوقت وأنا بقى مليش في الكلام دا خالص. أنا ع شوية أحب أبقى مسيطرة يعني وهما بيقلقوا من الموضوع دا." 

"أيوة يعني أنا مثلًا ليا أصدقاء مغايرين جنسيًا طبعًا ميعرفوش حاجة عن حياتي. بس كنت بسمع كتير إن همّا مثلًا حد يبقى بيبقى بيحكي مثلًا ويقول "وبنت ومسكت مش عارف إيه، ف أنا نزلت بسرعة وقفشت و..." ببقى نفسي أقوله جرّب بس.

وممكن يكون أصلًا الخوف دا، معرفش بس ساعات بيبقى الخوف دا جاي من إنه هو بيحاول يقفل عشان في أحاسيس تانية، مش دايمًا طبعًا بس يعني. (ساعات دا بيحصل) ساعات دا بيحصل وفي لحظة ما أنا كنت بقفل على نفسي لما أحس بكده ف إني أنا عايز استكشف أو عايز أجرب. ف في ناس كتير بيبقوا مقفلين على نفسهم لدرجة إنه هما نفسهم مش عارفين هما بيحبوا إيه وما بيحبوش إيه". 

أثناء حديثي مع رشا ونعيم، في شغلة ظهرت كزا مرة، وهي مرتبطة أكتر بردود فعل الناس على هويتهم الجنسية، بفكرة إنه الشخص يكون "بين وبين"، ويحب أو تحب أو يحبوا يعيشوا علاقة "بين وبين"، علاقة بينية بتساع هويّات جنسية متعددة. . 

"(كان طبعًا سؤال إزاي) حنتعامل مع ريأكشنات، أو ردود فعل الناس: سواء من المجتمع الل…. مجتمع يعني الكوير أو الميم، صحابنا يعني أو المجتمع اللي برا كمان، اللي عارفين عننا بس .. اللي هو مجتمع الهيتروز (أو المغايرين جنسيًا) يعني. هو في تقسيمة كدا. بنت لذين. فدا كان تحدي" 

"ما إنت متلك وأنا متلي، متلي متلك، كل شي بيوضح، شو اللي مش مفهوم؟" 

مع بداية العلاقة، وكالعادة، الناس بتبلّش تدلو بدلوها وتطلق أحكامها اللي ما حدا سألها عنها. وهالشي كان تحدّي لرشا ونعيم، اللي بدهم يعيشوا على مزاجهم بلا كثرة كلام وتعليقات.

"كنت بسمع بقى كل شوية بعد أما دخلنا في العلاقة، إنه دي أي كلام، رشا أصلا مثلية وملهاش في الولاد وهي بتضحك ع الولد. دا المجتمع اللي بره الواسع. مجتمع الميم بقى (أو الكوير)، كان فيه ... بعض الناس يعني كانوا اللي هو انتي كدا.... لا، انتي كدا بقيتي هيترو (مغايرة جنسيًا)، انت ما بقتيش كوير أو ما بقيتيش مننا، انتي دلوقتي تخليتي عن الموضوع نفسه" 
 

"ما إنت مفكّر إنك إنت فاهم كل شي، ما بتخيّل، حاجي تحكمني" 

ومع إنه رشا شايفة إنه كلام الناس ما المفروض يؤثر، بس كمان هي واعية إنه بيؤثر بشكل أو بآخر، لإنه متعلّق بالإحساس بعدم القبول أو بقلّة الدعم. 

"بس هو فعلًا كل ما الواحد يبعد عن الناس وكلام الناس بيبقى أريح." 

ردود الفعل اللي حكت عنها رشا بخصوص علاقتها، بتشير لعدم قبول بدرجة كبيرة للعلاقات البينية، وتهميش بعض الهويات الجنسية مثل ازدواجية الميل الجنسي bisexual أو شمولية الميل الجنسي pansexual، أو اللي عم بنحاول نسميه هون "بين وبين"، وهو موضوع بينحكى فيه حول العالم، وبيحسّوا فيه أصحاب هاي الميول سواء من قبل أشخاص مغايرين جنسيًا أو أشخاص بيعرّفوا حالهم على إنهم مثليين ومثليات. 

"مفيش قبول للعلاقات البينية، وبعدين في حاجة تانية، فكرة تسمية إنا إحنا bi أو إن أنا bi أصلا دي مش مسمياها لنفسي قوي. أصل "باي" يعني ايه؟ إن أنا أكون بحب الأنثى بشكلها كأنثى والرجل في شكله كرجل، اللي هو عامل كده (تضخيم صوت) أو بتاع، دا التعريف الكلاسيكي، يعني ممكن يكون تغير شوية طبعًا أو تعدل بس أنا مثلًا ما أحبّش الراجل اللي باينة عليه الذكورة قوي، ماتشو قوي، مليش فيه وبتوتر.

بالنسبالي الجنسانية بتتغير كل شوية أصلًا، وحاجة فضفاضة جدًا جدًا." 

"لو إنت كنت فهمت علي بس تخيّل حالك بظروف تانية، ما إنت متلك وأنا متلي، متلي متلك، مش ضروري تفهم، أنا حرّة بحالي"  

بالنسبة لنعيم، تجربته مختلفة مع التعامل مع الناس أو الكلام معهم، خاصة مجتمعه المحافظ اللي كبر فيه وأصدقاؤه: 

"في ناس كتير شاكين (بميولي) يعني عشان مهما بحاول أمّوه دا بيطلع، بس الاستراتيجية اللي وصلتلها إن أنا أبتدي أمثل، ألعب مع الناس وأهزر أكتر ف حد مثلًا يقول حاجة تضايقني ف أعلّي عليه، أزوّد بقى الموضوع أكتر مثلًا، ألعب بقى مع الناس في ناحية تمثيل بقى وكأني على مسرح مثلًا. وبحاول على قد ما أقدر أقلل تعاملي مع الناس اللي قافلين على دماغهم بالشكل دا أو اللي مش بيتقبلوا الاختلاف بالطريقة دي. بس للأسف طبعًا مش حعرف أقطع مع كل الناس اللي مش مقتنعين إن إحنا مختلفين" 

ومع إنه بالوقت الحالي بيضطّر يموّه، أو حتى يمثّل ويستهبل، العلاقة هاي بالنسبة لنعيم بتستاهل، لإنها بتعطيه مساحة حياة وتجريب وحب مش سهل إنها تتكرّر بمجتمع منغلق متمسك بأشكال معينة للحب والعلاقات وما بده يعطي فرصة للناس تعيش على هواها وكيف بترتاح

"في حاجات  كدة ما بتتغيرش، يعني هو مش زرار حدوس عليه وأبقى مغاير أو .. ف هو أنا حبقى مبسوط لو أنا على طبيعتي. ف أنا في العلاقة دي على طبيعتي. طبعًا في مشاكل كتير من ناحية المجتمع ومن ناحية إن إحنا لازم برضو نبقى فيه عاملين تمويه ما، بس غير كده أنا مبسوط في العلاقة دي وحتى لو في ظروف تانية وف مكان تاني، كنت حبقى مبسوط جدًا إن أنا في العلاقة دي."

سؤالي الأخير لرشا ونعيم كان مباشر وصريح، وكان بخصوص الأمان اللي بتمنحه هيك علاقة ممكن تبيّن من السطح إنها علاقة نمطية، وكيف هاد الشكل الظاهري لعلاقتهم بيعطيهم امتياز معيّن مختلف عن علاقات كويرية أخرى بيضطروا أصحابها يعيشوا على هامش المجتمع. 

بالنهاية، قدّام المجتمع هم رجل وامرأة، وقادرين يتزوجوا ويحصلوا على حقوق الأزواج المغايرين.

"أنا واعية جدًا للامتياز دا، أنا دلوقتي بقيت عندي امتياز اجتماعي ما قدام المجتمع اللي قريب أو البعيد إن أنا من برة للي ميعرفوهاش أنا في علاقة عادية، ولازم أكون واعية لدا."

"رح أمشي حافية مهما زاد عطشي"

ومع هاد الوعي، سألتها لو الزواج فكرة مطروحة بهاي العلاقة:

"هي الفكرة مطروحة طبعًا، خصوصًا زي ما قلت إن أنا شخص بيحب الاستقرار بطبيعة الحال وخصوصًا في بلادنا ديا بيبقى صعب إن في ولد وبنت طول الوقت مع بعض أو إنه في البيت وكدا. (بيصير هون خربطة) مهي فكرة الزواج بالنسبالي فكرة تأمين اجتماعي يعني، كدا وأهلنا بقى وبتاع. أنا عندي حاجات تانية بصارع فيها أصلا، يعني كون أن أنا ست أصلا. الخناقة دي بتاعت مؤسسة الجواز مش حتخانقها، حطوعها لمزاجي طالما في فرصة لكدا، لظروفي يعني بس مش حروح اتجوز مثلًا حد أهلي جايبينهولي. ساعتها حقولهم لن أدخل مؤسسة الزواج. لكن دا رأيي يعني، أسهل، سهّل حاجات كتير". 

"رح أمشي حافية مهما زاد عطشي"

هاي كانت حلقة جديدة من الموسم الرابع من "عيب" من إنتاج صوت.

حرصًا على خصوصية الأشخاص بهالحلقة، غيّرنا أسماؤهم واستعنا بأصوات ممثّلين لأداء أدوارهم، مع الحفاظ على القصّة الأصليّة زي ما رواها أصحابها.

إذا بتحبوا تعرفوا أكثر عن الأغاني والموسيقى اللي طلعت معنا بالحلقة بتلاقوا معلوماتها بالوصف المرافق

هاي الحلقة كانت من إعدادي وتقديمي أنا فرح برقاوي، مونتاج تيسير قبّاني، وتحرير صابرين طه.

شارك في إنتاج الموسم الرابع من بودكاست "عيب" كل من آية علي، ومرام النبالي، وجنى قزّاز.