Almostajad | المُستجَد

من يصنع لنا الكمامات؟

في هذه الحلقة نستمعُ إلى قصّتيْن حول صانعي مستلزمات الوقاية في تونس ولبنان. في الأولى، يعزلُ ١٥٠...

نص الحلقة

خلال مدّة قصيرة، صار ارتداء الكمّامات وواقيات الوجه سلوك يومي مألوف جداً.

 

أقنعة صغيرة بيحتمي الجميع خلفها.

ولكن ورا صناعتها، في جهد كبير ووقت طويل وتجارب جديدة بتستحق نحكي قصتها.

 

مرحبا، أنا عبير قبطي، وهاد بودكاست المستجدّ.

 

في هاي الحلقة بنحكي عن قصّتين، بحاولوا أصحابهم تلبية الحاجة الملحّة في بلدانهم لكميات أكبر من معدّات الوقاية.

 

الأولى من تونس، قصّة العاملين اللي قرروا يعزلوا أنفسهم صحياً في مكان عملهم.

 

والثانية من لبنان، عن استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع واقيات الوجه.

 

في العشرين من آذار/ مارس الماضي، توجّه مية وخمسين عاملة وعامل إلى مصنع شركة كونسوميد التونسية في مدينة القيروان، وهم عارفين إنهم مش راجعين لبيوتهم قبل مرور شهر واحد على الأقلّ.

 

المستشفيات التونسية بتعتمد بالأساس على هاد المصنع المتخصّص في المستلزمات الصحية مثل الألبسة الطبّية المعقّمة والكمامات؛ لذلك، كان لا بدّ من زيادة الإنتاج في ظلّ أزمة فيروس كورونا.

 

وقفوا العاملين والعاملات في ساحة المصنع، وبجنبهم حقائبهم وأغراضهم. أدّوا التحيّة للعلم التونسي ودخلوا في طوابير ليبدؤوا عزلهم الطوعي اللي استمرّ لأكتر من شهر.

 

مشهد احتفى فيه التونسيين.

 

الواحد متجنّدلها الفترة هذيا، بجهده وبأفكاره وبكل التضحيات في سبيل الوطن العزيز تونس

خولة عبد اللاوي

خولة عبد اللاوي بتشتغل في شركة كونسوميد من عشر سنوات، وهي اليوم مسؤولة الإنتاج في المصنع.

 

بتحكيلنا أكتر عن أهمية هاي الخطوة:

 

منذ إعلان السلطة التونسية عن دخول في المرحلة الأولى للتوقي من هذا الوباء، حاولنا كشركة كونسوميد، بكافة العاملين والإطارات بها استباق الأحداث، واتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة للحفاظ على:

أولاً سلامة وصحة العمل داخل الشركة، ثانياً سلامة منتوجاتنا المصنّعة داخل الشركة بما أننا المزوّد الرئيسي للدولة بالمواد الطبية الشبه طبية الوقائية من الفيروسات والميكروبات.

 

خولة عبد اللاوي

للحفاظ على سلامتنا العمّال والعاملات داخل المصنع، قام أصحاب المؤسسة بوضع عدد ٢ من الأطباء و٢ من الممرضات، لمراقبة صحة العملاء وذلك بالفحص المتواصل اليومي (نحنحة) لكل العملاء…

 

إضافة إلى ذلك  اتخذت الشركة كل الإجراءات اللازمة لمنع دخول أي نوع من الفيروس أو الميكروب للمصنع.

 

تونس متل غيرها من دول العالم ضاعفت إنتاجها المحلّي من الكمّامات والمستلزمات الأخرى المطلوبة، لتزويد الفئات الأكثر حاجة إلها.

 

خولة بتقول إنّه الكميات اللي بينتجها هاد المصنع بتروح لقطاعات الصحة والأمن وغيرها من الجهات اللي بتشتغل على مدار اليوم وبتكون أكثر عرضة للفيروس.

 

نظراً لازدياد الطلب على الإنتاج، قررت الشركة وضع برنامج عمل، يمتد من السادسة والنصف صباحاً وحتى العاشرة ليلاً. ينقسم إلى ثلاث حصص عمل، كل حصة يؤمنها فريق عمل مع فريق مراقبي إنتاج وذلك لتأمين الكمية والجودة المطلوبة منا.

 

معظم العاملين المعزولين في المصنع كانوا من النساء.

 

السيدة خولة هي إحدى العاملات اللي قرروا يكونوا جزء من هاي المعركة المهمّة ضد الفيروس.

 

بطبيعة الحال عندي زوجي بنتي عائلتي، طرحت عليهم الفكرة وكانوا آآآ متفهمين، وحاولوا يشجعوني باش نكون من الأوائل اللي يساندوا الفكرة ويبادروا بطبيعة الحال، وكنت في الموعد، حضرت ملازمي الكلّ حضرت مستحقاتي الكلّ

 

الابتعاد عن العائلة لهاي الفترة الطويلة ما كان سهل على الجميع، ولكن الشركة بتقول إنها حاولت التخفيف من صعوبة هاي الخطوة.

 

هو في الأصل هنا احنا عايشين جو عائلي، بحكم كوننا نعدّي الوقت كامل مع بعضنا، وحتى لو كان عنا بعض العمال اللي أول مرة.. ولّا العاملات أول مرة يبتعدوا عن ديارهم وعائلاتهم، وحتى كي يتقلّقوا في وقت ما نحاولوا باش نداري بيهم ونسّيهم الوحشة اللي صار على عائلاتهم

 

بالنسبة لعمل الذكور، خصصت الشركة مكان لممارسة كرة القدم وكرة السلة وألعاب فكرية وألعاب إلكترونية، مثلما خصصت لعمل الإناث مساحة لممارسة الرياضة مثل الآيروبيك والرقص، مع تأمين احتفال ليلة الأحد، للترفيه عن العملاء.

 

اليوم، بعد أكتر من شهر، ما زال العزل الصحي للمصنع مستمرّ.

 

بتخبّرنا خولة إنّه مع حلول شهر رمضان، قرر العاملين والعاملات خلق أجواء رمضانية تساعدهم يكمّلوا اللي بدؤوه بعيداً عن أهاليهم.

 

إلى جانب الجهود الكبيرة المبذولة لمضاعفة إنتاج الكمامات حوالين العالم، في أنواع جديدة من واقيات الوجه بيتمّ استخدامها كحماية إضافية من الفيروس.

 

بالفترة الأخيرة شفنا صور لواقي وجه بلاستيكي شفاف، على رؤوس العاملين في القطاع الصحي حول العالم، بيحمي وجوههم على مدار اليوم من التعرّض لأيّ فيروس معدي.

 

مجموعات عدّة بادرت لإنتاج واقيات للوجه من خلال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومحاولة توزيعها مجاناً. كان أحدها في لبنان. 

 

-    وهلأ عاملين طابعات إذا سمعتي صوت ال 3d هلأ وقفت

-   اه كنا سامعينها بالخلفية

-   هلأ خلصت ف ضمن الحلقة خلصت يعني 

-   هلأ خلصتو تنتجو كمان وحدة؟ واحنا نحكي؟

-   هلأ أنتجنا وحدة واحنا عم نحكي

 

هاد صوت مجد الشهابي ومحمد نجم، أنهوا طباعة قطعة جديدة لواقي الوجه اللي بنحكي عنه.

 

من فترة قرروا يكونلهم دور في مواجهة لبنان لفيروس كورونا المستجدّ. 

 

في ظلّ ارتفاع أسعار واقيات الوجه، فكّروا بإنتاجها بأنفسهم؛ اشتروا طابعة ثلاثية الأبعاد وبدأوا تصنيعها بكمّيات تجريبية.

 

اشرحولنا، اوصفولنا المنتج؟ من ايش مصنوع؟ ايش القطع اللي استعملتوها؟

 

التصميم في الو 3 أجزاء أو فالجزء الأول هو لنقول الحمالة اللي بتحمل واقي الوج يلي هي بتنطبع على الطابعة ثلاثية الأبعاد، والجزء الثاني اللي هو الواقي نفسو…

 

مثل شقفة شفافة بلاستيك ااه بتغطي الوجه ومربوطة فوق بالراس ااه شي لحتى يثبت البلاستيك يلي عم يحمي الوجه... 

 

والقسم التالت بس مطاطة بتمسك الواقي من ورا بتمسك القطع كلياتا سوا بتتعلق ع الراس.

 

يعني شو كان في راسكو وانتو تصنعو هاد الشي؟ مين تخيلتو هاد الشي ممكن يساعدو ويحميه؟ 

 

يلي ممكن يستخدموه أكتر شي إنو الناس اللي بتتعرض لناس تانية بحياتها اليومية، اللي بدها تحمي حالها بحكم شغلها إنه مثلاً ناطور بناية، ااه حدا بشتغل بمحلات ااه السوبر ماركت وهيك، ناس بتشتغل شوفير تكسي هيكه، هدول الناس ياما بشتغلو ياما ما بياكلو يعني فهنة مضطرين يشتغلو فمضطرين يتعاملوا مع ناس بحياتهم اليومية فــ (...) فهادا فينك تعيدي استعماله إذا بتغيري بعض القطع يعني القطع هاي الشفافة الواجهة الشفافة تبعو أو فيكي تنضفيا آو فيكي تنضفيا لانا مصنوعة من مادة قابلة للتنضيف…

 

وهيدا الشي جيد لحماية العيون، بيحمي إذا حدا عطس بوجهك، يعني كل هالأشياء بيحميك منا بس طبعاً الكمامة هي مستوى آخر من الحماية وهيدا منو بديل عنا. إذا بدك هيدا ممكن يكون إضافة للكمامة.

 

وكمان بحب تحكولنا على مسار الـ سيرورة الإنتاج، من ايمتى بلش وقديش أخدكو وقت؟ ااه وهل كان في تجارب؟ كيف وصلتو لهون؟ 

 

هلأ عموماً ااه يلي صار في مجموعة ناس عم تشتغل بلبنان والعالم كلياتو يلي هنة بقولولن ميكرز أو صناع يلي هنن ناس عندهن طابعات ثلاثية الأبعاد وعندهن قصاصة ليزر وعندهن كل هالموارد الي كانو يستخدموها لصناعة منتجات شو ماتكون هي (…) لما صار أزمة الكوفيد-19كل هيك مجتمع الصناع تجند أو وجه قدراتو باتجاه هذا الموضوع…

 

نحنا شرينا طابعتين ثلاثيات الأبعاد (...) وعم نجرب فيون تنيناتهون.

 

قديش بتكلف طابعة ثلاثية الأبعاد؟ 

 

حوالي 440 دولار…

 

بس إنه كمان حسب الطابعة اللي بتستعمليها انو في طابعات أغلى وفي طابعات أرخص كل طابعة بتكون انو مستعملة لغرض معين مثلاً لدقة معينة وهيكه. 

 

بتقدروا تحطونا هلأ في صورة قديش تكلفة انكم تنتجوا القطعة وبقديش رح تكون متاحة للناس؟ هل رح تبيعوها ولا رح توزع مجاناً؟

 

هلأ هو المشروع لا ربحي يعني نحنا بس القطع اللي رح نبيعا مش حنبيعا إذا بدك راح نعطيها بس اللي قادر يتبرع بمصاري في يطلع مصاري، ااه فممكن اغلب الناس تاخدا ببلاش بس ممكن بعض الناس يلي قادرين يتحملو الكلفة يدفعولنا مصاري مثلاً لنقدر نكمل الإنتاج.

 

كلفة إنتاج القطعة الوحدة محصورة بحوالي عشرة دولار، مع احتساب استهلاك الكهربا وسعر الطابعة.

 

مجد ومحمد بيطمحوا لإنتاج 16 قطعة يومياً في الفترة الحالية، على أمل شراء المزيد من الطابعات ثلاثية الأبعاد لإنتاج كميات أكبر.

 

خلال شهرين فقط من الأزمة، كتير دول ركّزت في إنتاجها المحلي على تصنيع معدّات الوقاية، وعلى رأسها الكمّامات، نظراً للطلب والاستهلاك العاليين.

 

الدول العربية مش استثناء. وهاي الخطوة بتيجي بعد سنين طويلة من الاعتماد المفرط على الإنتاج الصيني فقط.

 

هل ممكن ينعكس الموضوع على قطاعات أخرى بعد انتهاء أزمة كورونا؟ 

 

 

بودكاست المستجدّ من إنتاج صوت.

 

كنا معكم في الإعداد والتقديم: عبير قبطي، في الكتابة: محمود الخواجا، في التحرير: لما رباح، وفي المونتاج تيسير قباني.

 

أخيراً، تأكدوا إنكم تشتركوا بقناة بودكاست المستجد على أي منصة بودكاست بتفضلوها، لتوصلكم تنبيهات بالحلقات الجديدة.

 

كونوا بخير وعافية