عزيزة جلال

عزيزة جلال

في بودكاست "دُمْ تَكْ" بنروي سيرة فنّانات عربيّات، موهبتهم جابتلهم وجعة راس بحياتهم، بس أنتجتلنا...

نص الحلقة

عزيزة جلال

بتعرفوا برامج المواهب الغنائية؟ أو حتى برامج التمثيل والاستعراض وغيرها؟ يعني مثل آراب أيدول وأراب جوت تالنت؟ لّما كنت أشوف برنامج من هالبرامج وأتخيل شو كان بصير لو كنت أنا اللي عالمنصة عم بقدم موهبتي، كنت حط حالي محل المتسابق وأعيش لحظات الشهرة.

فنّانتنا بهاي الحلقة كان حلمها تغني قدام الجماهير من وهي صغيرة كتير، وقدرت تحصل ع فرصتها من خلال برنامج مواهب عرفت تفرض حالها لتصير جزء منه، وهديك اللحظة كانت انطلاقتها الفعلية في عالم الفن.

رح نرويلكم قصة هالفنانة اللي مسيرتها انتهت بعد مش أكتر من 10 سنين من بدايتها. هيدي مش قصة نجمة مؤقتة أو عادية. كانت أكتر بكتير من هيك. هيدي حكاية الفنانة "عزيزة جلال". 

مرحبا فيكم ببودكاست "دم تك". أنا رنا داود. بهالبودكاست منروي سيرة فنّانات عربيّات، موهبتهم جابلتهم وجعة راس بحياتهم، بس أنتجتلنا مخزون موسيقي منروّق فيه راسنا. بهاي الحلقة راح نتعرّف على "عزيزة جلال" من خلال قصة كتبتها عايدة قعدان، ورح نرويها نيابة عنها.

ببلدة مكناس في المغرب سنة ال 1958 انولدت عزيزة. تربّت عند جدها وجدتها لأنهم كانوا يحبوها كتير وبدهم اياها تتربى عندهم، فكانت عزيزة تزور عائلتها في العطل الأسبوعية والعطل الصيفية بس. 

وهي صغيرة كتير صابتها حُمّى واللي سبّبت حَوَل بعيونها، وهو عيب في العينين واللي بيعدم التوازن بينهم. هالحول في حينها ما كان بينفع يتعالج غير بعملية جراحية، لكن كان فيها تعملها بس لما تصير أكبر شوي بالعمر، ولهالسبب لبست نظارات كبار كتير، واللي صاروا بعدين واحدة من علامات نجوميتها. 

والدة عزيزة كانت ربة منزل مغربية كلاسيكية، لكنها حبّت الطرب كتير. كان حلمها تصير مغنية لكنها تخلّت عن هالحلم وتزوّجت وصارت ربة منزل تقوم بالأعمال المنزلية وتربي أطفالها. 

خلال النهار، صوت الموسيقى عالراديو ما كان ينعدم بالبيت، وإمها لعزيزة كانت كتير تحب فريد الاطرش، وورّثت عشقها للموسيقى ولفريد الأطرش لبنتها عزيزة. 

اكتشفت عزيزة قدرتها عالغناء وهي صغيرة، ومع الوقت فهمت إنه هذا بده يكون مسارها. فلما كانوا يطلبوا منهم بالمدرسة يحفظوا الآيات والسور القرآنية كانت عزيزة تلحنهم وتغنيهم، وهاي كانت الطريقة الوحيدة اللي تقدر تحفظهم فيها.

حلمها بإنه تغني كان عم يكبر مع الوقت، ويتترجم بطرق مبتكرة.. كيف؟ رح نقولكم…

والدها لعزيزة كان مدير شركة نقل، وكان ورا بيتهم بمكناس ساحة كبيرة مليانة بالباصات التابعة لشركة أبوها. كانت عزيزة تستنى ليبعد أبوها وتدخل شوي شوي ورا البيت وتروح عالساحة وتدخل على أكبر باص وتصير تتنقل من مقعد لمقعد ومرات توقف مكان السواق وتغني. كانت تتخيل إنه المقاعد هي الجماهير وتشوفهم عم يصفقولها بعد ما تخلص الوصلة الموسيقية اللي كانت تعملها بالباص لحالها.

وهيك كانت عزيزة كل مرة بتزور أهلها تختارلها شي باص، وتعمل فيه حفلة صغيرة. وضلّت هالأمنية بنفسها، وهي إنه تغني قدام الجماهير. 

في يوم من الأيام سنة الـ72، بحسب رواية عزيزة، راحت هي وإمها ليزوروا صديقة والدتها بالرباط، وهناك عزيزة تعرفت على بنت صاحبة إمها واللي كانت تشتغل بالإذاعة والتلفزيون المغربي. قعدت عزيزة مع هالصبية ولما انشغلت إمها شوي، أقنعتها تاخذها معها لحتى تشوف استوديوهات الإذاعة والتلفزيون. بالأول رفضت لكنها قبلت بعد إلحاح من عزيزة. 

وصلت عزيزة مع صديقة العيلة عالإذاعة والتلفزيون وبما إنه هذا مكان عملها، تركت عزيزة في ستوديو المواهب تتفرّج على تسجيل حلقة وقالتلها ما تتزحزح من مكانها لتخلّص نهار الشغل. 

دخلت عزيزة ستوديو المذيع عبد النبي الجراري، وكانوا عم يسجلوا حلقة مواهب. قعدت بآخر المدرج وفكّرت "بنزل خبّرهم إني بغني؟"، لكنها تردّدت. بس بعدين صارت تنقل من كرسي للتاني تحته لحتى تقرب عالمسرح لحد ما وصلت لأول صف. 

بعد شوي أجا وقت الاستراحة، فطلعوا طاقم التسجيل والمتسابقين والجمهور لبرا، وبلحظتها ومرق الجراري مقدم البرنامج وشافها قاعدة لحالها، فسألها "إيش بتسوي هنا؟" فجاوبته عزيزة بسرعة "أنا بحب أغني وجيت أتفرّج عالتسجيل" .. سألها المقدم "شو بتحبي تغني؟" فقالتله "أم كلثوم، اسمهان، فريد الأطرش" . بوقتها استغرب الجراري كتير من جواب البنت الصغيرة وطلب منها انه تغنيله. 

مهم الاغنية تكون بعيدة من حيث الجودة، والمقطع الي نختاره يكون فيه اقل موسيقى عشان المصداقية. 

غنّت عزيزة واحدة من أصعب أغاني أسمهان، "ليالي الأنس" وهالأغنية من الحجم الثقيل يعني. انبهر المقدم والموسيقار الجراري وطلب منها ترجع تاني يوم مع أهلها. 

خلال هالمحادثة دخلت صديقة العيلة عليها ولقيتها قاعدة مع الموسيقار وعم بتغنيله، الشي اللي ما كانت متوقعته أبدًا! 

قعدت عزيزة في الطريق الرجعة عالبيت تضرب أخماس بأسداس، وتفكر كيف بدها تحكي لأهلها هلأ؟ لأنه أبوها كان رجل محافظ وما كان راح يقبل بمسار الفن أبدا.

بس لما وصلت عالبيت وقالت لأهلها اللي صار معها، حسّت إنه إمها مبسوطة فيها بس من غير ما تظهرلها عشان يمكن عم بتحقق حلم، الأم ما عرفت تحققه لنفسها. 

بعد أخذ وعطى، قرروا أمها وأبوها يرافقوها تاني يوم على برنامج المواهب. 

وصلت العائلة على الإذاعة والتلفزيون، وكانت عزيزة حاضرة تطلع عالمسرح الحقيقي، مش الباص .. وقدرت تحقق هالحلم. 

طلعت عزيزة عالمسرح ، وكأنه هالمشهد عادي، يعني كأنه عزيزة كل يوم بتغني قدام جمهور، وكاميرات وفرقة موسيقية. ما بنعرف كيف جابت كل هالثقة بوقتها، بس استجمعت ثقتها بحالها وبلشت تغني "أهوى" لأسمهان. 

خلصت الأغنية، وصفّق الجمهور بجنون، وإجى لعندها الجراري وقالها: "لازم ترجعي تسجلي الاغنية وتمري بالبرنامج!" 

أبوها قال: "طيب، منفكر، منشوف انشالله".  

 بالنهاية نجحت عزيزة بإنها تقنعهم، وتسجلّت الأغنية.

انتشر فيديو لهالأغنية عالتلفزيونات، وأذيعت الحلقة عالراديوهات أكتر من مرة، وكتبوا عنها بالصحف واكتسحت دول المغرب العربي. 

وتفاعل الجمهور المغربي بقوة مع عزيزة جلال. انه مين هاي البنت الصغيرة اللي بتغني لفنانين كبار مثل أسمهان؟ ومن وين طلعت فجأة؟ 

ثقة عزيزة بنفسها وبصوتها اتعززت أكتر من بعد ظهورها الأول وتفاعل الناس معها. لكن أهلها كانوا بيعتقدوا إنه غناءها ما هو إلا هواية ورح تزهق منها عزيزة قريباً. بس هالصبية أصرّت بطريقة دبلوماسية انه تكمل مشوارها الفنّي الي بنظرها ما كان مجرد هواية… 

والحقيقة اللي كان تحدّي أكبر بالنسبة إلها هو انه تقدر تقنع أهلها إنهم يرافقوها بحفلاتها خارج المغرب.

أول حفلة لعزيزة برا المغرب كانت في الإمارات سنة ال1975 ودعوها بوقتها لتحيي حفل ضخم بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي.

بوقتها كان عمر عزيزة 17 سنة بس، ولأنه ما كان عندها أغاني خاصة فيها، الموسيقار جابر الجاسم عمللها ٣ أغاني خليجية وحدة منهم أغنية "غزيّل مفلّة".

تعلمت عزيزة نطق مخارج حروف هالأغنية بسرعة كبيرة ويقال إنه الناس ما كانت تعرف إنها مغربية لحد ما هي صرّحت بالموضوع سنة ال76، يعني الناس قعدت سنة كاملة بتفكرها إماراتيّة. 

إذا بتحضروا الفيديو كليب لهالأغنية راح تشوفوا 18 صبية إماراتية مصفوفات 9-9 قدام بعض في البرّ (يعني الصحرا) مع شوية أشجار صحراوية. الصبايا لابسات أثواب تراثية ملونة وعم يرقصوا رقصة "النعاشات" الفلكلورية الإماراتية اللي فيها بميلوا الشعر من الجنب للتاني بشكل غير متناسق لا مع بعض أو مع الموسيقى. 

عزيزة بتظهر من بين الصبايا لابسة ثوب تراثي أخضر بنظاراتها الكبار وبتبلش تغني، هالأغنية وهالفيديو اخترقوا كل بيت في الإمارات على غفلة، ومن هون عزيزة شقّت طريقها في الوسط الموسيقي الخليجي. 

من بعد نجاحها السريع في الإمارات، عرفت عزيزة إنه طريقها للشهرة في العالم العربي الكبير رح يجي مع وصولها لمصر، وفعلاً، وصلتها دعوة وقررت تلبيها.

اللي صار انه إجاها اتصال من شركة تسجيل مصرية اسمها صوت الفن. وعرضوا عليها تسافر لمصر تسجّل أغنية "نتقابل سوا" لسيّد مكاوي لتحييها في حفل افتتاح الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي سنة ال76. 

عزيزة طبعا وافقت عشان مين ممكن يرفض هيك فرصة بهداك الوقت لحتى يشقّ طريقه الفني ويتعرف على أهم الموسيقيين ويشتغل معهم؟ لكن بالحقيقة وبعد التسجيل، وحسب ما بتقول عزيزة بالمقابلات، إنها ما حبّت الأغنية أبدًا، وما شافت فيها لون بيشبهها، لكنها تصرفت بذكاء، غنتها وسجّلتها ورجعت عالمغرب.

في حفلة افتتاح المهرجان، وقبل ما تطلع عالمنصة، علق فستان عزيزة في مسمار نافر من المنصة وتمزق. بهاي اللحظة الهستيريا عمّت في الكواليس وكان لازم ينزلوا صبايا من الكورال ليخيطوا فستانها بسرعة. الجماهير كانت بانتظارها. لهالسبب بتسجيل الحفل، الكاميرا كانت بتركز على زاوية واحدة وما بتصور من زوايا ممكن يبيّن فيها الفستان بعد هالمصيبة. 

لما خلصت الحفلة، سافرت عزيزة بنفس الليلة عالمغرب، وكانت هاي حسب علمنا المرة الوحيدة اللي بتقابل فيه عزيزة جلال سيد مكاوي. 

الأغنية عملت ضجّة بمصر، والتساؤلات انتشرت: مين هاي البنت؟ لمين هالصوت؟ 

وهالشهرة خلت عزيزة ترجع على مصر لحتى تكون عالساحة وتقدم عروض في مصر. وهالمرة الملحن اللي اشتغل معها لما رجعت مصر كان الموسيقار محمد الموجي. غنّت عزيزة كثير أغاني مع الموجي ونجح بأنه يطلّع جزء كبير من صوتها بالتعاون مع الشاعر عبدالوهاب محمد، اللي ربطته علاقة قوية كتير بعزيزة على مدار عمرها الفني. 

عبدالوهاب محمد لقي بعزيزة الصوت المنتظر لأغاني تخبّت سنين طويلة في درج مكتبته الموسيقية.

بالنسبة له كانت عزيزة الهدية اللي نزلت عليه من السما. ومن هون وببداية هاللقاء، تحرّرت الأغنية اللي كانت مخباية 20 سنة وانطلقت لتعبّي آذان الجمهور لسنين طويلة بعدها..

هو الحب لعبة،… ولا الحب لعبة 

تحالُف الثلاثة سوا، محمد الموجي، عبدالوهاب محمد وعزيزة جلال كسّر الدنيا، وهالأغنية ما ضل مكان ما انسمعت فيه، في التاكسي، في الباص، في الشارع، وحتى في المطار

وبالفعل، امنية عزيزة تحققت، وصار اسمها على كل لسان في العالم العربي من بعد هالأغنية.

عزيزة بلشت تطلع سلم النجاح درجة درجة مع كبار الملحنين المصريين، ابتداءً بمحمد الموجي، عبدالوهاب محمد، السنباطي ووصولًا لبليغ حمدي.

لما منسمع اسم السنباطي عادة منفكر بأم كلثوم. وفعلًا، بهالقصيدة بالذات صوت عزيزة جلال اللي كان يتشبه شوي لأسمهان، كان بهالأغنية بالذات أقرب لأم كلثوم، بعد رياض السنباطي اشتغلت عزيزة على أغاني جديدة مع بليغ حمدي وغنّت أشهر أغانيها: "مستنياك" و "حرّمت الحب عليا".

بليغ حمدي عرف يدفعها لأعلى درجات النجاح.. التناغم بين الالحان والكلمات الي قدملها اياهم ميّزوا صوتها لدرجة انه مع اغانيه قدرت ولأول مرة تحيي أول حفل خاص فيها لحالها من غير أي فنان أو فنانة تانيين يحملوا الحفلة عنها! 

حقك تعاتبني كان اسم الأغنية اللي سمعناها من شوي، وهالأغنية غنتها عزيزة في نادي الزمالك في القاهرة. وغنت خلالها كمان أغنية "مستنياك" وأغاني تانية كتير. الحفل انبث مباشرةً ومن بعده باعت "شركة الفن" ملايين النسخ من الكاسيتات والتسجيلات لعزيزة جلال، وضلّت أغنياتها تنبث عالإذاعات والتلفزيون لست سنين ورا بعض وبدون توقف!

بتتخيلوا شو صار بعد هيك؟ 

نزلت عزيزة من مسرح نادي الزمالك وقالولها إنه في حدا بده إياها عالتلفون. هالاتصال كان من الموسيقار محمد عبد الوهاب. عبدالوهاب حكا مباشرة مع عزيزة وقالها بالحرف الواحد، حسب كلامها طبعاً، قالها: "يا هانم، إنت سلطنتيني يا هانم".

بهالاتصال عبدالوهاب اقترح على عزيزة إنه يلحنلها كم أغنية وبكل تأكيد هي تحمست كتير ووافقت على الاقتراح. لكن بسبب اعتزالها وزواجها هاد الحلم ما اتحقق. رح نحكيلكم بعد شوي كيف صار هيك. 

مرقت السنين، وشهرة عزيزة اتوسعت أكتر وانباعت تسجيلاتها بالملايين. لكنها كفنانة كانت دايمًا متواضعة ومتوارية عن الأنظار وشغلتها كانت تقدم أغاني طربية حلوة وبس، وولا مرة كان همها انه تعيش اخبار الفنانين او تظهر بعناوين الصحافة أو حتى بالبرامج. 

في اول الثمانينات كانت شهرتها وصلت الذروة، وكانت أغنية "حرّمت الحب عليا" لسا طالعة ومكتسحة الساحة من بعد "مستنياك". 

في سنة الـ84، وكعادة كتير من أهل المغرب وقت الصيف، راحت عيلة عزيزة لإسبانيا لتقضي عطلة الصيف بشي منتجع عالساحل. جربت بوقتها تحجز لهالرحلة لكن لأنها اتأخرت بهالحجز، كانت كل الفنادق محجوزة. 

بس عزيزة أصرّت تعمل الي براسها، وساقت سيارتها من المغرب لإسبانيا، لحتى وصلت لفندق وجبرتهم يلاقولها غرفة فاضية.

لما خلصت الرحلة وبعد كل الشوبينج والتشميس إجى الوقت يرجعوا للمغرب. كان مع عزيزة شوية مجوهرات عزيزات عليها، زي ما بتقول، وكانت مخبيتهم بشنطة مع أمها. بس أمها قررت تروح تعمل آخر لفّة لتشتري اغراض وهدايا وتركت الشنطة في غرفة الفندق تحت المخدات، على أساس إنّه هيك أمان. 

طبعًا، مثل ما كلنا متوقعين، انسرقوا المجوهرات واضطروا يقعدوا بالفندق كمان ٣ أيام زيادة لحد ما يلاقوا المجوهرات، حسب طلب الفندق. 

بهالثلاث أيام هدول ظهر شاب بالفندق واللي كان ضيف زيه زي عيلة عزيزة، بس لسبب ما لاقى حاله مهتم بقضية العيلة والمجوهرات وكان يضل يتواصل مع أبوها ليتطمن عليهم وعلى أخبار السرقة. 

عزيزة ما اهتمت لهالشخص بالذات، ولما رجعت العيلة عالمغرب.. ضل هالشخص اللي كان مهتم بالقضية يتواصل مع والدها ليعرف إذا فيه أخبار عن المجوهرات، (صوت هاتف قديم برن) كان يرن عالبيت يطلب يحكي مع الوالد بشكل متكرر وبكل مرة كان يرن التلفون، كانت بالصدفة عزيزة اللي ترد. 

مرة، مرتين، ثلاثة.. لحد ما صارت عزيزة مهتمة، وحتى تفتقده إذا ما تلفن. 

صاروا يحكوا، ساعات وأيام طويلة، لحد ما بيوم عرف مين بتكون عزيزة، وهي عرفت مين بكون هالشخص. وبلشت قصة حب إلى إن أجا هالشخص وطلبها من أبوها. 

هالشخص كان رجل الأعمال السعودي علي بن بطي الغامدي، اللي بعد كل هالتلفونات صار زوجها سنة ال ٨٥.

عزيزة بتقول إنه قبل ما تتعرف على زوجها، كان يراودها شعور إنها غير سعيدة، غير سعيدة بالشهرة، غير سعيدة وين هي. وكان يراودها خوف كبير: كيف راح تستمر؟ شو راح تعمل بعدين وكيف راح تحافظ على حب الناس؟ 

قرار الاعتزال كان يراودها من سنين طويلة، ولكنها كانت تفتقد الحافز اللي راح يدفعها للقرار بشكل نهائي.. وهالحافز كان زواجها. 

انتقلت عزيزة بعد زواجها لجدّة لحتى تبني عائلة مع زوجها. وكانت قبل الزواج فاتحت زوجها بموضوع الاعتزال وبحسب قولها هو شجعها إنها تعمل شو شايفة صح بدون ما يأثر عليها ولا على قرارها ولا يقولها شو تعمل، وبوقتها قررت إنه تاخد قرار الاعتزال. 

اعتزالها هزّ الدنيا، لأنه مسيرتها الفنية ما استمرت أكتر من 10 سنين عالميا، و13 سنة بالمجمل ولأنه لما اعتزلت كانت بأوج شهرتها وكانت مبيعاتها بالملايين، لكنها قررت تختفي فجأة.. حتى إنها ما لحقت تشتغل مع محمد عبد الوهاب! 

في سنة الـ2016 توفى زوج عزيزة، اللي معه أسّست عائلة من ولدين وبنت. وبعد بشهرين توفى والدها. هالسنة كانت صعبة عليها كتير. 

بعد 34 سنة غياب، أطلّت علينا عزيزة جلال من جديد عبر قناة الMBC في برنامج من الصفر، بحوارية دارت حوالي الساعتين، بتروي عزيزة جلال خلالها مسيرتها الفنية من بدايتها وحتى سنة ال٨٥. وحكت كتير عن زوجها وعن قصة مرضه ووفاته. بهالمقابلة كانت لابسة حجاب ونظاراتها الكبار الشهيرات، ولساتها بتمتلك صوت مش بس حلو، بس كمان حنون وعبقري. 

هيدي كانت رحلة عزيزة جلال الخاطفة من المحيط للخليج اللي منتمنّى لو انها ما انتهت بهالسرعة القياسية .. 

قصة هالحلقة اللي أنتجها فريق صوت، كتبتها عايدة قعدان ورويناها نيابة عنها. حرّرتها وأنتجتها فنّيًّا صابرين طه، وأخرجها صوتيًّا تيسير قباني من صوت، وقدّمتلكم ياها أنا رنا داود. 

اشتركوا بقناة دم تك على أي وسيلة بودكاست بتفضّلوها، وتابعونا لتسمعوا آخر قصّة بموسمنا الأوّل من هالبودكاست.

 

رصيد الأغاني بحسب ظهورها:
أغنية البودكاست: لما بدا يتثنى، شيرين أبو خضر، دوزان
ما قلي وقلتله، فريد الأطرش
ليالي الأنس في فيينا، عزيزة جلال
أهوى، عزيزة جلال
غزيل فله، عزيزة جلال
سيدي يا سيد ساداتي، عزيزة جلال
يالا نتقابل سوا، عزيزة جلال
هو الحب لعبة، عزيزة جلال
قصيدة الزمزمية، عزيزة جلال
من حقك تعاتبني، عزيزة جلال
مستنياك، عزيزة جلال
حرمت الحب علي، عزيزة جلال
إلا أول ما تقابلنا، عزيزة جلال