صوت من لبنان: دينك أم جنسية أبنائك؟

صوت من لبنان: دينك أم جنسية أبنائك؟

في البطاقة؛ والد مها مسيحي ووالدتها مسلمة، أما هي فليس لديها بطاقة هوية لأنها عديمة الجنسية، "يعني...

نص الحلقة

خرائط اللامكان

الحلقة السابعة:مسلم؟ مسيحي؟ أم عديم جنسية؟

هنن لما تركوا سوريا واجوا تيعيشوا بلبنان ماما تركت أهلها وبيي ترك أهله ، يعني اجوا بس تنين لجؤا للحب يعني الحب كان داعمن الوحيد ،

الدين بالعالم العربي متل الجنسية. بيولد معانا و بحدد مصيرنا بغض النظر عن قناعاتنا أو قراراتنا. بس الفرق انه بينما ممكن نحمل أكتر من جنسية مجبورين نعتنق ديانة وحدة.

معكم تالا العيسى من بودكاست "خرائط اللامكان" الي بتناول قضية فاقدي الجنسية في العالم العربي. بحلقتنا اليوم رح نحاول نفهم كيف الدين ممكن يكون سبب مباشر لظهور أشخاص عديمي الجنسية. خليكم معنا لتسمعوا صوت من لبنان

أنا اسمي مها مامو ، عمري 29 سنة  

أنا أهلي سورية ، إمي مسلمة وبيي مسيحي ، زواجهن مخالف للقانون العام ، يعني ما بحقلن يتزوجوا فيلي عملوه هربوا من سوريا ، اجوا على لبنان ، تزوجوا بلبنان زواج غير مُسجل طبعاً وخلقنا نحنا بلبنان ، نحنا 3 ، اختي أنا وخيي ، نحنا خلقنا بلبنان بس لبنان ما بيعطيكِ هوية اذا انتِ خلقتي على الاراضي اللبنانية لا تُعتبري لبنانية

مني لبنانية وبنفس الوقت مني سورية ، أنا شخص بلا هوية وبلا وراق ، شخص مش موجود. شخص stateless

القيود القانونية والدينية في لبنان وسوريا، بتمنع وبتعقّد الزواج المختلط بين المرأة المسلمة والرجل المسيحي. وبما انه المسلمة قانونيا و شرعيا ما بتقدر تغير دينها، بتضطر المسيحي يتحول للإسلام لإتمام الزواج.

ولكن بالنسبة لأبو مها تغيير ديانته كان رح يعرضه لضغوط عائلية واجتماعية وبالتالي كان ههالخيار غير متاح إله. فكانت النتيجة 3 أطفال معدومي الجنسية.

بلشت حس انه في شي غلط بحياتي من وانا عمري 6 سنين ، 7 سنين.  

لما بلشت العب باسكت بول بالمدرسة عندي ما قدرت ألعب مع ولا نادي بس الحجة كانت من أهلي لانه نحنا سورية  سو بلبنان ما فيكي تلعبي هيدي كانت الحجة يلي انعطت بس بلشت اكتشف انه أنا مني سورية ولا لبنانية ولا شي وعندي مزبوط مشكلة لما خلصت مدرسة

المدرسة اللي درست فيها مها كانت المدرسة الوحيدة التي قبلت تستقبلها من دون أوراق ثبوتية واعتبرت حالتها استثنائية. بالتالي  قدرت تقدم مها واخوتها لامتحانات الثانوية

قدمنا الفحص، نحنا مفكرين انه بوضعنا الخاص بهيدي الورقة حنقدر نتعلم بالجامعات 

فيلي عملته لما نجحت ، حطيت وراقي جمعتن ورحت عالجامعة اللبنانية تحتى قدم تأدرس طب الشخص يلي استقبلني أخد الوراق وكبن بوجي، قلي نحنا هون جامعة محترمة ، نحنا هون جامعة ، شو انتِ جايي عم تلعبي ، وين الباسبور ووين هويتك

اتواصلت مها مع عدد كبير من الجامعات الحكومية والخاصة في لبنان، وبالآخر ما قبلتها غير جامعة وحدة: خاصة وما فيها طب. سألت مها اذا كانت بتشعر بالغضب اتجاه أهلها اللي كان لقرارهم أثر كتير كبير على حياتها 

غضب بالنسبة لأهلي طبعا ع طول كان بمحلات معينة موجود لانه خربت حياتي ، خربت حياتي بمعنى انه لا فيي اتزوج لا فيي سوق سيارة ، لا فيي سافر لا فيي اتعلم ، ما فيي اشتغل ، ما فيي اعمل شي بحياتي ، يعني شخص مش موجود يعني خط تلفون ما فيي اشتري ، اذا بشوف حاجز للدرك أو للجيش بصير بدي اركض عم بتخبى منن وانا لا معي حشيش ولا معي مخدرات ولا معي سلاح ولا معي شي اذا وقفوني عالحاجز وطلبوا وراقي وما قدمتن بروح عالحبس .

بس ما كانت مها مستعدة انو تخلي قرار ما أخدته هي يدمر حياتها. حاولت بالبداية تستفيد من القانون اللبناني اللي بنص على منح الجنسية للأشخاص اللي ولدوا بلبنان كعديمي جنسية. لكن لما فشلت محاولتها لجأت لحل تاني

كتبت قصتي وبلشت ابعتها ع كل السفارات  ووصلني كتير ردود وكلن نيجاتيف

إذن مو بس لبنان، معظم الدول ما كانوا مستعدين يعترفوا بشخص من دون جنسية،إلا دولة وحدة  

من أول نهار وصلنا فيه عالبرازيل عطيونا كرت (..) يلي هو متل الباسبور بحقلك تشتغلي فيه عطيونا اقامة، يعني من اول نهار أنا وصلت فيه صار معي وراق تثبت أنا مين صار معي وراق اذا بروح على حيا الله مستشفى بيستقبلوني 

وصلت مها مع أخوها وأختها على البرازيل ب2014، بس كيف زبطت معاهم بعد عشر سنين من مراسلة السفارات وليش انقبلوا بهاد الوقت بالذات؟

للأسف للأسف للأسف يعني متل ما بقولوا انه مصيبة غيرك معقول تكون حل لالنا؟ لما بلشت الحرب بسوريا البرازيل فتحت بوابها للسوريين ، مش للأشخاص اللي بلا وراق وبما انه انا اهلي سورية اعتبروني سورية وقدرت فوت على هالاساس عالبرازيل ، بالسفارة عطيوني باسبور

بس هالبسبور ما خلاها مواطنة برازيلية بل لاجئة سورية يعني لا  بتقدر تشتغل بالوظايف الحكومية ولا بتقدر تسافر، بالبداية السفر ما كان يهمها كتير لمها لكنها بعد سنتين من الاستقرار بالبرازيل اكتشفت أهميته

توفى خيي بجريمة قتل كانوا عم يجربوا يسرقوه بالبرازيل وتوفى.

هو شب عمره 26 سنة كان هو خلق بلا وراق وتوفى بلا وراق ، شخص كان حلمه الوحيد يرجع على بلده، يرجع يعيش بين امه وبيه كان غرامه يعني حلمه ينام ويقوم : أي متى بدي ارجع ع لبنان واي متى بدي ارجع ع لبنان ، لما توفى انا فكرت انه الوداع الاخير مش لالي ولا لأختي هو لأمه ولبيه 

بعد هالحادث المؤلم كان لازم تلاقي مها أي طريقة للسفر، فتواصلت مع الأمم المتحدة وعن طريقهم قدرت تغادر البرازيل وتدفن أخوها بلبنان

مها بتحمل مسؤولية هالمشاكل للقوانين التي بتعتبرها رجعية 

القوانين هي اللي وصلتنا لهون والتشريعات هي وصلتنا لهون والدين هو محبة فما مفروض يخلق هالهواجس ويخلق هالمشاكل وينهي حياة أشخاص يعني بالنهاية نحنا مشاكلنا انسانية منا لا قانونية ولا بوليتكس 

يعني هو سطر واحد ، قانون واحد بغير حياة أشخاص 

بحسب القانون البرازيلي الحالي، مها ما بتقدر تحول صفتها القانونية من لاجئة لمواطنة

ما معي الجنسية البرازيلية

وتأحصل عليها بدي 15 سنة وما باخدا ، لانه بالمتطلبات بدن اللاحكم عليه من بلدك الأصلي وانا ما عندي بلد أصلي ولا عندي وجود ببلدي 

إذن لتقدر في يوم من الأيام تصير مواطنة برازيلية، لازم القانون يتغير. وهذا التي عم بتحاول اتحققه مها عن طريق عملها مع "حملة أنا انتمي" التابعة للمفوضية السامية واللي بتهدف لإلغاء انعدام الجنسية بحلول 2024

سوريا، ولبنان، والبرازيل... بالنسبة لمها كل بلد فيهم إله معنى مختلف تماما عن الثاني

سوريا ما بعرفها ولا مرة رحت عليا ، أكيد بعتبر حالي سورية لانه أهلي سورية وحلمي روح ع سوريا بس انا بعتبر حالي لبنانية أكيد

وانا بحب لبنان أنا خلقت بلبنان ، ربيت بلبنان لبنان بالنسبة لالي بلدي وطني انا بعتبره وطني حتى لو ، لو ما بيعطيني وراق بس الوراق ما بتمثل هيدا الشي 

أما البرازيل، فهي بلد الغربة، والمكان اللي اضطرت تشتغل فيه مها بائعة جرايد، والأصعب انه فقدت فيه أخوها. ولكنها بتعتبره مكان عزيز عليها لانه البلد الوحيد اللي قبلها

هون انا شخص انسان موجود بلبنان انا انسان مش موجود ، ع طول كنت حس حالي اقل من بقية العالم هون بحس حالي متلي متل كل العالم 

العنف موجود هون وهونيك الارهاب موجود هون وهونيك بس بطرق مختلفة فالفرق انه هون انا موجودة هون انا قادرة عيش ، قادرة كون عم حقق ذاتي يعني عم بكون موجودة كشخص.

كنت معكم من الإعداد والتقديم تالا العيسى ومن الهندسة الصوتية محمد حجازي. تابعونا بالحلقة الجاي لتسمعوا صوت من " فلسطين المُحتلة"