تداعيات حظر التجوال على المواطنين

رائد رب أسرة ل ٣ أولاد وعمره 56 سنة.
في ظل حظر التجوال لمجابهة فايروس كورونا، التزاماته ما اتغيرت، يعني من إيجار بيت لمصاريف عادية زي الأكل والشرب وغيرها، وكلها معتمدة على شغله الحر كمصور فوتوغرافي اللي غير تابع لجهة معينة وبالتالي مش قادر يطلع تصريح 

رائد: يعني فيه ناس قاعدين بنشوفهم ما لازم ياخدوا تصريح، هيني قاعد بشوفه بيحوس بالشوارع 24 ساعة، كيف أخذ تصريح هذا؟!! يعني أنا مشان أروح أشوف هلق دار أبوي ولا اخوتي ولا بس أشوف احتياجاتهم ولا أروح أخد منهم فلوس بطلع بالتهريب! والله العظيم بطلع في السيارة من طرق ملتوية بس مشان أقدر أوصل، يعني اذا مسكوني بيخرب بيتي، طب شو اعمل؟ يعني معقول أمشي مشي أنا حوالي 20 كيلو مشان أوصل دار أبوي ولا أخذلي 100 دينار من اخوي؟! مش منطق!! يا أخي أصلًا نظام انك انت تعطي تصريح غلط، يا بتسمح للكل يا بتمنع الكل.

اللي خلى رائد يوصل لهالحال هو إنه كان عايش في الخليج وعنده شغل ثابت اللي بيكفي مصاريفه ومصاريف ولاده ومعيشوعيشة مرتاحة إلى حد ما، بس من ٣ سنوات ترك شغله وقرر يرجع على الأردن بسبب مرض والده اللي خلاه يحس إنه محتاج يكون معه.
بس لأنه بيشتغل بعمل حر، جزء من أزمته هو إنه مش قادر يدخل بالضمان الاجتماعي في هيك وضع.

رائد: الوضع عنا صعب جدًا جدًا، أنا وحتى في إلي زملاء ثانيين نفس طبيعة مهنتي، يعني لا عندهم ضمان، لا عندهم كذا، وكل مواردهم حاليًا اتقطعت، يعني اتخيلي اني ما بقدر أطلع بالسيارة لأنه ما عندي تصريح، طب بدي تصريح لازم تدخل الضمان، طب ما بقدر أدخل الضمان، شو اعمل؟ ف الموضوع كثير معقد، يعني أنا مش فاهم ليش الحكومة ربطت موضوع الصحة العامة اللي هو بسبب هالمرض، الله يزيل هالهم عن الناس، والضمان الاجتماعي!! شو علاقة الصحة بالضمان؟!

أهلاً فيكم بالحلقة السادسة من الموسم الثالث من بودكاست البرلمان، أنا هبة عبيدات. 
بهالحلقة رح نستعرض تداعيات حظر التجوال في ظل جائحة كورونا في الأردن، من خلال قصص بتشرح معاناة مجموعة من المواطنين والتحديات اللي عم بعانوا منها نتيجة الحظر وكيف هذا الوضع أثر على حياتهم

رائد: ولمّا كنت أطالب إني أدخل بالضمان لما كنت في الخليج كان الضمان مش مفتوح للمغتربين أصلًا، ف انفتح لمّا أنا جيت عالأردن وكان already عمري كبير، يعني أنا هسة الضمان بيضرني ما بيخدمني أصلًا، هلأ أنا بدي تصريح أتحرك، بيقولك ما بطلعلك التصريح إلا تسجل بالضمان، طب يا عمي أنا الضمان هلق ما بيفيدني أصلًا، وأصلًا حتى لو بدي أقدم في الضمان هما بدهم اياني.. طيب أنا فرضًا شركة قالتلي تعال والله بدنا تصورلنا هالمنتج الفلاني، كيف بدي أتحرك؟! ف صعب عليّ إني حتى أمارس مهنتي..

هذا رائد، زي ما قلنالكم بيشتغل مصور فوتوغرافي بشكل حر، يعني فريلانسر، وهلأ عم بواجه تحدّيات كتير بهالوضع. 
وضمن هالوضع الي بشرحه رائد، بوضح صعوبة اشتراكه بالضمان الاجتماعي ضمن ما اطقلته الحكومة لبرنامج تضامن (2) والذي صدر في أمر الدفاع رقم (9).

وبالتالي لا يستطيع رائد الاستفادة من البرنامج لعدم وجود جهة يعمل لديها أو صاحب عمل
تواصلنا مع مدير المركز الإعلامي والناطق الرسمي باسم المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي موسى الصبيحي ليشرحلنا وبخبرنا تفاصيل برنامج تضمان 2 والي لا يستطيع اي عامل لا يتبع لصاحب عمل ولا يملك تصريح لمؤسسة مسجلة الاستفادة منه لكنه يستطيع التسجيل في الضمان الاجتماعي اختياريا

تقييم الاداء الحكومة خلال فترة الحظر، ما بيرتبط فقط بموضوع تصاريح العمل وقدرة المواطنين على تحصيل مصدر رزق ليعيشوا، تواصلنا مع أشخاص آخرين معاناتهم مختلفة بس كمان مش سهلة

ولاء: يعني اشي شبه مستحيل انه أنا أرجع ومعاي كل هاي الأغراض وامشي كل هذا الشارع وأطلع الطلعة، طبعًا أنا قدمت عالمنصة، وحطيت انه بدي رعاية والدين، عشان أجيب أغراض الي وللحج وللحجة بالسيارة، عرفتي علي! يعني أغراض مونة.
المحاورة: وطلعلك؟
الضيفة: لاء! ماا امم ورنيت عليهم، شفتي المنصة اللي بنقدم عن طريقها! رنيت عليهم قالوا للاستفسارات، انه أشوف ايش أعمل عشان يطلعلي ما طلعليش اشي، وبصراحة الواحد ضميره مش مساعده انه يطلع ويخالف فهمتي علي! 

ولاء عمرها 30 سنة وساكنة بمنطقة حي شاكر بالزرقاء، بتحكي انه الأحياء اللي حوالينهم ما ببتوفر فيها كل السلع الي بحتاجوها، وبالتالي بضطر الواحد ينزل على منطقة قريبة كثير وهي حي معصوم، لكن بتحكي انه كثير صعب تنراح وتنرجع مشي 
بتكمل ولاء معاناتهم قبل ما يتم السماح للنقل العام بالعمل بعد الحظر لأكثر من شهر ونص، وبتوضحلنا صعوبة حتى الحصول على دواء السكري  اثناء الفترة هاي 

ولاء: احنا شو مشكلتنا: المراكز الصحية، الأدوية الطلعة بالسيارات.. هاي هي المشكلة اللي فهمتِ علي كيف! يعني كثير مصالح ناس تعطلت، يعني أخوي مريض سكري ولهلأ مش قادر يصرف الدواء وهو من منصة لمنصة واتصل أكثر من مرة عالدفاع وقالوله انت تواصل مع المنصة، وما استفاد اشي لحد الآن ما صرف أدويته.

ولاء عندها أخ اسمه أسامة وعمره ١٩ سنة واللي مريض سكري
كان عنده موعد لصرف الدوا في المركز الوطني للسكري بتاريخ 9-4-2020 . 

أسامة: وبداية الأمر انه أنا رنيت على الدفاع المدني على أساس إنه هو يأمنلي الدواء، فأول مرة حكالي ان شاءالله غدًا، رِنّ علينا صباحًا لإنه هسا مضلّش وقت، كنت ران الساعة 10 تقريبًا، قاللي رِنّ علينا غدًا صباحًا وإن شاءالله بصير خير وبنقدّملك إياه، رنيت ثاني يوم، رد حكالي ياريت إذا بتشوف المركز الوطني إذا بحوّلك على المستشفى الحكومي اللي عندنا بالزرقاء

أسامة حتى اللحظة مش قادر يامن دواء السكري .. لكن خلال الفترة الماضية ضل مستمر بمحاولات التواصل لتامينه

أسامة: رنيت على المركز الوطني، رنيت رنيت ما حدا رد علي، حاولت أكثر من مرة أتواصل مع حدا غاد من مركز الأمن من ايي عفوًا من مركز السكري، أتواصل مع حدا إنه يحاول يحوّلي الأدوية أو أشوف شو الموضوع، وكيف بقدر أنا أحول الدواء أو الصرف الشهري زي ما بحكوا، ما قدرت أتوصّل لحدا، لكن على صفحتهم قرأت انه يسمح يتحوّل إنه بصير انت تروح تصرف الدواء من أقرب مركز لإلك، وكان موجود من ضمنهم مركز الزرقاء الحكومي، بهذا الوقت رديت رنيت عليهم ثاني يوم على الدفاع المدني، حكولي للأسف تحوّلت هاي الشغلة، الموضوع مو عنا.

في هاي الاثناء تم اضافة "صرف الادوية" لمنصة STAY HOME   والي قامت الحكومة ممثلة بـ وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة على بناءها بالتعاون مع بعض الشركات الخاصة لتمنح تصاريح إلكترونية  تسمح لحاملها بالحصول على تصريح بيمكّنه من الخروج إلى الأماكن المسموحة بشمل تصريح للخروج بالسيارة لأماكن صرف الادوية، والي حاول اسامة يقدمله لكن دون جدوى

أسامة: رحت على المنصة الإلكترونية كذلك، قدّمت وأكثر من مرّة حاولت، بحكيلي فشل الإرسال.. فشل الإرسال، غيّرت المنصة، رحت على منحة كانت حاطاها المركز الوطني حاطها منزلها على الصفحة، وقدّمت كذلك، وبرضو اه زبط وحكالي عمّا قريب سنتواصل معك، وراحت يومين ثلاث وأربعة وما زبط، ردّيت قدّمت عن طريق صديق إلنا متطوع على هاي المنصة

تبعاً للي بقوله أسامة ، وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، مثنى غرايبة تحدث عن وجود شكاوى حول آلية منح وإصدار التصاريح

مثنى غرايبة: نتابع ملاحظات المواطنين على ادء المنصة ونتفهم عتب الكثير من المواطنين ونعتذر من كل شخص لم نستطع تلبية احتياجاته ..
لكن من الضروري أن نوضح لماذا نصل الى هذا الأمر، في كثير من الأيام وعند حلول نص الليل يتقدم 40 الف للحصول على تصريح، وانه نناشد كل من يقوم بالتقدم بطلب تصريح على المنصة أن يكون على مستوى المسؤولية والوعي بما تتطلبه هذه اللحظة الاستثنائية ولا يطلب تصريحا الا اذا كان بحاجة فعليه له.

في تاريخ 29-4 قررت الحكومة الأردنية السماح للمركبات الخاصة بالخروج بحسب نظام  العمل باستخدام المركبات الخاصة بنظام الفردي والزوجي ، بحيث سمح باستخدام المركبات الخاصة من الساعة 8 صباحا وحتى 6 مساءً وبنظام الفردي والزوجي .

واوضح وزير الدولة لشؤون الاعلام امجد العضايلة في الايجاز الصحفي اليومي انه في حالة عدم التزام المواطنين سيتم العودة للاغلاقات والاجراءات المشددة

أمجد العضايلة: نتابع عن كثب مدى الالتزام والتقيد في جميع محافظات المملكة ونراقب طبيعة التزام المواطنين والإجراءات التجارية........... بما في ذلك بالعمل في إجراءات الفردي والزوجي ... وفي حال عدم الالتزام سنضطر اسفين للعودة للاغلاقات والإجراءات المشددة

علي عمري، عمره 28 سنة وبيشتغل كاتب محتوى في شركة امارتية في الاردن، تاجل عرسه بسبب فترة الحظر، وعلى الرغم من هيك، إلا إنه بيعتبر إنه الحظر بحد ذاته كفكرة هي تنظيم للأمور، تنظيم محدد لإنه هو ظرف استثنائي ومش كبت للحريات، لكن كمان بعبّر عن  استياؤه من نبرة الإيجازات الصحفية التي برأيه فيها نبرة أبوية

علي: الإيجازات الصحفية خلينا نحكي، فيها بكثير من الأحيان بتكون فيها نبرة ايي خلينا نحكي توجيهية تعبوية، مش غلط إنه يكون في هيك وقت في عنا نبرة تعبوية، بس لما توصل لنبرة تعبوية في نوع من الأبوية لأ هون لازم نوقف، لازم نفهم انه الظرف اللي احنا فيه بغض النظر قديه هو سيئ ما بصير احنا نبلش نتخلى عن أدوارنا نعطيها للدولة، الدولة ما بنفع تيجي تحكي إنه الطلعة من 8 لل 6 كافية! لأ فعليًا هي مو كافية

بشرح علي تخوفاته من طول مدة الحظر والي صار فيها كثير تفاصيل بتفرض كثير تساؤلات ، خاصة مثل ما بيحكي أنه الخوف على الحريات تحت قانون الدفاع، مشروع ومنطقي، خاصة انه احنا ما في عنا هالتجربة اللي يمكن اعتبارها عظيمة بخصوص الحريات في الأردن خلال الفترة الماضية بحسب كلامه. 

بالاضافة لكثير من الاسئلة حول الاجراءات الاخيرة مثلا مثل الضمان

علي: أنا لحد هلأ حاولت أفهم ايش اشتراك انه الشخص يكون مشترك ضمان عشان يرجع يشتغل، حاولت أفهمها من وجهة نظر صحية، لإنه احنا التحدي اللي عنا هلأ صحي في المقام الاول أو طبي في المقام الأول، واقتصادي في المقام الثاني، انت رفعت الاقتصادي حطيته فوق وهو كان أساسًا هي هي الاشي اللي عم تحكيه مصلحة الك، اكثر انه هو مصلحة للناس، الضمان الاجتماعي انا كشخص، أنا مع فكرة انه الكل يشترك في الضمان الاجتماعي، بس ما تجبره، وبهذا الظرف. هلأ حبكت بدك اياه يشترك الضمان اجتماعي!!

الحظر ما زال مستمر وفيه كتير تبعات لهالموضوع، منها اقتصادي ونفسي واجتماعي وحتى سياسي ..

وفيه كتير تخوفات اقتصادية بسبب الحظر والي بحكيلنا عنها شوي رئيس لجنة العمل والتنمية الاجتماعية والسكان خالد أبو حسان  

خالد أبو حسان: بشوف انه صار واجب انه نعطي الوضع الاقتصادي مزيد من الاهتمام، عودة الحياة بأسرع وقت ممكن من أجل تعافي الاقتصاد عنا لإنه الاقتصاد يعني أصابه ما أصابه، وما بنقدر نحكم اليوم على الأضرار اللي أصابت القطاع الاقتصادي، ليش! ليش ما بنقدر نحكم؟ لإنه احنا الحياة ما رجعت للوضع الطبيعي ما بنعرف شو مدى تأثير وضع الفيروس، يعني الإجراءات اللي تمت على الاقتصاد

والسؤال الي بيطرح هل كان في تشاور مع السلطة التشريعية او حتى الاخذ بتوصياتها حول الوضع الاقتصادي

جميع السلطات تتوحد في مجابهة أي اشي ممكن يأثر على المملكة الأردنية الهاشمية، اليوم في ظل تفعيل قانون الدفاع، اليوم تفعيله بالنواحي الصحية أعطى لرئيس الوزراء الحق في تعطيل أي مادة في القانون مقابل إنه احنا نضمن سلامة وأمن البلد

أما حول استمرار حظر التجوال الكامل وتداعياته ، ف أبو حسان  بحكيلنا 

خالد أبو حسان: سياسة الحظر الكلي أنا بعتقد إنه بما إنه الحمدلله الأرقام عم تنزل، والأمور عم تتحسن. هلأ انا بعتقد سياسة الحظر الكلية يجب الخروج منها بأسرع وقت ممكن ونروح على سياسة التباعد الاجتماعي، هلأ سياسة التباعد الاجتماعي هلأ احنا بنفتح القطاعات بشكل كامل

بأكد النائب خالد أبو حسان والي هو عضو بلجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية ايضا ، انه عقد اجتماع اون لاين مع وزير المالية تحدث خلاله عن مناقلات من الموازنة تمت من أماكن فيها وفورات، لأماكن صار فيها مدفوعات.

مددت الحكومة تعطيل عمل الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات والهيئات العامة حتى نهاية شهر رمضان والنقاش حول فيروس كورونا وتبعاته الصحية والاقتصادية والاجتماعية، ما زال مستمر

في نهاية الحلقة هاي تحيات فريق بودكاست  البرلمان من انتاج "صوت"؛ صابرين طه من التحرير، وتيسير قباني من الإخراج الصوتي، وكنت معكم في الاعداد والتقديم هبة عبيدات

إلى اللقاء