Almostajad | المُستجَد

رحلة مع مصطلحات كوفيد-١٩

في هذه الحلقة من بودكاست «المُستجَد» نشرح أهم المصطلحات المتداولة في المنشورات والمؤتمرات الصحفية...

نص الحلقة

أنا عبير قبطي، وهذا بودكاست المستجد.

التباعد الاجتماعي، العزل الذاتي، فترة الحضانة، مناعة القطيع.. كل هاي المصطلحات وغيرها عم نسمعها في الإعلام وفي المؤتمرات الصحفية وفي كل مكان.. كلها مصطلحات جديدة دخلت على حياتنا ورح تبقى معنا لوقت طويل.. 

اليوم رح نمرّ على هاي المصطلحات ونحاول نفهمها بشكل أفضل.

في ظلّ هذا الوباء العالمي، أو الجائحة، هاي الحلقة انكتبت وتسجلت وتحرّرت من البيت، وبنتخيل إنه معظمكم كمان عم تسمعوها من البيت. كلّ شكل حياتنا تغيَّر ليكون ملائم للحالة الاستثنائية الي بنعيشها.

هذا كله اتباعا لتوصية "التباعد الاجتماعي" social distancing،  مصطلح جديد علينا شوي، بيعني تقليل التواصل مع الناس قدر الإمكان، العمل والدراسة من البيت، ووقف الأنشطة، والتجمعات… وبالتباعد لسا بيكون فيه مجال للتفاعل مع الناس الثانيين، بس مع حفظ مسافة محددة التوصية هي بين ١.٥ ل ٢ متر… يعني بيزبط بالتباعد الاجتماعي نطلع نشتري أغراض

بس مش مفروض نسلّم على حدا باليد، أو نروح على محلّ زحمة مليان ناس أو نزور ناس ببيوتها ونعمل لقاءات اجتماعية. يعني منقدر نقول التباعد الاجتماعي هو وقف لقاءاتنا مع الناس اللي خارج عائلتنا الضيقة اللي عايشة معنا في نفس البيت.

 

وهذا بيوصلنا للمصطلح التالي، العزل الذاتي self isolation، بالعزل الذاتي بتصير القواعد أشدّ.

 

يعني بنبقى بالبيت وما نغادره لأيّ سبب مهما كان، ولو كانت حالة طارئة كثير، نلتزم بعدم التواصل الاجتماعي أبداً.

 

الي مفروض ياخذوا هذا الإجراء، لمدة 14 يوم، هن الأشخاص الي ظهرت عليهن أعراض العدوى بفيروس كورونا، وعم ينتظروا نتيجة الفحص الطبي، أو فعلاً ثبتت إصابتهن. 

 

أي خرق لهالعزل ممكن يعرّض الآخرين للإصابة.

 

مشان هيك كمان بيصير في إجراءات لحماية الناس من العدوى، مثل الحجر quarantine، فيه حال كانوا الأشخاص عندهن احتمال الإصابة، يعني ما ثبت لسا، ولكن هو احتمال وارد، بسبب عودتهن من السفر، أو مخالطتهن لأشخاص مصابين مثلاً…. في هالحالة بينوضعوا بحجر صحي، إما بالبيت أو بإحدى المرافق الطبية والحكومية، لمدة 14 يوم. وداخل هالحجر ما بيقابلوا أي شخص ثاني ومش مسموحلهن يغادروه. 

 

ويمكن هون لازم نشرح ليش ١٤ يوم بالذات، وهذا بياخدنا لمصطلح "فترة الحضانة" Incubation period

حسب منظمة الصحة العالمية مصطلح "فترة الحضانة"، بيعني المدة من وقت الإصابة بالفيروس لحد بدء ظهور أعراض المرض، في هاي المرحلة الشخص ممكن يكون حامل الفايروس ويعدي آخرين بدون حتى ما يعرف. فترة حضانة فيروس كورونا بتكون ما بين يوم واحد و14 يوماً. 

كل الإجراءات اللي حكينا عليها قبل من التباعد الاجتماعي والعزل الذاتي والحجر إما الناس في العالم أخذوها بإرادتهم، أو فرضتها الحكومات عليهن من خلال إعلان الحجر الصحي العام.


 

وبعض الحكومات اتبعت ما يعرف بالإغلاق الكامل lock down لضمان الالتزام بالحجر الصحي العام والتباعد الاجتماعي. ضمن إجراءات الإغلاق الكامل هو إغلاق المدارس والجامعات وجميع المرافق العامة ومعظم المتاجر، ومنع الناس من ترك منازلها إلا بحالات محددة مثل شراء المواد الغذائية أو الأدوية. الإجراءات أيضا شملت غالباً منع الاختلاط في الشارع بين الناس، وتحديد عدد اللي ممكن يجتمعوا في الأماكن العامة، مع حفظ مسافة بينهم.

كل هاي هي إجراءات غير طبية، ولكن بتحمي من انتشار الفيروس بسرعة، وبتخليه تحت السيطرة.

 

كلها بتيجي ضمن استراتيجيّة اسمها "تسطيح المنحنى". المنحنى هو الرسم البياني الي بيظهر علاقة عدد الإصابات مع الوقت الي بيمرّ.

خلينا نبسطها أكثر، نحنا بنعرف إنه عدد الإصابات رح يزيد أكيد مع الوقت، بما إنه فيه مصابين، وفيه مخالطين إلهن، ومخالطين للمخالطين… 

الحكومات بتعرف إنه ما فيه مهرب من زيادة الإصابات، بس بتحاول تتحكم بتوزيع هالإصابات على فترات زمنية متباعدة قدر الإمكان.

بتعطي حالها فرصة، وقت، بين مراحل تفشي الوباء، وهذا كمان جاي من إدراك هالدول إنه قطاع الصحة عندها ما رح يقدر يدير الأزمة لو تفشى المرض بسرعة كبيرة. يعني كل الفكرة إنه تأجّل ذروة التفشي قد ما بتقدر.

 

تخيلوا معاي إنه في شخص مصاب بالعدوى ولسا ما بيعرف، وهذا الشخص خرج للشارع، مسك ايد باب العمارة وهو طالع ومسكها وهو راجع ولما طلع خالط ناس ثانيين وهدول الناس خالطوا ناس ثانيين، وراح عالسوبرماركت مثلا أو وركب بالحافلة ولمس كتير اسطح واجا بعده عشرات لمسوا نفس الاسطح وهدول بعدين خالطوا ناس تانيين، فكروا قديش هذا الشخص الواحد اللي خالف تعليمات العزل هو ممكن نشر العدوى بين عشرات أو مئات خلال فترة قصيرة. الاحصائيات بتقول إنه الشخص الواحد ممكن ينقل العدوى ل ٤٠٠ شخص خلال شهر واحد إذا ما التزم بالتعليمات الصحية. وتخيل لو ٢٠٪ من الناس اللي عداهم تطورت عندهم اعراض وساءت حالتهم واضطروا يروحوا عالمستشفى يللي عم تستقبل عشرات أو يمكن مئات الحالات يوميا، تخيلوا معي شو رح يصير، وهل في اي مستشفى في العالم ممكن تتحمل هاي الأرقام وتوفرلهم العلاج بنفس الكفاءة اللي ممكن توفره في أيام طبيعية؟ هذا بالضبط اللي عم يصير في دول مثل أيطاليا واسبانيا ومؤخرا في نيويورك. 

 

عشان هيك بدأت الدول تتبع اجراءات الإغلاق الكامل للحفاظ على قدرة النظام الصحي في إنقاذ حياة المرضى اللي بتسوء حالتهم. 

 

مقابل استراتيجية "تسطيح المنحنى" فيه استراتيجية "مناعة القطيع". 

 

بعد مؤتمر صحفي لبوريس جونسون، رئيس الوزراء الحكومة، بتاريخ ١٢ آذار/مارس ٢٠٢٠،انتشرت الأخبار الي بتقول إنه بريطانيا رح تتبع استراتيجية اسمها Immuning the Herd، أو مناعة القطيع. 

 

وقتها طلع جونسون وحذّر الناس وقال: ""الكثير من العائلات، الكثير جدًا من العائلات، ستفقد أحباءها قبل الموعد"..


 

مفهوم مناعة القطيع بيعني إنه ما تتم إجراءات كبيرة للحد من انتشار المرض في الفترة الأولى… يعني بدون فرض حظر تجول، أو إلغاء المباريات والفعاليات، أو ملاحقة كل حالة لفحص الأشخاص الي خالطتهم. 

وبهالطريقة، أعداد كبيرة من الناس رح تلقط العدوى، بتوصل لـ60٪ من الشعب... بتفترض هالاستراتيجية إنه جزء كبير من المصابين رح ينجو من المرض، ورح يطوّر جسمهم مناعة ضده.

 

وبهالحالة، إذا فيه كثير ناس عندهن مناعة، معناته مش رح يعدوا ناس آخرين، وهيك تدريجياً بنسيطر على المرض. 

 

هالمفهوم كثير لاقى انتقادات من سياسيين ومن العلماء ببريطانيا، وبعد فترة أنكرت الحكومة البريطانية إنها عم تتبع "مناعة القطيع" كاستراتيجية أصلاً.

 

الخوف من تطبيق "مناعة القطيع" كاستراتيجية، هو إنه هذا السيناريو رح ينتج عنه إصابات كثيرة بتحتاج لرعاية صحية بالمشافي، ومش أكيد إنه النظام الصحي، حتى ببلد مثل بريطانيا إنه يتحمّل هالعدد من المرضى بوقت واحد.

 

وعالأكيد رح يكون فيه كثير وفيات باتباع هالاستراتيجية… بس الأهمّ، إنه نحنا ما بنعرف معلومات مؤكدة: هل الجسم بيطوّر مناعة بعد الإصابة بفيروس كورونا، وقديش هالمناعة بتدوم؟

 

من وقت ظهور أول حالة ببريطانيا أواخر شباط، لحدّ منتصف آذار، وهي الحياة شبه طبيعية في بريطانيا. وما فرضت الحكومة منع للتجول على البريطانيين إلّا بـ23 آذار. رغم كارثية الأوضاع بدول أوروبية ثانية.

 

فيه مقالات بتقول إنه بريطانيا اعترفت بفشل فكرتها، ولكنها ضيّعت أسابيع ثمينة كان بتقدر تحمي الناس فيها من انتشار الفيروس.

حتى بوريس جونسون، رئيس الوزراء، الي أجّل الإجراءات المشددة، هلا عم يشتغل من البيت، لأنه مصاب بالفيروس.

مهم جدا انه نفهم المعاني للمصطلحات بس مهم كمان نفهم المسؤولية الشخصية والجماعية لاتباع التعليمات، عشان نعرف نحمي انفسنا والناس اللي حوالينا ونتفادى انهيار المنظومةا الصحية في بلدنا. خلونا نفكر فيها هيك: إذا كل واحد فينا تعامل مع حاله إنه مصاب بالفايروس وتعامل مع الآخرين أنهم مصابين بالفايروس وبالتالي اتبع تعليمات التباعد الاجتماعي والحفاظ على مسافة مع الآخرين ونصائح غسل الايدين وتعقيم الاسطح والعطس أو السعال بالكوع منكون هيك ساهمنا في الحد من انتشار الفايروس وحمينا كتير ناس معرضة للموت بسببه. 

 

بودكاست "المستجد" من إنتاج صوت، كنت معكم في التقديم عبير قبطي، تحرير وإعداد لمى رباح، بحث ومساعدة إنتاج كنزي محمود وهندسة صوتية تيسير قباني.